حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بدء الأذان

عن أبي محذُورة أن النبي ﷺ علَّمه هذا الأذان: «الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله» ثم يعود فيقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله. حيَّ على الصلاة (مرتين) حيَّ على الفلاح (مرتين) زاد إسحاق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٣٧٩) عن أبي غسان المِسْمَعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن
إبراهيم، قال أبو غسَّان: حدثنا مُعاذ: وقال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الاستوائي، وحدثني أبي، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن مُحَيرِيز، عن أبي محذُورة فذكر الحديث.

عن أبي محذُورة أن النبي ﷺ علَّمه هذا الأذان: «الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله» ثم يعود فيقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله. حيَّ على الصلاة (مرتين) حيَّ على الفلاح (مرتين) زاد إسحاق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه يتعلق بأعظم شعائر الإسلام الظاهرة، وهي الأذان، الذي يُنادى به للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة.

شرح المفردات:


● أبو محذورة: هو صحابي جليل، كان من مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، واسمه سَمُرَةُ بن معيرٍ.
● علَّمه: أي علمه النبي صلى الله عليه وسلم صيغة الأذان ونغمته.
● حيَّ على الصلاة: تعني: تعالوا إلى الصلاة، وهي دعوة للحضور وإقامة الصلاة.
● حيَّ على الفلاح: تعني: تعالوا إلى الفوز والنجاح، والفلاح هو الفوز بالجنة والنجاة من النار.
● زاد إسحاق: المقصود هنا هو إسحاق بن راهويه، الإمام الحافظ، وهو أحد رواة الحديث، وقد زاد هذه الجملة في روايته.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو محذورة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه بنفسه صيغة الأذان التي تقال في المساجد. وتبدأ بتكبير الله تعالى وتعظيمه، ثم إثبات الشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) بتكرارها للتأكيد، ثم الدعوة إلى الصلاة والفلاح، وتختم -في بعض الروايات- كما زاد إسحاق، بالعودة إلى التكبير وإثبات الوحدانية.
وهذه الصيغة هي أذان الفجر عند جمهور العلماء (الحنفية، والمالكية، والشافعية)، حيث يقال فيه "الحيعلتان" (حي على الصلاة، حي على الفلاح) مرتين فقط. أما في أذان بقية الصلوات، فتقال "الحيعلتان" مرتين أيضاً عند الشافعية والحنابلة، ولكن بترديد الشهادتين في الأول مرتين فقط دون زيادة.

الدروس المستفادة منه:


1- عظم شأن الأذان: حيث تولى النبي صلى الله عليه وسلم تعليمه بنفسه لأبي محذورة، مما يدل على أهميته ومكانته.
2- بيان هيئة الأذان الشرعي: الحديث يحدد الصيغة الصحيحة للأذان كما علمها النبي صلى الله عليه وسلم، مما يوجب على المسلمين الالتزام بها وعدم ابتداع صيغ أخرى.
3- التكبير في الأول والآخر: يبدأ الأذان بتكبير الله تعالى وينتهي بالتوحيد، إشارة إلى أن كل أمر المسلمين يبدأ باسم الله ويختم بحمده.
4- إظهار شعائر الإسلام: الأذان من أعظم ما يُعرف به الإسلام، فهو إعلان للتوحيد ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم في أوقات محددة.
5- الدعوة إلى الخير: الأذان في جوهره دعوة للمسلمين إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، yaitu الصلاة التي هي عماد الدين، والفلاح الذي هو الفوز بالجنة.

معلومات إضافية مفيدة:


● سبب تعليم النبي لأبي محذورة: كما ورد في روايات أخرى، أن أبا محذورة كان له صوت حسن، فاستمع النبي إلى تأذينه وأعجبه، فدعا له ومسح على رأسه (أي على ناصيته) وعلمه الأذان.
● الفرق بين الأذان والإقامة: الأذان هو النداء للصلاة من بعيد، while الإقامة هي الإعلام بدخول وقت الصلاة وإقامتها، وصيغتها تختلف قليلاً، فهي أسرع وتقال مرة واحدة عدا "قد قامت الصلاة".
● حكم الأذان: هو فرض كفاية على الرجال في القرى والمدن، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين.
نسأل الله أن يجعلنا من المقيمين للصلاة، المستمعين لنداءها، المجيبين لدعوتها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٣٧٩) عن أبي غسان المِسْمَعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن
إبراهيم، قال أبو غسَّان: حدثنا مُعاذ: وقال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الاستوائي، وحدثني أبي، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن مُحَيرِيز، عن أبي محذُورة فذكر الحديث.
قال الأعظمي: اختلف في أذان أبي محذورة بين تثنية التكبير في أول الأذان وتربيعه.
فأما التثنية فكما ترى رواه مسلم - هكذا في النسخ الموجودة، ولكن قال القاضي عياض: ووقع في بعض طرق الفارسي في صحيح مسلم «أربع مرات» قاله النووي في شرح مسلمه.
فالظاهر أنه وقع خطأ في النقل، وإلا فجمعٌ من الرواة رووا عن معاذ بن هشام وذكروا فيه التربيع، منهم: ما أخرجه أبو عوانة في مسنده عن علي بن المديني، والبيهقي (١/ ٣٩١) عن عبد الله بن سعد، والنسائي (٢/ ٤٠٥) من طريق إسحاق بن إبراهيم (وهو ابن راهويه شيخ مسلم) فهؤلاء جميعًا رووا عن معاذ بن هشام بالتربيع.
قال ابن القطان: إن الصحيح عن عامر المذكور في هذا الحديث إنما هو التربيع، هكذا رواه عنه جماعة منهم: عفان وسعيد بن عامر وحجاج، وبذلك يصح كون الأذان تسع عشرة كلمة كما ورد. انتهى. انظر: «نصب الراية» (١/ ٢٥٨).
وكذلك أخرجه أبو داود (٥٠٢) عن همام (ابن يحيى): ثنا عامر الأحول، حدثني مكحول، أن ابن مُحيريز حدَّثه أن رسول الله ﷺ علَّمه الأذان تسع عشرة كلمة. والإقامة سبع عشرة كلمة فذكر الأذان بالتفصيل ورواه أيضًا النسائي (٦٣٠) عن همام بن يحيى به إلا أنه اكتفى بقوله: الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة، ثم عدَّها أبو محذورة تسع عشرة كلمة وسبع عشرة.
قال ابن عبد البر: «اختلفت الروايات عن أبي محذورة، إذ علَّمه رسول الله ﷺ الأذان بمكة عام حنين، فروي عنه فيه تربيع التكبير في أوله، وروي عنه فيه تثنيتُه. والتربيع فيه من روايات الثقات الحُفّاظ، وهي زيادة يجب قبولها، والعمل عندهم بمكة في آل أبي محذورة بذلك إلى زماننا، وهو في حديث عبد الله بن زيد في قصة المنام، وبه قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد، انظر: نصب الراية (١/ ٢٥٨).
وأما مالك فذهب إلى تثنية التكبير، ولعل من أدله حديث أبي داود (٥٠٥) عن نافع بن عمر الجمحي، عن عبد الملك بن أبي محذورة، أخبره عن عبد الله بن مُحيريز الجمحي، عن أبي محذورة، وكذا رواه أيضًا النسائي (٦٢٩) عن بشر بن معاذ قال: حدثني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال: حدثني أبي، عبد العزيز وجدي، عبد الملك، عن أبي محذورة أن النبي ﷺ أقعده فألقى عليه الأذان حَرْفًا حَرْفًا، قال إبراهيم: هو مثلُ أذاننا هذا.
قلت له: أعِد عليَّ فذكر نحوه وثنى فيه: «الله أكبر».
والظاهر أنه وقع فيه غلط من الرواة فإن الصحيح الثابت عن عبد الملك بن أبي محذورة وعبد الله بن محيريز عن أبي محذورة التربيع، واستمر عليه العمل في مكة في آل أبي محذورة وهي تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة كما سبق.
وقد ثبت التربيع أيضًا في حديث عبد الله بن زيد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 120 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

  • 📜 حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أبي محذورة أن النبي ﷺ علمه الأذان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب