حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهة المبالغة في المباحات

روي عن عطية السعدي -وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يبلغ العبدُ أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس».

ضعيف: رواه الترمذيّ (٢٤٥١)، وابن ماجه (٤٢١٥)، والحاكم (٤/ ٣١٩) كلهم من طريق أبي عقيل عبد اللَّه بن عقيل الثقفي، حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثني ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس، عن عطية السعدي، فذكره.

روي عن عطية السعدي -وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يبلغ العبدُ أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يضع لنا قاعدة ذهبية في طريق التقوى والورع. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● العبد: الإنسان المؤمن الخاضع لله تعالى.
● يبلغ: يصل ويصير.
● المتقين: جمع "متقٍ"، وهو الذي اتخذ وقاية من عذاب الله بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.
● ما لا بأس به: الأشياء المباحة التي لا إثم في فعلها.
● حذرا: خوفاً وحيطة.
● ما به البأس: ما فيه الإثم والعذاب، أي الأمور المحرمة.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف أن الإنسان المؤمن لا يصل إلى درجة الورع الحقيقي والوقوف عند حدود التقوى الكاملة، حتى يترك بعض الأمور المباحة التي يُباح له فعلها في الأصل، لا لأنها حرام في ذاتها، ولكن خوفاً من الوقوع في الحرام الذي يشتبه به أو يكون قريباً منه.
فهو ليس حديثاً عن ترك الحرام، فهذا واجب على كل مؤمن، بل هو حديث عن الارتقاء في مراتب الإيمان بترك الحلال عندما يخشى أن يكون ذريعة أو طريقاً يؤدي إلى الحرام، أو عندما يكون في منطقة مشتبهة بين الحلال والحرام.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الورع ودرجات التقوى: يبين الحديث أن للتقوى مراتب، وأعلاها هو الورع، وهو ترك ما يُشتبه في حرمته أو ما يخاف من عواقبه، حتى لو كان جائزاً في ظاهره.
2- سد الذرائع: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الشريعة، وهو "سد الذرائع"، أي منع الوسائل التي تؤدي إلى المحرمات، حتى لو كانت تلك الوسائل مباحة في نفسها. فالمتقي يبني سوراً من الوقاية بينه وبين المحرم.
3- الحذر من مواقع الشبهة: من دلائل قوة إيمان العبد أن يتجنب ليس فقط الحرام الصريح، بل أيضاً منطقة الشبهات، كما في الحديث المشهور: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ».
4- التخلي من أجل التحلي: يطلب من المؤمن أن يتخلى عن بعض الملذات والمباحات من أجل أن يتحلى بالإيمان والتقوى الكاملة، وهذا من علامات قوة الإيمان وصدق المحبة لله تعالى.
5- التربية على الإرادة القوية: هذا الفعل يحتاج إلى قوة في الإرادة وعلو في الهمة، لأنه من السهل على الإنسان أن يقتصر على ترك الحرام فقط، ولكن الصعب أن يترك ما يحبه ويشتهيه وهو حلال، خوفاً من الله.

رابعاً. أمثلة تطبيقية من حياة السلف:


- كان بعض السلف يتورع عن قبول هدية من شخص يعلم أن في ماله شبهة.
- كانوا يتورعون عن الكلام الكثير المباح خوفاً من أن يزلّ اللسان فيدخل في الغيبة أو الكذب.
- يتورع التاجر عن بعض أنواع التجارات المباحة التي تكون على حدود الربا أو الغش.
- يتورع الإنسان عن النظر إلى ما يحل له النظر إليه (كوجه الأجنبية) إذا خاف أن يوقعه النظر في الفتنة أو النظر المحرم.

ختاماً:


هذا الحديث دعوة للارتقاء في سلم الإيمان، وليس معناه تحريم المباحات أو التضييق على الناس، بل هو خطاب للذين يريدون أن يبلغوا أعلى الدرجات عند الله. وهو منهج للطمأنينة القلبية وسلامة الدين.
نسأل الله أن يجعلنا من المتقين الورعين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٤٥١)، وابن ماجه (٤٢١٥)، والحاكم (٤/ ٣١٩) كلهم من طريق أبي عقيل عبد اللَّه بن عقيل الثقفي، حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثني ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس، عن عطية السعدي، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: فيه عبد اللَّه بن يزيد الدمشقي ذكره الجوزجاني في أحوال الرجال (٢٩٠) وقال: «أحاديثه منكرة». ولم أقف من تابعه على ذلك، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ونقل عن أبيه: روى عنه أبو عقيل الثقفي ومحمد بن سعد الأنصاري». ولم يقل فيه شيئًا، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أقف على توثيق غيره له فهو في أكثر أحواله مجهول الحال. ولكن أطلق عليه الحافظ في «التقريب» أنه ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 206 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

  • 📜 حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب