حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الاسراف والمبالغة في بناء البيت

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: مر بنا رسول اللَّه ﷺ ونحن نصلح خصا لنا، فقال: «ما هذا؟» قلنا: خصا لنا وَهَى، فنحن نصلحه، قال: فقال: «أما إن الأمر أعجل من ذلك».

صحيح: رواه أبو داود (٥٢٣٦)، والترمذي (٢٣٣٥)، وابن ماجه (٤١٦٠)، وأحمد (٦٥٠٢)، وصحّحه ابن حبان (٢٩٩٧) كلهم من طريق أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي السفر (واسمه: سعيد بن يحمد)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: مر بنا رسول اللَّه ﷺ ونحن نصلح خصا لنا، فقال: «ما هذا؟» قلنا: خصا لنا وَهَى، فنحن نصلحه، قال: فقال: «أما إن الأمر أعجل من ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وهو حسن. وهو حديث يحمل معنى عظيماً وتذكيراً بالغاً.

أولاً. شرح المفردات:


● مَرَّ بِنَا: أي مر علينا واجتاز بمكاننا.
● نُصْلِحُ: نقوم بإصلاح وترميم.
● خَصًّا: الخَصّ (بفتح الخاء وتشديد الصاد) هو الحظيرة أو السياج الذي يُحاط به البيت أو البستان، وهو ما يُصنع من جريد النخل أو الأعواد ليكون سوراً.
● وَهَى: أي ضعف وتخرق وأصابه الوهن، فأصبح معرضاً للسقوط.
● أَعْجَلُ: أي أسرع وأقرب وقوعاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ مرَّ به وبصحبه وهم منشغلون بإصلاح سور أو حظيرة لهم قد أصابها الضعف والوهن، فسألهم النبي ﷺ عن ما يفعلونه، فأخبروه أنهم يصلحون هذا السور. فانتهز النبي ﷺ هذه الفرصة ليذكرهم بحقيقة الدنيا وعدم خلودها، فقال: «أما إن الأمر أعجل من ذلك».
ومعنى قوله ﷺ: إن شأن الموت والانقطاع عن الدنيا، والانتقال إلى الآخرة، أعجل وأسرع من أن ينشغل المرء بإصلاح بناءٍ دنيويٍ زائلٍ، ويغفل عن إصلاح نفسه وبناء آخرته. فهو توجيه نبوي كريم من أنشغالهم بالعمران المؤقت إلى العمران الدائم، وهو ما يبقى للإنسان من عمله الصالح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التذكير بحقيقة الدنيا: الدنيا فانية زائلة، والآخرة هي دار البقاء. والإنسان فيها غريب أو عابر سبيل، كما في الحديث: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ».
2- عدم الغفلة عن الآخرة بالانشغال بالدنيا: لا بأس بالسعي في عمران الدنيا وإصلاح شؤونها، ولكن لا ينبغي أن يصل الأمر إلى حد الغفلة عن الهدف الأسمى من وجودنا، وهو عبادة الله وإصلاح الآخرة. فالموت قد يأتي بغتة.
3- الحكمة في التعليم: استخدم النبي ﷺ المواقف العابرة والحوادث اليومية ليربط القلوب بالله والدار الآخرة، مما يجعل العبرة أبلغ وأثبت في النفوس.
4- استغلال الوقت في الطاعات: يشير الحديث إلى وجوب استغلال الوقت فيما ينفع في الآخرة قبل فوات الأوان، فالعمر أقصر من أن ينصرف كله في إصلاح الدنيا.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، حيث جمع في عبارة موجزة بليغة معنى عظيماً.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين حق الدنيا وحق الآخرة، فلا يترك الدنيا تماماً فيهمل مصالحه، ولا ينغمس فيها فينسى آخرته. بل يكون كما وصف الله المؤمنين: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37].
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعمر أوقاتنا بما يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢٣٦)، والترمذي (٢٣٣٥)، وابن ماجه (٤١٦٠)، وأحمد (٦٥٠٢)، وصحّحه ابن حبان (٢٩٩٧) كلهم من طريق أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي السفر (واسمه: سعيد بن يحمد)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
قوله: «الخص» بيت من شجر أو قصب.
وقوله: «وَهَى» وهى الحائطُ يهي إذا ضعفَ وهمَّ بالسقوط.
وقوله: «الأمرُ» يعني أمر الارتحال عن الدنيا والموت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 207 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

  • 📜 حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العنوان: أما إن الأمر أعجل من ذلك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب