حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب البداءة بفاتحة الكتاب قبل السورة

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصّلاة بالتكبير، والقراءة بـ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٨) من حديث حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرته بطوله.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يستفتح الصّلاة بالتكبير، والقراءة بـ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله ﷺ يستفتح الصّلاة بالتكبير، والقراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)".


1. شرح المفردات:


● يستفتح: يبدأ ويشرع في الصلاة.
● الصلاة: هنا المقصود بها الصلاة المفروضة أو النافلة، وهي ذات الأركان المعروفة.
● بالتكبير: بقوله: "الله أكبر" عند الابتداء في الصلاة، وهو ما يُعرف بـ "تكبيرة الإحرام".
● والقراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): أي يبدأ قراءته في الصلاة بعد الاستفتاح بسورة الفاتحة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن الهيئة التي كان عليها النبي ﷺ عند ابتدائه الصلاة. فكان دأبه وعادته ﷺ أن يبدأ صلاته بـ:
1- تكبيرة الإحرام قائلاً: "الله أكبر". وهذا التكبير هو الركن الأول من أركان الصلاة، الذي به تدخل الصلاة ويحرم على المصلي ما كان حلالاً له قبلها من كلام وأكل وشرب وغير ذلك.
2. ثم يشرع في قراءة سورة الفاتحة، وهي أول سورة في القرآن الكريم، والتي تبدأ بآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
فالحديث يبين سنية الابتداء بالتكبير ثم بقراءة الفاتحة في كل ركعة، وهي من هدي النبي ﷺ الثابت في الصلاة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة: يُستفاد من الحديث أهمية هذين الركنين في الصلاة. فتكبيرة الإحرام ركن لا تصح الصلاة إلا بها، وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة على القول الراجح عند جمهور العلماء.
2- اتباع هدي النبي ﷺ في الصلاة: ينبغي للمسلم أن يحرص على متابعة النبي ﷺ في كيفية أداء الصلاة، من ابتداء بالتكبير وقراءة الفاتحة، فهي صفة صلاته التي قال عنها: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
3- التزام ترتيب أركان الصلاة: الحديث يدل على الترتيب في أفعال الصلاة، فيبدأ بالتكبير ثم بالقراءة، وهذا من كمال الأدب مع الله تعالى في صلاتنا.
4- عظمة سورة الفاتحة: حيث كان النبي ﷺ يفتتح بها قراءته في الصلاة، مما يدل على مكانتها وأنها ركن عظيم لا تستقيم الصلاة إلا بها، وقد سماها الله في الحديث القدسي: "السبع المثاني والقرآن العظيم".


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- اتفق العلماء على أن تكبيرة الإحرام فرض من فرائض الصلاة، وأن من تركها عامداً بطلت صلاته.
- كما اتفقوا على أن قراءة الفاتحة ركن في الصلاة في كل ركعة للإمام والمنفرد، واختلفوا في المأموم إذا كان يسمع قراءة الإمام.
- يستحب أن يرفع المصلي يديه عند التكبير حذو منكبيه أو أذنيه، كما جاء في الأحاديث الأخرى التي تصف هيئة تكبير النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٨) من حديث حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرته بطوله.
هذا هو الصواب، أنهم كانوا يستفتحون الصّلاة به ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وأمّا ما رُوي بقراءة ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فكلها معلولة. أشهرُها حديث نُعيم بن عبد الله المجمر قال: صلَّيتُ خلف أبي هريرة فقرأ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قبل أم القرآن.
رواه النسائيّ (٢/ ١٣٤) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، عن شُعيب، ثنا اللّيث، ثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم بن المجمر فذكره.
ورجاله ثقات غير سعيد بن أبي هلال فإنه مختلط.
وكذلك حديث ابن عباس: كان النَّبِيّ ﷺ يفتتح صلاته بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ رواه الترمذيّ (٣٤٥) من طريق إسماعيل بن حمّاد، عن أبي خالد، عن ابن عباس. وقال: «ليس إسناده بذاك».
قال الأعظمي: وهو كذلك فإن إسماعيل بن حمّاد متكلم فيه، قال الأزدي: يتكلمون فيه، وذكر له ابن عدي هذا الحديث ثمّ قال: غير محفوظ.
وأبو خالد: يقال له: أبو خالد الوالبي، واسمه: هرمز، وهو كوفيّ، كذا قال الترمذيّ.
سئل أبو زرعة عن أبي خالد الذي روى عن ابن عباس حديث البسملة، روى عنه إسماعيل بن حمّاد بن أبي سليمان فقال: لا أدري من هو؟ لا أعرفه، كذا ذكره ابن أبي حاتم في «الكني» في ترجمة أبي خالد هذا.
وذكر في «الأسماء» في ترجمة أبي خالد الوالي وسماه: «هرمز».
وقال العقيلي في الضعفاء (١/ ٨٠، ٨١) في ترجمة إسماعيل: «حديثه ضعيف، ويحكيه عن مجهول».
وقال ابن عدي: «هذا الحديث لا يرويه غير معتمر، وهو غير محفوظ وأبو خالد مجهول».
انظر: «نصب الراية» (١/ ٣٢٤).
ثمّ ذكر الزيلعي طرقًا أخرى لحديث ابن عباس من الخطيب وغيره، ثمّ نقل كلام ابن عبد الهادي أنه قال: الجواب، حديث ابن عباس يتوجه من وجوه:
أحدها: الطعن في صحته، فإن مثل هذه الأسانيد لا يقوم بها حجة، لو سِلمتْ من المعارض، فكيف وقد عارضها الأحاديث الصحيحة، وصحة الإسناد يتوقف على ثقة الرجال، ولو فرض ثقة الرجال لم يلزم منه صحة الحديث حتَّى ينتفي منه الشذوذ والعلة.
والثاني: أن المشهور في متنه لفظ «الاستفتاح» لا لفظ «الجهر».
الثالث: إن قوله: جهر، إنّما يدل على وقوعه مرة، وأمّا استمراره فيفتقر إلى دليل من خارج،
وما روي من أنه لم يزل يجهر بها فباطل.
الرابع: أنه رُوي عن ابن عباس ما يعارض ذلك ثمّ ذكر الحديث. انظر: «نصب الراية» (١/ ٣٤٧).
وكذلك ما رُوي عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سَمِعني أبي وأنا أقرأُ، فقال: أي بُنيَّ محدثٌ، إياك والحدثَ قال: ولم أر أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ كان أبغضَ إليه الحدثُ في الإسلام - يعني منه - قال: وقد صليتُ مع النَّبِيّ ﷺ ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقولها، فلا تقلْها، إذا أنت صليتَ فقل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
رواه الترمذيّ (٢٤٤)، والنسائي (٢/ ١٣٥)، وابن ماجة (٨١٥) كلّهم من طريق قيس بن عَبَايَة أبي نُعامة الحنفيّ، عن ابن عبد الله بن مغفل فذكر مثله.
وفي رواية النسائيّ: صليتُ خلف رسول الله ﷺ، وخلف أبي بكر، وخلف عمر، ﵄ فما سمعتُ أحدًا منهم قرأ. قال الترمذيّ: حسن.
قال الأعظمي: الصواب أنه ضعيف، فإن ابن عبد الله بن مغفل مجهول، ولم يوثقه أحد، واسمه يزيد كما في رواية الإمام أحمد (١٦٧٨٧) فإنه أخرجه من طريق قيس بن عَبَاية به مثله.
إِلَّا أنه لم يصرح باسمه في الن، ولذا لم يترجمه صاحب التهذيب باسم يزيد بن عبد الله، وإنما ذكره فقط في الأبناء بدون أن يترجم له.
قال النوويّ في «الخلاصة» (١١٣٩) بعد أن نقل من الترمذيّ تحسين الحديث: «ولكن أنكر عليه الحفاظ وقالوا: هو حديث ضعيف، لأن مداره على ابن عبد الله بن مغفل، وهو مجهول.
وممن صرَّح بهذا ابن خزيمة، وابن عبد البر، والخطيب البغداديّ، وآخرون، ونُسب الترمذيّ فيه إلى التساهل»، إِلَّا أن الزيلعي وافق على تحسين الترمذيّ، لأن يزيد هذا روى عنه ثلاثة، وبرواية هؤلاء ترتفع الجهالة وقال: والذين تكلموا فيه وتركوا الاحتجاج به لجهالة ابن عبد الله بن مغفل قد احتجوا في هذه المسألة بما هو أضعف منه. انتهى. «نصب الراية» (١/ ٣٣٢).
ومع هذا كله فإن جهالة الحال لا ترتفع إِلَّا بتوثيق أحد الأئمة، ويزيد بن عبد الله بن مغفل هذا لم يترجمه البخاريّ، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان في الثّقات، مع تساهله في ذكر المجاهيل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

  • 📜 حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب