حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خلود الجنة والنار

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدّثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت».
(رواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، واللفظ للبخاري)


1. شرح المفردات:


* يُقال: يُخاطَب ويُنادى.
* لأهل الجنة: أي للساكنين في الجنة، المؤمنين الموحدين.
* خلود: دوام وبقاء أبدي لا ينقطع.
* لا موت: نفيٌ للموت نفياً مؤكداً، أي أنتم في نعيم لا يفنى ولا يزول، ولن تذوقوا الموت بعده أبداً.
* لأهل النار: أي للكافرين والعصاة المخلدين فيها.
* يا أهل النار: نداء فيه من التوبيخ والتقريع ما يناسب حالهم.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن مشهد من مشاهد الآخرة، حيث يُخاطب سكان الدارين – الجنة والنار – بخطاب يقطع رجاء أهل النار في الخروج منها، ويثبت نعيم أهل الجنة ويؤكده.
* "يقال لأهل الجنة: خلود لا موت": هذا خطاب تبشير وتطمين لأهل الإيمان، يُؤذَن لهم فيه بالخلود الأبدي في نعيم لا ينفد، ويُقطع عنهم أي خوف من زواله أو انتهائه بالموت. فهم قد ماتوا موتة الدنيا ولن يذوقوا الموت بعدها أبداً، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون في نعيم مقيم.
* "ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت": وهذا خطاب تيئيس وتخليد لأهل الكفر والنفاق، يُقطع به رجاؤهم في الفناء أو الخروج من العذاب. فهم أيضاً قد ماتوا موتة الدنيا، ولكنهم سيعذبون أبد الآباد دون أن يموتوا فيستريحوا من العذاب، بل يموتون ثم يُحيون ليعاودوا العذاب، كما قال تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) [النساء: 56]. وهو نداء فيه من التقريع والتوبيخ ما يزيد في حسرة العابد لغير الله والمعرض عن أمره.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات خلود أهل الجنة وأهل النار في داريهما: وهذا من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة المتواترة. فالنعيم والعذاب لا ينقطعان أبداً.
2- قطع رجاء الكفار والمعاندين: هذا الخطاب يمحق أي أمل كان قد بقي في نفوس الكفار بالخروج من النار أو انتهاء عذابها، مما يزيد في عذابهم النفسي والقلبي.
3- تثبيت المؤمنين وتبشيرهم: في المقابل، يزيد هذا الخطاب المؤمنين طمأنينةً ويقيناً وثباتاً على الإيمان، فهو بشرى لهم بدوام النعيم وعدم انقطاعه.
4- الحث على العمل للجنة والهرب من النار: الحديث دافع قوي للإنسان ليعمل للحياة الأبدية السعيدة، ويجتهد في طاعة الله، ويحذر كل الحذر من كل ما يقوده إلى دار الشقاء والخلود الأبدي في العذاب.
5- عظم عدل الله تعالى: فكما أن نعيم الجنة دائم بفضله ورحمته، فإن عذاب النار دائم بعدله وحكمته، فلا يظلم ربك أحداً.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من الأحاديث المتواترة التي رواها جمع كبير من الصحابة بألفاظ متقاربة، مما يقطع بصحته ويجعل الإيمان به من ضروريات العقيدة.
* الخلود في النار خاص بالكفار الذين ماتوا على الكفر وهم غير تائبين. أما عصاة المؤمنين الموحدين، فإنهم قد يدخلون النار بذنوبهم، ولكنهم لا يخلدون فيها، بل يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو برحمة الله تعالى، كما دلّت على ذلك نصوص أخرى.
* هذا الخلود الأبدي هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت دون تحريف أو تعطيل أو تكييف، فهي من الأمور التي يعلم كنهها وحقيقتها الله تعالى وحده.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلك وأهل الجنة، ويقينا وإياك عذاب النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدّثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٨٥٣٥) من وجه آخر عن أبي الزناد به مرفوعا ولفظه: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة خلود فلا موت فيه، ويا أهل النار خلود فلا موت فيه».
قال الليث بن سعد: وذكر لي خالد بن يزيد أنه سمع أبا الزبير يذكر مثله عن جابر وعبيد بن عمر إلا أنه يحدث عنهما أن ذلك بعد الشفاعات ومن يخرج من النار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 268 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

  • 📜 حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب