حديث: ما الموجبتان؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار

عن جابر بن عبد اللَّه قال: أتى النّبيَّ ﷺ رجل فقال: يا رسول اللَّه! ما الموجبتان؟ قال: «من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٣) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: أتى النّبيَّ ﷺ رجل فقال: يا رسول اللَّه! ما الموجبتان؟ قال: «من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتى النَّبيَّ ﷺ رجل فقال: يا رسول اللَّه! ما الموجبتان؟ قال: «مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ».
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


* الْمُوجِبَتَانِ:
المُوجِب: ما يوجب الشيء، أي يقتضيه ويُلزمه. والمقصود هنا: الأمران اللذان يُوجبان ويستلزمان دخول الجنة أو دخول النار حتمًا، أي السببان الموجبان لهذا المصير.


2. شرح الحديث:


يُبيِّن هذا الحديث العظيم حقيقة مصير الإنسان في الآخرة، وهو يرتكز على الأصل الأكبر والأعظم في الدين، وهو قضية التوحيد والشرك.
* سؤال الرجل: سأل عن "الموجبتان"، أي السببان الرئيسيان اللذان يُحددان المصير النهائي للإنسان، وما يترتب عليهما من ثواب أو عقاب لا محالة.
* جواب النبي ﷺ: أجابه النبي ﷺ بإجابة جامعة مانعة، واضحة لا لبس فيها، فحدد أن المعيار الحاسم والفيصل بين الجنة والنار هو: التوحيد الخالص من الشرك.
* الموجبة الأولى (لدخول الجنة): «مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
هذا وعد من الله تعالى على لسان نبيه ﷺ لكل من لقي الله وهو موحد، خالص العبادة له سبحانه، لم يشرك به شيئًا، كبيرًا كان الشرك أو صغيرًا، وهو تائب من الذنوب أو مغفور له بفضل الله ورحمته. وهذا يدخل فيه كل من مات على التوحيد، وسائر ذنوبه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه ثم أدخله الجنة، وإن شاء غفر له وأدخله الجنة مباشرة بفضله ورحمته.
* الموجبة الثانية (لدخول النار): «وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ».
هذا وعيد شديد وتحذير صريح من الله تعالى بأن من لقي الله وهو مشرك به، أي جاعل معه إلهًا آخر في العبادة أو الخوف أو الرجاء أو المحبة، فإن مصيره النار - والعياذ بالله - ولا يغفر الله الشرك لصاحبه إذا مات عليه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- محورية قضية التوحيد: يوضح الحديث أن قضية التوحيد والشرك هي القضية المركزية في الإسلام، وهي أول ما دعا إليه جميع الأنبياء والمرسلون، وهي الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال.
2- العدل المطلق لله تعالى: بيان عدل الله تعالى، حيث جعل الجزاء من جنس العمل. فمن أفرد الله بالعبادة نال أعلى الجزاء، ومن أشرك به نال أشد العذاب.
3- التحذير من الشرك: الحديث تحذير عظيم من الشرك بجميع أنواعه وأشكاله، الظاهرة والخفيّة (كالرياء والعُجب)، فهو أعظم الذنوب وأكبرها عند الله.
4- سعة رحمة الله: في جانب التوحيد، نجد سعة رحمة الله، حيث جعل دخول الجنة مرتبطًا بالتوحيد، مع أن الإنسان قد يكون عليه ذنوب ومعاصٍ، لكنها لا تُخرجه من دائرة الإسلام إذا مات موحدًا.
5- الحث على الاستقامة على التوحيد: يحثنا الحديث على الموت على التوحيد، وذلك يكون بالحياة عليه، والثبات حتى الممات، والاستعاذة بالله من الشرك والخروج من الإسلام.
6- الشفافية والوضوح في التبليغ: من أساليب النبي ﷺ التربوية أنه كان يرد على السائل بإجابة واضحة وحاسمة، لا تحتمل التأويل، في الأمور المصيرية والعقائدية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث هو من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع في كلمات قليلة معنى عظيمًا.
* يدخل في مفهوم "من مات لا يشرك بالله شيئًا" كل من وحد الله ولم يشرك به، وإن كان مقصرًا في بعض الواجبات أو مرتكبًا لبعض الكبائر (غير الشرك)، فهو تحت مشيئة الله، وهذا من أهل التوحيد.
* يجب على المسلم أن يعتني بهذا الأصل العظيم، فيعبد الله وحده لا شريك له، ويجتنب كل ما ينقض التوحيد من الشرك الأكبر والأصغر.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يقينا شر الشرك كله ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٩٣) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 271 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما الموجبتان؟

  • 📜 حديث: ما الموجبتان؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما الموجبتان؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما الموجبتان؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما الموجبتان؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب