حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في وضع اليمين على الشمال

عن وائل بن حُجْر أنه رأى النَّبِيّ ﷺ رفع يديه حين دخل في الصّلاة. كبَّر - وصف همام حيال أذنيه - ثمّ التحف بثوبه، ثمّ وضع يده اليُمنى على اليُسْرى. فلمّا أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثمّ رفعهما، ثمّ كبَّر فركع، فلمّا قال: «سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلمّا سجد، سجد بين كفيه.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٠١) عن زهير بن حرْب، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا همَّام، حَدَّثَنَا محمد بن جحادة، حَدَّثَنِي عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم، أنهما حدَّثاه عن أبيه وائل بن حُجْر فذكر الحديث.

عن وائل بن حُجْر أنه رأى النَّبِيّ ﷺ رفع يديه حين دخل في الصّلاة. كبَّر - وصف همام حيال أذنيه - ثمّ التحف بثوبه، ثمّ وضع يده اليُمنى على اليُسْرى. فلمّا أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثمّ رفعهما، ثمّ كبَّر فركع، فلمّا قال: «سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلمّا سجد، سجد بين كفيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن وائل بن حُجْر رضي الله عنه أنه رأى النَّبِيّ ﷺ رفع يديه حين دخل في الصّلاة. كبَّر - وصف همام (أحد رواة الحديث) حيال أذنيه - ثمّ التحف بثوبه، ثمّ وضع يده اليُمنى على اليُسْرى. فلمّا أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثمّ رفعهما، ثمّ كبَّر فركع، فلمّا قال: «سمع الله لمن حمده» رفع يديه، فلمّا سجد، سجد بين كفيه.


1. شرح المفردات:


● رفع يديه: أي عند تكبيرة الإحرام.
● حيال أذنيه: أي مقابل أذنيه ومحاذيًا لهما في الارتفاع.
● التحف بثوبه: اشتمل به وتغطى، أي أدار الثوب على جسده.
● وضع يده اليمنى على اليسرى: أي على صدره كما جاء في روايات أخرى.
● أخرج يديه من الثوب: لأنه كان متلففًا به فاحتاج لإخراجها للركوع.
● سجد بين كفيه: أي جعل يديه على الأرض بحيث يكون وجهه بينهما أثناء السجود.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الصحابي الجليل وائل بن حجر رضي الله عنه هيئة النبي ﷺ في صلاته، فيذكر أنه:
1. بدأ بالتكبير (تكبيرة الإحرام) ورفع يديه محاذيتين لأذنيه.
2. ثم تغطى بثوبه (ردائه) بعد التكبير.
3. ثم وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره.
4. ثم عند الانتقال إلى الركوع، أخرج يديه من الثوب ورفعهما مع التكبير للركوع.
5. ثم عند الرفع من الركوع وقوله "سمع الله لمن حمده" رفع يديه أيضًا.
6. ثم عند السجود، وضع كفيه على الأرض وسجد بينهما.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- مشروعية رفع اليدين في مواضع محددة في الصلاة: وهي عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه. وهذا هو قول جمهور العلماء من المالكية (في المشهور) والشافعية والحنابلة، وخالف في ذلك أبو حنيفة رحمه الله فلم يقل بالرفع إلا للإحرام فقط. والحديث دليل قوي على الرفع في هذه المواضع.
2- كيفية رفع اليدين: يكون الرفع "حيال الأذنين" أي محاذيًا ومقابلًا لهما. وجاء في روايات أخرى "حذو منكبيه" (مقابل كتفيه)، وقد جمع العلماء بين الروايتين بأن يرفعهما محاذياً للأذنين وحذو المنكبين، فيكون الكفان مقابل الأذنين والأصابع مقابل أعلى المنكبين.
3- مشروعية وضع اليد اليمنى على اليسرى: وهذا الفعل (القبض) سنة بعد تكبيرة الإحرام عند القيام للقراءة، ويضعهما على صدره كما بينت ذلك روايات أخرى صحيحة. وهو فعل للتعظيم والخشوع وعدم العبث.
4- جواز الالتحاف بالثوب في الصلاة: إذا كان الثوب واسعًا أو كان المصلي بحاجة إلى ذلك لستر بدنه أو للتدفئة، ولا حرج فيه ما دام لا يشق على المصلي.
5- هيئة السجود الصحيحة: وهي أن يسجد المصلي على أعضائه السبعة (الجبهة مع الأنف، والكفين، والركبتين، وبطون أصابع القدمين)، وأن يكون ساجدًا بين كفيه، أي يفرش يديه على الأرض بجانب رأسه ولا يضمهما إلى جنبيه.
6- التكبير عند الانتقال بين أركان الصلاة: فيكبر عند الركوع وعند الرفع منه، وهكذا في جميع الانتقالات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أصح كتب الحديث.
- الحديث يدل على العناية بهيئة الصلاة كما رآها الصحابة من النبي ﷺ، وأنها توقيفية (يوقف فيها على ما ورد عن النبي ﷺ) ولا مجال للرأي فيها.
- فيه دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل كل كبيرة وصغيرة من أفعال النبي ﷺ، خاصة في الصلاة التي هي عماد الدين.
- يستفاد منه وجوب الاقتداء بالنبي ﷺ في كل حركة وسكنة في الصلاة، فهي أفضل ما يشغل به العبد وقته، ويقربه إلى ربه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٤٠١) عن زهير بن حرْب، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا همَّام، حَدَّثَنَا محمد بن جحادة، حَدَّثَنِي عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم، أنهما حدَّثاه عن أبيه وائل بن حُجْر فذكر الحديث.
وقد أبهم الراوي موضع اليدين، وروى ابن خزيمة في صحيحه (٤٧٩) عن أبي موسى، نا مؤمّل، نا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: «صليت مع رسول الله ﷺ ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره».
وقال البيهقيّ في «المعرفة» (٢/ ٣٤٠): «ورويناه في بعض طرق حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حُجر عن النَّبِيّ ﷺ ثمّ وضعهما على صدره».
قال الأعظمي: حديث ابن خزيمة ذكره النوويّ في «شرح مسلم» (٤/ ١١٥)، و«شرح المهذب» (٣/ ٣١٣)، و«الخلاصة» (١٠٩٦)، والحافظ في «الفتح» (٢/ ٢٢٤)، وفي «بلوغ المرام» (ص ٥٣)، وفي «التلخيص» (١/ ٢٢٤)، وابن الملقن في «تحفة المحتاج» (١/ ٣٣٦)، وابن عبد الهادي في «المحرر» (١/ ١٨٥).
وسكت هؤلاء جميعًا، ولم يتكلموا على مؤمّل، فهو عندهم إما صحيح بالمتابعات والشواهد، وإما حسن.
قال الشّيخ المحقق عبد الحي اللكنوي في تعليقه على موطأ محمد: «وثبت عند ابن خزيمة وغيره من حديث وائل الوضع على الصدر». التعليق الممجَّد (٢/ ٦٧).
ويقول العلامة المباركفوري: «فالظاهر من كلام الحافظ هذا أن حديث وائل عنده صحيح أو حسن، لأنه ذكر هنا لغرض تعيين محل وضع اليدين ثلاثة أحاديث: حديث وائل، وحديث هُلْب، وحديث عليّ، فضعَّف حديث عليّ وقال: إسناده ضعيف، وسكت عن حديث وائل، وحديث هُلْب، فلو كانا هما أيضًا ضعيفين عنده لبَيَّن ضعفهما». انتهى. انظر «أبكار المنن» (ص ١٩٦).
وأمّا مؤمّل: فهو ابن إسماعيل العدويّ، مولى آل الخطّاب، وقيل مولى بني بكر، أبو عبد الرحمن البصريّ، روى عن شعبة والسفيانين وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المدينيّ، وغيرُهم.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة.
وقال عثمان الدَّارميّ: قلت لابن معين: أي شيء حاله؟ فقال: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط.
تنبيه: وقع في التهذيب وأصله تهذيب الكمال، وميزان الذّهبيّ (٤/ ٢٢٨)، أن البخاريّ قال في مؤمّل بن إسماعيل: «منكر الحديث».
والبخاري ترجم مؤمّل بن إسماعيل في التاريخ الكبير (٨/ ٤٩)، والصغير (٢١٩) ولم يقل فيه: «منكر الحديث»، بل لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأمّا الضعفاء فلم يترجم له فيه.
فأخشى أن يكون هذا من سبق نظر فإنه ترجم بعد مؤمّل بن إسماعيل، مؤمّل بن سعيد وقال فيه: «منكر الحديث» فتنبه والله أعلم.
فمثل هذا يعتبر حديثه إذا وافق عليه الثّقات الآخرون، وقد وجدنا من وافق على روايته حديث وضع اليدين على الصدر. انظر في ذلك «فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 221 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

  • 📜 حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب