رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ اصطنع خاتما من ذهب، فكان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه، فصنع الناس، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال: «إني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فصه من داخل»، فرمى به، ثم قال: «واللَّه، لا ألبسه أبدًا»، فنبذ الناس خواتيمهم.
وفي رواية: واتخذ خاتما من ورق.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٧٦)، ومسلم في اللباس والزينة (٢٠٩١) كلاهما من حديث نافع، عن عبد اللَّه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:

عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ اصطنع خاتما من ذهب، فكان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه، فصنع الناس، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال: «إني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فصه من داخل»، فرمى به، ثم قال: «واللَّه، لا ألبسه أبدًا»، فنبذ الناس خواتيمهم. وفي رواية: واتخذ خاتما من ورق.

1. شرح المفردات:

● اصطنع: صنع واتخذ.
● خاتمًا من ذهب: حلقة مصنوعة من معدن الذهب الخالص.
● فصه: الحجر الكريم أو الجزء البارز من الخاتم الذي يُنقش عليه أحيانًا.
● باطن كفه: الجهة الداخلية من راحة اليد.
● نبذ الناس خواتيمهم: طرح الناس خواتيمهم وتركوا لبسها.
● خاتمًا من ورق: أي من فضة، وكان ذلك بعد ترك خاتم الذهب.

2. شرح الحديث:

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اتخذ في بداية الأمر خاتمًا من ذهب، وكان يلبسه ويجعل فصه (الحجر أو الجزء الزخرفي) إلى جهة باطن كفه لا إلى ظاهرها، ربما للتواضع أو ليكون أقل بروزًا. فلما رأى الصحابة رضي الله عنهم ذلك اقتدوا به وصنعوا لأنفسهم خواتيم من ذهب مثله.
ثم في يوم من الأيام، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا على المنبر يخطب في الناس، نزع الخاتم من يده وأعلن أنه كان يلبسه ويجعل فصه إلى الداخل، ثم ألقاه (رمى به) معلنًا بقسم: "والله لا ألبسه أبدًا". فكان هذا تصريحًا صريحًا بتحريم لبس الذهب على الرجال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك شيئًا إلا لسبب شرعي، وغالبًا للتحريم.
فلما رأى الصحابة هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم، وأقسم أنه لن يلبسه أبدًا، فهموا أن لبس الذهب محرم على الرجال، فقاموا بنبذ خواتيمهم وتركوا لبسها اقتداءً به وتأسياً بسنته.
ثم في رواية أخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ بعد ذلك خاتمًا من فضة (ورق)، ونقش عليه "محمد رسول الله"، وكان يستخدمه كختم للرسائل والعهود.

3. الدروس المستفادة منه:

1- تحريم لبس الذهب على الرجال: هذا الحديث أصل من أصول تحريم الذهب على الرجال، وهو إجماع بين العلماء، حيث يحرم على الرجل أن يتختم بالذهب أو أن يتحلى به بأي شكل من الأشكال، بينما يجوز للمرأة ذلك.
2- اقتداء الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقتدون به في كل صغيرة وكبيرة، فلما رأوه يلبس الخاتم من ذهب صنعوا مثله، ولما رأوه يتركه وينبذه نبذوا خواتيمهم دون تردد.
3- التأسي بالنبي في الترك كما في الفعل: ليس التأسي به صلى الله عليه وسلم فقط فيما يفعله، بل وفيما يتركه، لأنه لا يترك شيئًا إلا لحكمة.
4- التواضع وخفض الجناح: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل فص الخاتم إلى باطن كفه، وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم وعدم إظهار الزينة الفاخرة.
5- التدرج في التشريع: قد يُباح شيء في أول الإسلام ثم يُحرّم بعد ذلك، كما حصل في شأن الخمر وغيره، وهنا كان لبس الذهب مباحًا في البداية ثم حُرّم.
6- استبدال المباح بالمحرم بالمباح: بعد تحريم الذهب، اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من فضة، مما يدل على أن التحلية مباحة للرجال إذا كانت من غير الذهب.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الخاتم الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم من فضة كان نقشه "محمد رسول الله" ثلاثة أسطر: محمد سطر، رسول سطر، الله سطر.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الخاتم في خنصره (الإصبع الصغير) من اليد اليمنى في الغالب.
- استمرار عمل الخاتم من الفضة للرجال جائز، وهو من السنن، وكان يستخدم للختم والتوقيع.
- الحديث يدل على عظم خطر الابتداع في الدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخاتم عندما رأى أن الناس يقلدونه تقليدًا أعمى قد يؤدي إلى اعتقاد أن لبسه سنة مؤكدة أو واجب.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر من أمورنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٧٦)، ومسلم في اللباس والزينة (٢٠٩١) كلاهما من حديث نافع، عن عبد اللَّه، فذكره. والسياق لمسلم.
قال جويرية: ولا أحسبه إلا قال: في يده اليمنى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 215 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

📜 حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ ينزع خاتم الذهب ويقول: والله لا ألبسه أبدًا.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية