حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاقتصاد في العبادة والأمور كلها

عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل النبي ﷺ؟ هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٦)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٨٣: ٢١٧) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.

عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل النبي ﷺ؟ هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:
### الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6467) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 783) عن علقمة بن قيس النخعي، وهو أحد كبار التابعين، حيث سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

شرح المفردات:


● يا أم المؤمنين: لقب تكريمي لعائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ.
● كيف كان عمل النبي ﷺ؟: أي كيف كانت عبادته وطاعته لله تعالى.
● يخص شيئًا من الأيام؟: أي هل كان يختص أيامًا معينة بعبادة زائدة دون غيرها.
● ديمة: من الدوام والاستمرار، أي كان عمله مستمرًا ثابتًا لا انقطاع فيه.
● أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع: أي أن قدرة النبي ﷺ على العبادة تفوق قدرة أي شخص من أمته.

شرح الحديث:


سأل التابعي الجليل علقمةُ أمَّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها عن طبيعة عبادة النبي ﷺ، وما إذا كان يختص أيامًا معينة بمزيد من العبادة، فأجابته بأن عمل النبي ﷺ كان "ديمة"، أي مستمرًا بلا انقطاع، لا يتخلله كسل ولا ملل، وكانت عبادته ﷺ في كل الأوقات، دون تخصيص يوم دون آخر.
ثم أتبعت ذلك بقولها: "وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع"، وهذا توضيح منها رضي الله عنها أن استمرارية النبي ﷺ في العبادة كانت بقوة تحمله وقدرته التي لا تطاق لأمته، فليس لأحد أن يشرع في عبادة مستمرة شاقة ظنًا منه أنه يقوى عليها كما كان يقوى النبي ﷺ، بل عليه الالتزام بالوسطية والاعتدال.

الدروس المستفادة:


1- الاستمرارية في الطاعة: أن خير العمل أدومه وإن قل، كما جاء في الحديث الآخر.
2- الاعتدال في العبادة: النهي عن التشدد في العبادة والمغالاة فيها، لأن النبي ﷺ كان له قوة تحمل لا توجد عند غيره.
3- حسن تبليغ العلم: حيث بينت عائشة رضي الله عنها الحكمة من عدم مقدرة الأمة على مجاراة النبي ﷺ في عمله الدائم.
4- الاقتداء بالنبي ﷺ: ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في الاستمرار على الطاعات، ولكن حسب طاقته دون إرهاق نفسه.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في أن المشروع في العبادة هو المداومة على القليل الدائم rather than الكثير المنقطع.
- فيه إشارة إلى أن النبي ﷺ كان يعمل بما فيه قدرة لأمته، ولكنه ﷺ كان مفطورًا على قوة تحمل خاصة.
- يستفاد منه أن المسلم إذا أراد أن يزيد في عبادة معينة، فليفعل ذلك بما لا يضر بدوامه على العبادة الأخرى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٦)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٨٣: ٢١٧) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 220 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

  • 📜 حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان النبي يستطيع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب