حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من اختيار الرهبانية وترك الدنيا

عن أبي جُحيفة قال: آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء فرأى أم الدرداء متبذّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كل فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدّرداء يقوم، قال: نمْ، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نَمْ. فلما كان آخر الليل قال سلمان: قمْ الآن. فصلّيا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النّبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: «صدق سلمان».

صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٦٨)، عن محمد بن بشّار، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا أبو العُميس، عن عَون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.

عن أبي جُحيفة قال: آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء فرأى أم الدرداء متبذّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كل فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدّرداء يقوم، قال: نمْ، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نَمْ. فلما كان آخر الليل قال سلمان: قمْ الآن. فصلّيا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النّبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: «صدق سلمان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شروح الحديث لدى أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي جحيفة قال: آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كل فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم. فلما كان آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: «صدق سلمان».

1. شرح المفردات:


● آخى: عقد بينهم أخوة في الله، وكان النبي ﷺ يؤاخي بين الصحابة لتقوية الروابط الإيمانية.
● متبذلة: مهملة هيئتها، غير متعاهدة لزينتها أو مظهرها، لانشغالها أو فقرها.
● ليس له حاجة في الدنيا: أي أنه زاهد فيها، منصرف عنها، لا يهتم بشؤونها.
● قم الآن: أي وقت قيام الليل المناسب (آخر الليل).

2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد بأحداثه:
● الأخوة الإيمانية: بدأ النبي ﷺ بتوثيق الرابطة بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، مما يدل على أن الإسلام يجمع بين مختلف الأصول والأعراق.
● زيارة الإخوان: قام سلمان بزيارة أخيه في الله، تطبيقًا لحق الأخوة وتفقدًا لأحواله.
● ملاحظة الإهمال: لاحظ سلمان إهمال زوجة أبي الدرداء لنفسها وهيئتها، وهو دليل على تقصير أبي الدرداء في حق أهله بسبب انشغاله بالعبادة.
● الحوار والموعظة: قدم سلمان النصيحة لأبي الدرداء بطريقة عملية حكيمة، حيث رفض أن يأكل وحده وأصر على مشاركته الطعام، ثم نهاه عن إرهاق نفسه بالقيام كل الليل، وأرشده إلى الموازنة.
● الحكمة المركزية: لخص سلمان رضي الله عنه فلسفة الإسلام في التوازن بقوله: "إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه".
● تصديق النبي ﷺ: عندما نقل أبو الدرداء القصة للنبي ﷺ، صدق قول سلمان، مما يؤكد صحة هذا المبدأ.

3. الدروس المستفادة منه:


● الموازنة في العبادة: الإسلام يرفض الغلو والتطرف، ويأمر بالاعتدال حتى في العبادة. فليس من الصواب أن ينهك الإنسان نفسه بالعبادة حتى يضيع حقوقًا أخرى.
● حقوق متعددة: للإنسان التزامات متعددة: حق الله (العبادات)، وحق النفس (الراحة، الطعام، الصحة)، وحق الأهل (الإنفاق، المعاشرة بالمعروف، الرعاية).
● الحكمة في النصيحة: قدم سلمان النصيحة بطريقة عملية غير مباشرة، مما يدل على أهمية الأسلوب الحكيم في الدعوة والإرشاد.
● مشروعية الزيارة والأخوة: الحث على زيارة الإخوان في الله وتفقد أحوالهم.
● رفض الرهبانية: الإسلام لا يعترف بالرهبانية التي تهجر الحياة وتعطل الحقوق، بل يدعو إلى العبادة ضمن إطار الحياة الطبيعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب الاعتدال والتوازن في حياة المسلم.
- يستدل به العلماء على ذم الغلو في الدين، وأن المشروع هو ما كان داخل حدود الاعتدال.
- فيه إشارة إلى أن آخر الليل هو أفضل وقت لقيام الليل، كما في قوله: "قم الآن".
- تصديق النبي ﷺ لسلمان يدل على أن هذا الكلام حق يوافق الشريعة.
فالحمد لله الذي جعل في ديننا يسرًا ووسطية، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٦٨)، عن محمد بن بشّار، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا أبو العُميس، عن عَون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

  • 📜 حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصة سلمان و أبو الدرداء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب