حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في الرضا بالكفاف

عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٤٩)، وأحمد (٢٣٩٤٤)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥)، والحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبِي، أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.

عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه فضالة بن عبيد رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع».

1. شرح المفردات:


● طوبى: كلمة تدل على السعادة العظيمة والخير الكثير والبركة، وهي من أسماء الجنة أو شجرة فيها، وتُقال للمبشر بالخير العميم.
● هُدي إلى الإسلام: أي وفقه الله لقبول الإسلام والعمل به، فاهتدى إلى طريق الحق والنجاة.
● عيشه كفافاً: أي أن رزقه يكفيه حاجته دون زيادة كبيرة تفتنه أو نقص يضره، فهو وسط بين الغنى الفاحش والفقر المدقع.
● قنع: أي قنع بما أعطاه الله، فلم يسعَ وراء المزيد بطمع، ولم يتسخط قليله، بل رضي بحاله وشكر الله عليه.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن السعادة الحقيقية والفلاح العظيم هو لمن جمع بين نعمتين عظيمتين:
- الأولى: الهداية إلى الإسلام، وهي أعظم نعمة يمكن أن يُمنحها الإنسان، فهي سبب النجاة في الدنيا والآخرة، وتضمن له حياة طيبة وفق شرع الله.
- الثانية: القناعة بالرزق الكفاف، أي أن يكون رزقه يكفيه ويقيم أوده دون فقر أو غنى مفرط. فالكفاف يحميه من مشقات الفقر وهمومه، ويبعده عن فتنة الغنى وكبته، وفي القناعة راحة للقلب وطمأنينة للنفس.
فالحديث يربط بين السعادة الروحية (الهداية إلى الإسلام) والسعادة المادية (القناعة بالكفاف)، مما يشير إلى أن السعادة الحقيقية ليست في كثرة المال، بل في سلامة القلب وراحة البال.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الهداية إلى الإسلام: فهي نعمة عظيمة يجب شكر الله عليها، والحفاظ عليها بالعمل الصالح والثبات على الدين.
● القناعة كنعمة: القناعة تجعل الإنسان غنياً بنفسه، فلا يحرص على الدنيا ولا يحسد الآخرين، بل يرضى بقسمة الله.
● الاعتدال في طلب الرزق: لا بأس بالسعي للرزق الحلال، ولكن دون طمع أو جشع، مع الرضا بما قسم الله.
● البعد عن فتنة المال: الغنى قد يطغى ويشغل عن الله، والفقر قد يجهد النفس، فالكفاف هو الخيار الأفضل لسلامة القلب.
● السعادة الحقيقية: ليست في الماديات فقط، بل في الإيمان والرضا، وهذا يتوافق مع قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.
- فضالة بن عبيد رضي الله عنه من الصحابة الكرام، وكان من أهل الصفة، وعُرف بالزهد والقناعة.
- يُستحب الدعاء بالهداية والقناعة، كما في الحديث: «اللهم ارزق آل محمد قوتاً» أي كفافاً.
- القناعة لا تعني الكسل أو عدم السعي، بل تعني الرضا بعد السعي والاجتهاد.
أسأل الله أن يهدينا إلى الإسلام، ويرزقنا القناعة والكفاف، ويجعلنا من أهل طوبى في الدنيا والآخرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٤٩)، وأحمد (٢٣٩٤٤)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥)، والحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبِي، أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح». وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل أبي هانئ -وهو حميد بن هانئ الخولاني-، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 212 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

  • 📜 حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب