واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

عن الحارث بن غُطيف أو غُطيف بن الحارث قال: ما نسيتُ من الأشياء، لم أنس أني رأيتُ رسول الله ﷺ واضعًا يمينَه على شماله في الصّلاة.

حسن: رواه أحمد (١٦٩٦٨٥) (٢٢٤٩٧)، والطَّبرانيّ في الكبير (٣/ ٣١٢)، وابن قانع في مُعْجَم الصّحابة (٢/ ٣١٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٠) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غُطيف، أو غُطيف بن الحارث فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن الحارث بن غُطيف أو غُطيف بن الحارث قال: «ما نسيتُ من الأشياء، لم أنس أني رأيتُ رسول الله ﷺ واضعًا يمينَه على شماله في الصّلاة».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والدارمي في سننه، وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

● الحارث بن غُطيف أو غُطيف بن الحارث: راوي الحديث، وهو صحابي جليل، والاختلاف في اسمه واسم أبيه من أنواع الاختلاف المعروف في الرواية.
● ما نسيتُ من الأشياء: أي من بين كل الأشياء التي قد ينساها الإنسان.
● لم أنس: لم أنسَ ذلك المشهد.
● واضعًا يمينَه على شماله: أي يضع يده اليمنى على يده اليسرى.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل الحارث بن غُطيف أنه من بين جميع الذكريات والأشياء التي قد تنساها الذاكرة البشرية، فإنه لم ينس أبدًا تلك الصورة الراسخة في ذهنه لرسول الله ﷺ وهو في صلاته، حيث كان يضع يده اليمنى على يده اليسرى. وهذا يدل على قوة وروعة ذلك المنظر وأثره العميق في نفسه، مما جعله محفورًا في ذاكرته لا يُمحى.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- مشروعية وضع اليدين في الصلاة: الحديث دليل واضح على سنية وضع اليمنى على الشمال في الصلاة، وهو قول جمهور العلماء من المالكية (في القبض) والشافعية والحنابلة، وهو من هيئة الصلاة المستحبة التي كان يفعلها النبي ﷺ ويحافظ عليها.
2- حرص الصحابة على متابعة النبي ﷺ: يظهر من قول الراوي حرص الصحابة الكرام على ملاحظة كل أفعال النبي ﷺ في العبادة، خاصة الصلاة، لتطبيقها كما رأوها.
3- قوة التأسي بالنبي ﷺ: تذكر الراوي لهذا الفعل بالذات يدل على اهتمامه به، وأنه من الهيئات التي ينبغي للمصلي أن يحرص عليها اقتداءً برسول الله ﷺ.
4- مكانة الصلاة وأهمية هيئتها: الحديث يلفت الانتباه إلى أهمية الهيئة الظاهرة في الصلاة، فهي عبادة لها هيئة محدودة وأفعال متتابعة ينبغي للمسلم أن يحسنها.
5- التشريف برؤية النبي ﷺ: قوله "رأيت رسول الله ﷺ" يشعر بعظم هذا التشريف، وأن رؤيته وهو في حالة عبادة لها أثر عظيم في النفوس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● موضع الوضع: جمهور العلماء على أن موضع وضع اليدين هو على الصدر، كما دلت على ذلك أحاديث أخرى، مثل حديث وائل بن حجر رضي الله عنه: «رأيت النبي ﷺ يصلي، وقد وضع يده اليمنى على左手 على صدره». (رواه ابن خزيمة وصححه)
● حكم المسألة: وضع اليمنى على الشمال في الصلاة سنة مؤكدة وليس واجبًا، فمن تركه فصلاته صحيحة، لكنه ترك سنة من سنن النبي ﷺ.
● الفائدة من هذه الهيئة: فيها معنى الخشوع والتواضع بين يدي الله تعالى، وكأن العبد يقف وقفة المتضرع الخاشع الذي يجمع نفسه ويضمها، evitando العبث والتفريق.
● الرد على المنكرين: هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة ترد على من أنكر هذه السنة أو زعم أنها من فعل العجم، فهي من هدي النبي ﷺ الثابت عنه.

الخلاصة:

الحديث الشريف يوضح أحد هيئات الصلاة النبوية التي كان يحافظ عليها رسول الله ﷺ، ويحثنا على الاقتداء به في كل صغيرة وكبيرة في عبادتنا، خاصة الصلاة التي هي عماد الدين. وهو دليل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على نقل صفات الصلاة كما رأوها تطبيقًا عمليًا من النبي ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٩٦٨٥) (٢٢٤٩٧)، والطَّبرانيّ في الكبير (٣/ ٣١٢)، وابن قانع في مُعْجَم الصّحابة (٢/ ٣١٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٠) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غُطيف، أو غُطيف بن الحارث فذكره.
ورجاله ثقات غير يونس بن سيف وثَّقه الدَّارقطنيّ وغيره، وقال ابن سعد: «كان معروفًا».
ومعاوية بن صالح هو: ابن حُدَير بن سعيد الحضرمي الحمصي من رجال مسلم وثَّقه أبو زرعة والنسائي والعجلي وغيرهم، وتكلم فيه يحيى بن سعيد، غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٢/ ٢٨٣): «رواه أحمد والطبرانيّ، ورجاله ثقات».
ولا مجال للشك في كون الحارث بن غُطيف صحابي أم لا؟ بعد أن ثبت أنه رأى النَّبِيّ ﷺ يصلي واضعًا يمينه على شماله.
وأمّا كونه الحارث بن غُطيف أو غُطيف بن الحارث فهذا الشك من معاوية بن صالح، ونقل ابن السكن عن ابن معين بأن الصواب: الحارث بن غُطيف. «الإصابة» (١/ ٢٨٧).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 223 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

📜 حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: واضعًا يمينه على شماله في الصلاة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية