حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء

عن ابن عباس قال: قال محمد ﷺ: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء».

صحيح: رواه مسلم في الرقاق (٢٧٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي رجاء العطاردي، سمعت ابن عباس، يقول: فذكره.

عن ابن عباس قال: قال محمد ﷺ: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3241، 5196) ومسلم (رقم 2737) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء».

أولاً. شرح المفردات:


● اطلعت: نظرت وتأملت بعين القلب أو بالرؤيا التي أكرمه الله بها، وهي إطلالة حقيقية أراه الله إياها.
● الفقراء: هنا المقصود بهم فقراء المسلمين، الذين لم يكن لديهم من متاع الدنيا ما يلهيهم عن طاعة الله، فكانوا أقرب إلى التضرع والخضوع.
● أكثر أهلها النساء: هذا على إطلاقه، لكنه يُحمل على من استحقت النار منهن بسبب معصية الله وعدم القيام بحقوقه.

ثانياً. شرح الحديث:


يشتمل هذا الحديث على جزأين عظيمين، كل جزء فيه عبرة وعظة:
1- الجزء الأول: أكثر أهل الجنة الفقراء:
هذا لا يعني أن الغنى مذموم بذاته، أو أنه سبب في البعد عن الجنة، فقد كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أغنياء كأبي بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم. ولكن المقصود أن الفقراء غالباً ما يكونون:
- أقل تعلقاً بالدنيا وزينتها.
- أكثر تضرعاً وخشوعاً لله تعالى.
- أبعد عن الكبر والعجب الذي قد يقع فيه بعض الأغنياء.
- أقرب إلى الصبر والرضا بقضاء الله.
ولذلك كثر دخولهم الجنة لسلامة قلوبهم من آفات الدنيا. والغنى إذا شكر صاحبه عليه وكان في طاعة الله فهو خير له.
2- الجزء الثاني: أكثر أهل النار النساء:
هذا الحكم عام، لكنه لا يشمل كل النساء، فكم من نساء صالحات بلغن أعلى الدرجات، كخديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن وأمثالهن من المؤمنات القانتات. وإنما المراد أن معظم من في النار من النساء، وذلك لأسباب بينها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى، منها:
● كفران العشير: أي جحودن فضل الزوج وإحسانه، وعدم شكرهن على المعروف. كما في الصحيحين.
● كثرة اللعن: أي السب والشتم.
● كثرة الشرك في القول: كقولهن: "والله وحياتك يا فلانة" ونحو ذلك من الأيمان التي فيها شرك في التعظيم.
● نقضهن لعهد الله: بعدم القيام بحقوق الله عليهن من صلاة وصيام وغيرهما.
● إغراؤهن للرجال بالفتنة: بالتبرج والزينة غير المشروعة.
وهذه الصفات ليست في كل النساء، بل هي فيمن قصرت في حق الله وارتكبت المعاصي. فالكلام هنا عن الصنف الذي يستحق النار، وليس عن جنس النساء كله.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التقوى هي ميزان التفاضل: ليس الغنى أو الفقر هو المعيار، بل التقوى والعمل الصالح، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
2- التحذير من فتنة الدنيا: الغنى قد يكون فتنة إذا لم يشكر، والفقر قد يكون نعمة إذا صبر عليه.
3- الحث على شكر النعم: على المسلم أن يشكر الله على نعمة الغنى وأن يستعملها في طاعته.
4- التحذير من المعاصي التي تقود إلى النار: خاصة ما ذكر من صفات سيئة، فيجب على المرأة المسلمة أن تتجنبها.
5- العدل الإلهي: أن الله لا يعذب أحداً إلا بذنبه، فمن دخل النار من النساء فبسبب تقصيرها في حق الله، وليس لمجرد أنها امرأة.
6- الترغيب في الفقر الاختياري: وهو الزهد في الدنيا وعدم التكالب عليها، لما فيه من السلامة من الآفات.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث لا يتناقض مع قوله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» (رواه مسلم). فالمرأة الصالحة هي من أعظم نعم الله على الرجل.
- على المرأة المسلمة أن تسعى في طاعة الله وتتجنب المعاصي، فذلك طريقها إلى الجنة ونجاتها من النار.
- هذا الحديث يزيد المؤمنين يقيناً بعظمة الجنة والنار، وأن الله أراهما نبيه صلى الله عليه وسلم حق الرؤية.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يقينا عذاب النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الرقاق (٢٧٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي رجاء العطاردي، سمعت ابن عباس، يقول: فذكره.
وذكره البخاري عقب حديث عمران (٦٤٤٩) معلقا، فقال: وقال صخر وحماد بن نجيح، عن أبي رجاء، عن ابن عباس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

  • 📜 حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب