حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في وضع اليمين على الشمال

عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نُعجل الإفطار، ونُؤخر السحور، وأن نَضرب بأيماننا على شمائلنا».

صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (١٠٨٥١) عن العباس بن محمد المجاشعي الأصبهانيّ، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرمانيّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس فذكر الحديث.

عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نُعجل الإفطار، ونُؤخر السحور، وأن نَضرب بأيماننا على شمائلنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث شريف رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بما ييسر الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● معاشر الأنبياء: جماعة الأنبياء وهم مجموعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والمقصود هنا أن هذه السنة ليست خاصة به صلى الله عليه وسلم، بل هي سنة جميع الأنبياء.
● نُعجل الإفطار: نسرع في فطرنا عند غروب الشمس، فلا نؤخره.
● نُؤخر السحور: نأكل السحور في آخر جزء من الليل، قريباً من طلوع الفجر.
● نَضرب بأيماننا على شمائلنا: كناية عن وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى (أو على المعص الأيسر) أثناء الصلاة. واليمين: جمع يمين (اليد اليمنى)، والشمائل: جمع شمال (اليد اليسرى).

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أوصى جميع الأنبياء بثلاثة أمور تتعلق بهيئة العبادة والطاعة:
1. التبكير في الإفطار فور تحقق غروب الشمس.
2. تأخير وجبة السحور إلى آخر الليل قبل الفجر.
3. وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى (أو الذراع) أثناء القيام في الصلاة.
فهذه السنن الثلاث من الأمور التي اتفقت عليها شرائع الأنبياء، مما يدل على عظم شأنها وأهميتها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- مشروعية التعجيل بالإفطار: وهو من سنن الصيام المستحبة، وفيه مخالفة لأهل الكتاب الذين كانوا يؤخرون الإفطار. والتعجيل بالإفطار فيه إظهار للشكر على انقضاء نهار الصوم، واتباع للرحمة الإلهية حيث أباح الله الفطر مباشرة عند الغروب. وقد ورد الترغيب في ذلك في أحاديث أخرى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».
2- مشروعية تأخير السحور: والسحور نفسه سنة مؤكدة، بل بركة كما جاء في الحديث. وتأخيره إلى آخر الليل فيه تقوية للصائم على صيام النهار، ومخالفة لأهل الكتاب أيضاً. وهو من الأمور التي تساعد على إدراك صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة.
3- مشروعية وضع اليمنى على الشمال في الصلاة: وهي هيئة من هيئات الصلاة الثابتة بالسنة المتواترة، وهي من سنن الصلاة القولية. وفيه معنى الخشوع والتذلل والانكسار بين يدي الله عز وجل، وكأن العبد يقف موقف الأسير الذي يربط يديه. وهو أيضاً من تمام الهيئة الحسنة في الوقوف أمام الملك الجبار.
4- الاتباع وعدم الابتداع: الحديث يدل على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور، وأنها ليست من الأمور العادية أو العادات، بل هي من الدين الذي شرعه الله لعباده.
5- وحدة源 الشرائع: رغم اختلاف شرائع الأنبياء في بعض التفاصيل، إلا أن هناك أصولاً عامة وجوامع كليّة اتفقت عليها جميع الشرائع السماوية، ومنها هذه الآداب المتعلقة بالعبادة.

رابعاً. ملاحظة على سند الحديث:


هذا الحديث يروى من طريق عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد اختلف المحدثون في درجة صحته. فمنهم من ضعفه، ومنهم من حسنه. ومع ذلك، فإن معانيه صحيحة ثابتة بأدلة أخرى:
- فتعجيل الإفطار ثابت في أحاديث صحيحة متعددة.
- وتأخير السحور ثابت في أحاديث صحيحة، مثل حديث أنس رضي الله عنه: «تسحروا فإن في السحور بركة».
- ووضع اليمنى على الشمال في الصلاة ثابت بأحاديث صحيحة، منها حديث وائل بن حجر رضي الله عنه الذي描述 هيئة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالحديث وإن كان فيه كلام، إلا أن معناه صحيح ومقبول، والعمل به مشروع.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه، المتأسين به في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (١٠٨٥١) عن العباس بن محمد المجاشعي الأصبهانيّ، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرمانيّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس فذكر الحديث.
إسناده صحيح، وعباس بن محمد المجاشعيّ الأصبهانيّ ثقة، كما قال أبو نعيم الأصبهاني في «أخبار أصبهان» (٢/ ١٤٢)، وقول ابن القطّان: «لا يعرف» هو حسب علمه واطلاعه، وإلَّا فهو ثقة، وثَّقه أبو نعيم وهو أعرف به؛ لأنه من بلده.
ورواه أيضًا الطبرانيّ (١١٤٨٥) من وجه آخر قال: حَدَّثَنَا أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى، ثنا جدي حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث قال: سمعتُ عطاء بن أبي رياح، قال: سمعتُ ابن عباس فذكر الحديث. ومن طريق حرملة بن يحيى رواه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٧٧٠).
وإسناده صحيح، قال الهيثميّ في مجمعه (٢/ ١٠٥): «رواه الطبرانيّ في الكبير ورجاله رجال الصَّحيح».
وأمّا ما رواه الدَّارقطنيّ (١/ ٢٨٤)، وأبو داود الطيالسي (ص ٣٤٦). وعنه البيهقيّ (٤/ ٢٣٨) من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس فذكر مثله، ففيه طلحة بن عمرو قال فيه أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء. وهذا الطريق الضعيف لا يُعلّ ما ثبت من الطرق الصحيحة.
وأمّا ما رُوي عن عليّ رضي الله عنه: «من السنة في الصّلاة وضعُ الأكف على الأكفِ تحت السرة» فهو ضعيف بالاتفاق. رواه أبو داود (٧٥٦) من حديث عبد الرحمن بن إسحاق الكوفيّ، عن زياد بن زيد، عن أبي جحفة، عن عليّ فذكره. وعبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطيّ، قال فيه الإمام أحمد: ليس بشيء منكر الحديث. وقال البخاريّ: فيه نظر. وقال ابن معين: ضعيف، وقال مرة
أخرى: متروك، وفيه أيضًا: زياد بن زيد: وهو السُّوائيّ، الأعصم - بمهملتين - الكوفي قال أبو حاتم: «مجهول». «الجرح والتعديل» (٣/ ٥٣٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 224 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

  • 📜 حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب