حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الاسراف والمبالغة في بناء البيت

عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه ﷺ خرج فرأى قبة مشرفة فقال: «ما هذه؟» قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسولَ اللَّه ﷺ في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللَّه إني لأنكر رسول اللَّه ﷺ، قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها، حتى سوّاها بالأرض، فخرج رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، فلم يرها، قال: «ما فعلت القبة؟» قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها فقال: «أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا» يعنى ما لا بد منه.

حسن: رواه أبو داود (٥٢٣٧)، وأبو يعلى (٤٣٤٧)، والطحاوي في شرح المشكل (٩٥٦) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا عثمان بن حكيم، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، عن أبي طلحة الأسدي، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه ﷺ خرج فرأى قبة مشرفة فقال: «ما هذه؟» قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسولَ اللَّه ﷺ في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللَّه إني لأنكر رسول اللَّه ﷺ، قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها، حتى سوّاها بالأرض، فخرج رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، فلم يرها، قال: «ما فعلت القبة؟» قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها فقال: «أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا» يعنى ما لا بد منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول اللَّه ﷺ خرج فرأى قبة مشرفة فقال: «ما هذه؟» قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسولَ اللَّه ﷺ في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللَّه إني لأنكر رسول اللَّه ﷺ، قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها، حتى سوّاها بالأرض، فخرج رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، فلم يرها، قال: «ما فعلت القبة؟» قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها فقال: «أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا» يعني ما لا بد منه.

1. شرح المفردات:


● قبة مشرفة: بناء مرتفع عالٍ، والقبة هي البناء المقبب المرتفع.
● حملها في نفسه: كتم الأمر في نفسه ولم يظهر استياءه بشكل صريح.
● أعرض عنه: صرف وجهه عنه ولم يلتفت إليه.
● وبال على صاحبه: مصيبة وضرر يلحق ببانيه.
● ما لا بد منه: ما يكون ضروريًا للحاجة الأساسية كالسكنى الضرورية.

2. شرح الحديث:


خرج النبي ﷺ ذات يوم فرأى قبة مرتفعة فاستفسر عنها، فأخبره الصحابة أنها لرجل من الأنصار. فكتم النبي ﷺ استياءه من هذا البناء الفاخر، ولم يوبخ صاحبه مباشرة، لكنه أظهر إعراضًا عنه عندما يقابله، حتى شعر الرجل بأن النبي ﷺ غير راض عنه.
فحزن الرجل وشكى حاله لأصحابه، فأخبروه أن سبب إعراض النبي ﷺ هو تلك القبة المشرفة التي بناها. فما كان من هذا الصحابي إلا أن بادر إلى هدم القبة فورًا حتى سواها بالأرض، يظهر exemplary الطاعة and love for the Prophet's approval.
فلما خرج النبي ﷺ مرة أخرى ولم ير القبة، سأل عنها، فأخبروه بما حدث، فبيّن ﷺ الحكمة من عدم استحسانه للبناء الفاخر بقوله: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا" أي أن البناء الزائد عن الحاجة يكون وبالاً وضررًا على صاحبه في الدنيا والآخرة، إلا ما كان ضروريًا للحاجة الأساسية.

3. الدروس المستفادة:


● التواضع واجتناب الترف: النهي عن البناء الفاخر الزائد عن الحاجة لما فيه من الكبر والإسراف.
● أسلوب التربية النبوية: استخدام النبي ﷺ لأسلوب الإعراض المعنوي للتربية دون مواجهة مباشرة، مما يدل على رفقه وحكمته في التعليم.
● سرعة استجابة الصحابة: حرص الصحابة على رضا النبي ﷺ وتنفيذ توجيهاته حتى بدون أمر صريح.
● ذم التكلف والتباهي بالبناء: التحذير من المغالاة في البناء والتفاخر بالدنيا.
● مراعاة المشاعر: تصرف النبي ﷺ برفق وحكمة في معالجة الموقف.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجة في سننه.
- يشير الحديث إلى أن البناء اللازم للسكنى فقط هو المباح، أما الزائد عن الحاجة فهو مذموم.
- يعتبر هذا من أدب النبي ﷺ في التعليم، حيث فضل التلميح على التصريح في مواضع الحكمة.
- القبة المذكورة كانت بارزة بشكل لافت، مما جعلها تتنافى مع مبدأ التواضع في الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢٣٧)، وأبو يعلى (٤٣٤٧)، والطحاوي في شرح المشكل (٩٥٦) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا عثمان بن حكيم، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، عن أبي طلحة الأسدي، عن أنس، فذكره.
وأبو طلحة الأسدي روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد توبع.
رواه ابن ماجه (٤١٦١) عن العباس بن عثمان الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عيسى ابن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، فذكره.
وعيسى بن عبد الأعلى قال الذهبي: «لا يكاد يعرف»، وقال ابن حجر: «مجهول». لكن لا بأس في المتابعة، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث على درجة الحسن.
وجوّده أيضًا العراقي في تخريج الإحياء (٤/ ٢٣٦).
قوله: «كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا» يعني ما لا بد منه، فالوعيد لمن أسرف في البناء وتفاخر فيه.
وأما من بنى حسب حاجته وحاجة أهله وعياله فليس عليه شيء، ويدل عليه حديث ابن عمر الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 208 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

  • 📜 حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما لا بد منه من البناء ليس وبالا على صاحبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب