حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في الرضا بالكفاف

عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه الشخير قال: حدثني أحد بني سليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول اللَّه ﷺ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم اللَّه له، بارك اللَّه له فيه ووسّعه، ومن لم يرضَ لم يباركْ له».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٢٧٩)، وابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨)، والبيهقي في الشعب (٩٧٢٥) كلهم من طريق يونس بن عبيد، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير قال: فذكره.

عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه الشخير قال: حدثني أحد بني سليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول اللَّه ﷺ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه ﵎ يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم اللَّه له، بارك اللَّه له فيه ووسّعه، ومن لم يرضَ لم يباركْ له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يبارك في علمنا وعملنا. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل في طياته دروساً عظيمة في الرضا والقناعة والتفاؤل. وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● يبتلي: يختبر ويُمتحن.
● عبده: المؤمن الذي يعبد الله حق عبادته.
● بما أعطاه: بنعمته عليه، سواء كانت مالاً أو علماً أو صحة أو ولداً أو غير ذلك.
● رَضِيَ: قَبِلَ بما كتبه الله له وقسمه، واطمأنت نفسه إليه.
● قَسَمَ اللَّه له: ما قدّره الله له من أرزاق ونعم.
● بارك اللَّه له فيه: جعل فيه الخير الكثير والدائم، ونمّاه وزاد في منفعته.
● ووسّعه: جعله واسعاً عليه، كافياً له، مُتسعاً به في عيشه.
● لم يرضَ: سخط وتذمر وحَسَدَ وغَبِطَ بما عند الآخرين.
● لم يباركْ له: حُرم البركة، فصار ما عنده قليلاً غير نافع، أو ذاهباً سريعاً.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى يختبر عباده بالنعم نفسها التي أنعم بها عليهم. فليس البلاء فقط بالشدائد والمصائب، بل أيضاً بالخير والمال والصحة والجاه. السؤال هو: كيف يتصرف العبد تجاه هذه النعم؟
● الخيار الأول: الرضا: إذا رضي العبد بما قسمه الله له، وشكر الله عليه، واستعمله في طاعته، فإن الله يبارك له في هذه النعمة، فيجعلها دائمة، كثيرة الخير، نافعة في الدنيا والآخرة، ويوسعها عليه حتى يشعر بالكفاية والغنى.
● الخيار الثاني: السخط: إذا لم يرض العبد بقسمة الله، وشعر بالحرمان والحسد تجاه ما عند الآخرين، ولم يشكر الله، فإنه يحرم البركة، حتى لو كان ما يملكه كثيراً في الظاهر، فإنه لن يشعر بلذته، وسينفد سريعاً، أو يكون سبباً لشقائه وعذابه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الابتلاء بالنعم: من حكمة الله أن يختبر عباده بالخير كما يختبرهم بالشر، ليعلم الشاكر من الجاحد.
2- الرضا باب البركة: الرضا بقضاء الله وقدره هو طريق السعادة الحقيقية وجلب البركات.
3- خطورة السخط: التسخط وعدم الرضا يؤدي إلى حرمان البركة، وشقاء العبد في دنياه وأخراه.
4- الشكر على النعم: الرضا يتضمن شكر الله على ما أعطى، والشكر سبب للمزيد والبركة، كما قال تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
5- نظرة المؤمن للحياة: المؤمن ينظر إلى ما في يديه بنعمة، ولا ينظر إلى ما في أيدي الناس بحسد أو قلق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
● الحديث يدخل في باب "الزهد والقناعة"، وهو من الأدلة على فضل القناعة والرضا بما قسم الله.
● البركة ليست بالكمية: البركة قد تكون في القليل فتكفيك، وتغني عن الكثير الذي لا بركة فيه. فقد يكون رزقك قليلاً ولكنك تشبع به وترضى، ويكون غيرك عنده الكثير ولكن لا يشفيه ولا يسعده.
● الرضا لا يعني عدم السعي: الرضا بما قسم الله لا يعني التكاسل وعدم السعي لطلب الرزق، بل يعني السعي ثم الرضا بنتيجة ما كتبه الله بعد بذل الأسباب.
أسأل الله أن يرزقنا جميعاً قلوباً راضية، ونفوساً قانعة، ويبارك لنا فيما أعطانا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٢٧٩)، وابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨)، والبيهقي في الشعب (٩٧٢٥) كلهم من طريق يونس بن عبيد، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير قال: فذكره. وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، ولا يُعرف اسم هذا الصحابي بالتحديد، لكنْ جاء في بعض الروايات أنه سُليم السلمي، ذكره المصنفون في الصحابة مثل ابن عبد البر وغيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 214 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

  • 📜 حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يرضَ بما قسم الله له لم يبارك له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب