إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

عن أبي هريرة قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إذا نودي للصلاة أدْبَر الشيطان له ضراطٌ حتى لا يسمع النداء، فإذا قُضِي النداءُ أقبل. حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاة أدْبَر، حتى إذا قُضِي التثويب أقبل حتى يَخْطُر بين المرء ونفسه، يقول: أُذكر كذا أُذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يَظَلَّ الرجُل إن يَدْرِي كم صلَّى».

متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (٦) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر الحديث واللفظ له.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● أدبر: أي ولى هاربًا مدبرًا.
● له ضراط: الضراط هنا كناية عن الشدة والسرعة في الهروب، وليس المقصود الحقيقة، بل هو تعبير مجازي عن شدة فراره وبعده.
● ثوِّب بالصلاة: أي أقيمت الصلاة، والتثويب هو الإقامة.
● يخطُر بين المرء ونفسه: أي يتدخل ويوسوس بين الإنسان ونيته أو قلبه.
● أذكر كذا أذكر كذا: أي يوسوس له بأشياء يظن أنه نسيها ليشغله عن صلاته.
● حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى: أي يبقى في حيرة لا يدري عدد الركعات التي صلىها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث عداوة الشيطان للإنسان وحربه المستمرة على الطاعات، وخاصة الصلاة التي هي عماد الدين. فحين يؤذن للصلاة يفر الشيطان بعيدًا حتى لا يسمع الأذان الذي يذكر بالله ويحث على الصلاة، فإذا انتهى الأذان عاد ليوسوس. وإذا أقيمت الصلاة فر مرة أخرى، فإذا انتهت الإقامة عاد ليسرق من صلاة العبد بتشويشه عليه وتذكيره بأمور دنيوية أثناء صلاته، حتى يجعله في حيرة من عدد ركعاته.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عداوة الشيطان للإنسان: الشيطان عدو للإنسان، كما قال الله تعالى: *{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}* [فاطر: 6]. وهو لا يترك الإنسان حتى في أحب الأوقات إلى الله.
2- فضل الأذان والإقامة: فيهما إبعاد للشيطان وتنفير منه، مما يدل على عظم شأنهما.
3- الحذر من وساوس الشيطان في الصلاة: الشيطان يحاول تشتيت المصلي وإفساد خشوعه، فيجب على المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان ويستحضر قلبه في الصلاة.
4- الحرص على الخشوع في الصلاة: ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه ليكون حاضر القلب في صلاته، وأن يتفقد وساوس الشيطان ليدفعها.
5- التنبيه على أهمية حضور القلب: الصلاة ليست مجرد حركات، بل هي صلة بين العبد وربه، فيجب أن تكون خالية من الشرود والوساوس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- يستحب للمسلم أن يقول عند سماع الأذان مثل ما يقول المؤذن، وأن يصلي على النبي ﷺ بعد الأذان، ويسأل الله الوسيلة والفضيلة.
- من وسائل مقاومة وساوس الشيطان في الصلاة: التعوذ بالله من الشيطان، والتفكير في معاني الآيات، وعدم الالتفات إلى ما يوسوس به.
- إذا شك المصلي في عدد الركعات، فليبن على اليقين (أي على الأقل)، وليسجد سجود السهو بعد السلام.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين على صلاتهم، الخاشعين فيها، المعتصمين به من وساوس الشيطان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٦) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر الحديث واللفظ له.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (٦٠٧) إلا أنه قال في آخره: «حتى يظلّ الرجل لا يدري كم صلَّى».
ورواه أيضًا من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مثله وزاد في آخر الحديث: «فإذا لم يدر أحدكم كم صَلَّى ثلاثًا أو أربعًا فليسجد سجدتين وهو جالس» (١٢٣١، ٣٢٨٥).
ورواه مسلم في الصلاة (٣٨٩) عن قتيبة بن سعيد، ثنا المغيرةُ (يعني الحزامي) عن أبي الزناد به مثله، وقال في آخره: «حتى يَظلّ الرجل ما يدري كم صَلَّى»، ورواه من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، وفيه: «حتى يظَلَّ الرجل إن يدري كيف صَلَّى».
و«إن» هنا النافية بمعنى «ماء» كقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا﴾ [سورة الجن: ٢٥].
وفي رواية عنده عن سهيل قال: أرسلني أبي إلى بني حَارثة، قال: ومعي غلام لنا (أو صاحب لنا)
فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا، فذكرتُ ذلك لأبي فقال: لو شعرتُ أنك تلْقى هذا لم أُرْسِلْك، ولكن إذا سمعتَ صوتًا فنادِ بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدثُ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إنّ الشيطان إذا نُودي بالصلاة ولَّي وله حُصاص».
والحصاص: - الضراط، وقيل: الحُصاص شدة العَدْوِ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

📜 حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية