حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كان له امرأة ومسكن فهو من الأغنياء

عن أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد اللَّه: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادما، قال: فأنت من الملوك.
قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنا واللَّه ما نقدر على شيء، لا نفقة ولا دابة ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر اللَّه لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا» قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئًا.

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٧٩) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: فذكره.

عن أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد اللَّه: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادما، قال: فأنت من الملوك.
قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنا واللَّه ما نقدر على شيء، لا نفقة ولا دابة ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر اللَّه لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا» قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الزهد والرقائق، باب فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء إلى الجنة.
### ثانيًا. شرح المفردات
● الخريف: فصل الخريف، والمقصود هنا هو العام الكامل، أي بأربعين عامًا.
● تأوي إليها: تقيم معك وتسكن عندك.
● لا نقدر على شيء: لا نملك ما يكفي للحياة.
● لا نفقة ولا دابة ولا متاع: لا طعام، ولا دابة للركوب أو الحمل، ولا أمتعة أو أغراض أساسية.
● يسبقون: يتقدمون ويصلون قبلهم.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحتوي هذا الأثر على موقفين:
الموقف الأول: حوار عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- مع الرجل الذي سأله إن كان من فقراء المهاجرين. فبين له عبد الله بن عمرو معنى الغنى الحقيقي في الإسلام، وهو أن يكون للإنسان المسكن الذي يأويه والزوجة التي تسكن إليه، فهذا هو الكفاف الذي يكون به المرء غنياً عن سؤال الناس. فلما ذكر الرجل أن له خادماً، بين له أن هذه نعمة زائدة ترفع درجته إلى أكثر من الغنى العادي.
الموقف الثاني: مجيء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو يشكون فقرهم المدقع وعدم امتلاكهم لأدنى necessities الحياة (نفقة، دابة، متاع). فعرض عليهم عبد الله بن عمرو ثلاثة حلول:
1. أن يعطيهم من ماله الخاص.
2. أن يرفع أمرهم إلى السلطان (الخليفة) ليعينهم من بيت المال.
3. أن يصبروا على فقرهم ويحتسبوا الأجر عند الله.
ثم ذكر لهم الحديث النبوي الشريف الذي يبشر فيه النبي ﷺ فقراء المهاجرين بأنهم سيدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عامًا. هذا الوعد العظيم كان حافزًا قويًا لهم، فاختاروا الصبر وعدم السؤال، رغبة في هذا الأجر العظيم والسبق إلى الجنة.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- التعريف الشرعي للغنى: الغنى ليس هو كثرة المال، بل هو غنى النفس وقلة الحاجة إلى الناس. فمن ملك قوت يومه وسكنًا يأويه وأهلاً يؤنسه، فهو غني في الميزان الشرعي.
2- تفاضل الناس بأعمالهم لا بأموالهم: المعيار الحقيقي للتفاضل عند الله هو التقوى والصلاح والعمل الصالح، لا كثرة المال أو الجاه.
3- فضل الصبر على الفقر: الحديث يحث على الصبر على الشدة والفقر ويرغب فيه ببيان عظم أجره، وهو سبق الأغنياء إلى دخول الجنة بأربعين عامًا. وهذا الزمن الطويل في الدنيا يدل على تفاوت عظيم في الدرجات والمنازل في الآخرة.
4- البشارة العظيمة للفقراء الصابرين: فيه تسلية عظيمة لمن ابتلي بالفقر وهو صابر محتسب، بأن له مكانة عالية عند الله تعالى.
5- حسن تعامل الصحابة مع الفقراء: حيث كان عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يعرض المساعدة المادية ويشعر بمعاناتهم، ثم يوجههم التوجيه النبوي الذي يعطيهم الأمل والصبر.
6- حرص السلف على الأجر الأخروي: حيث فضل أولئك الثلاثة الصبر على الأجر العظيم على قبول العطاء الدنيوي الفاني، وهذا من علو همتهم وإيمانهم.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- المقصود بـ "فقراء المهاجرين" هم الذين هاجروا مع النبي ﷺ وليس لهم مال، وكانوا يعيشون في الصفة (أعلى المسجد النبوي).
- هذا الفضل الخاص (السبق بأربعين خريفًا) هو لفقراء المهاجرين الذين جمعوا بين فضيلتي الهجرة والفقر الصابر. أما غيرهم من الفقراء الصابرين فلهم أجر عظيم، ولكن هذا الفضل المذكور خاص بهؤلاء الصنف الرفيع.
- الحديث لا يعني ذم الأغنياء، فكثير من أغنياء الصحابة كانوا من السابقين إلى الخيرات، ولكنه يبين فضل هذه الفئة الخاصة من الفقراء الذين تحلوا بالصبر والزهد.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٧٩) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: فذكره.
وأما ما روي مرفوعا عن جمع من الصحابة: «من أصبح منكم معافًى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا». فكلها ضعيفة وليس شيء منها على شرط «الجامع الكامل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 210 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

  • 📜 حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب