حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فِيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، قال: فقضى بينهما، إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك
من أشاء، ولكلاكما علي ملؤها».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٧)، والإمام أحمد (١١٧٥٤) كلاهما عن عثمان بن محمد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فِيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، قال: فقضى بينهما، إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك
من أشاء، ولكلاكما علي ملؤها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عدل الله تعالى ورحمته وعظمته.

أولاً. شرح المفردات:


● احتجت: أي تخاصمت وتنازعت وادعت كل منهما أحقيتها بأهلها.
● الجنة والنار: المقصود بهما هنا أنهما خاطبتا الله تعالى، وهذا من الأمور الغيبية التي نؤمن بها كما وردت.
● الجبارون: هم الطغاة المتسلطون المتعاظمون في الأرض بغير الحق.
● المتكبرون: الذين يتكبرون على الخلق ويترفعون عن الحق.
● ضعفاء الناس ومساكينهم: الفقراء والمستضعفون الذين لا قدرة لهم على الدنيا ولا جاه.
● فقضى بينهما: حكم وأخبر بحكمه.
● ملؤها: ما يملؤها من الخلق.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة والنار تخاصمتا أمام الله تعالى، كل منهما تدعي أحقيتها بنوع من الناس:
● فادعت النار أنها أحق بالجبارين والمتكبرين، وهم أهل الكبر والطغيان والعناد.
● وادعت الجنة أنها أحق بالضعفاء والمساكين، وهم أهل التواضع والذل والانكسار لله.
فأخبر الله تعالى بحكمه العدل بينهما، وهو أن:
● الجنة هي رحمته يمن بها على من يشاء من عباده، فيدخلها برحمته، لا بأعمالهم فقط، وإن كانت الأعمال هي سبب الرحمة.
● والنار هي عذابه يعذب بها من يشاء ممن استحق العذاب بعدلله وحكمته.
- وأن كلاً من الجنة والنار ستمتلئان بما قدره الله وأمر به، كما جاء في القرآن: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179]، وفي الحديث الآخر: «إن جهنم لا تزال تُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط».

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات صفات الله تعالى من الكلام والحكم والعدل والرحمة والعظمة، وأنه يخاطب من يشاء كيف يشاء.
2- بيان عدل الله تعالى حيث جعل لكل من الجنة والنار أهلها المستحقين لها.
3- سعة رحمة الله حيث إن دخول الجنة برحمته، كما قال تعالى: {بِيدِكَ الْخَيْرُ} [آل عمران: 26]، وقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156].
4- ذم الكبر والجبروت وأن صاحبها من أهل النار، كما في الحديث: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر».
5- مدح التواضع والضعف وأن أهلها من أهل الجنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».
6- أن قدرة الله تعالى مطلقة، فهو الذي يملأ الجنة والنار بما يشاء، ولا يعجزه شيء.
7- الحث على التواضع والخضوع لله والبعد عن الكبر والعتو.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الإلهية (القدسية) لأن الله تعالى يخبر فيه عن قضائه.
- فيه رد على منكري القدر، حيث أخبر الله أنه يعذب من يشاء ويرحم من يشاء بعدله وحكمته.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف والرجاء، فيخاف من عذاب الله ويرجو رحمته.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وأهلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٧)، والإمام أحمد (١١٧٥٤) كلاهما عن عثمان بن محمد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. واللفظ لأحمد، ومسلم لم يسق لفظه، وإنما أحال على حديث أبي هريرة المذكور قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 278 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

  • 📜 حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك من أشاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب