ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتابه ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث». قال: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد اللَّه ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد اللَّه كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى السّاعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمةُ ربَّها، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البُهْم في البنيان، فذاك من أشراطها. في خمس لا يعلمهن إلّا اللَّه»، ثم تلا النبي ﷺ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [سورة لقمان: ٣٨] الآية، ثم أدبر فقال: «ردُّوه» فلم يروا شيئا! فقال: «هذا جبريل جاء يعلمُ الناس دينهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٠)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليّة، عن أبي حيّان التيميّ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والمخرج في صحيح البخاري ومسلم، يعد من الأحاديث الأساسية التي بينت أركان الدين الإسلامي، حيث جاء جبريل عليه السلام في صورة رجل ليسأل النبي ﷺ عن هذه الأمور ليعلم الناس دينهم. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

1. شرح المفردات:

● بارزاً: ظاهراً للناس، جالساً في ملأ منهم.
● الإيمان: في اللغة: التصديق، وفي الشرع: يشمل الاعتقاد القلبي والنطق باللسان والعمل بالجوارح.
● البعث: البعث بعد الموت.
● الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة.
● الإحسان: هو مراقبة الله في السر والعلن، والإتقان في العبادة.
● الأمة ربها: أي أن تكون المرأة أمة (جارية أو خادمة) فتلد ولداً يكون سيدها، وهذا من علامات انقلاب الموازين.
● رعاة الإبل البهم: البهم هي الإبل السوداء، ورعاة الإبل هم البسطاء من العرب، فإذا تطاولوا في البنيان فذلك من علامات الساعة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبدأ الحديث بمجيء جبريل عليه السلام في صورة رجل إلى النبي ﷺ وهو بين أصحابه، ليسأله عن أسس الدين، فيسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلامات الساعة. فيجيب النبي ﷺ عن كل سؤال بإجابة موجزة جامعة، مبيناً أركان كل منها. ثم ينصرف الرجل (جبريل) بعد أن أدى مهمته، فيأمر النبي ﷺ بردّه ليريه الصحابة، ولكنهم لم يجدوه، فيخبرهم أن هذا كان جبريل جاء يعلم الناس دينهم.

3. الدروس المستفادة منه:

● أركان الإيمان: وهي ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. وقد ذكر النبي ﷺ هنا خمسة، وذكر الركن السادس (الإيمان بالقدر) في أحاديث أخرى.
● أركان الإسلام: وهي خمسة: الشهادتان، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. وقد ذكر النبي ﷺ هنا أربعة، لأن الشهادة داخلة في قوله "أن تعبد الله ولا تشرك به".
● الإحسان: وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وهذا أعلى مراتب الدين، وهو يتضمن الإخلاص والمراقبة لله في كل عمل.
● علامات الساعة: ذكر النبي ﷺ علامتين من أشراط الساعة:
- "إذا ولدت الأمة ربها": أي أن تلد الأمة (الجارية) ولداً يكون سيدها بسبب زنا سيدها بها أو غير ذلك، فيصبح الولد سيداً لأمه.
- "إذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان": أي أن يتفاخر البسطاء من الناس في بناء المساكن العالية، مما يدل على الترف وانشغال الناس بالدنيا.
● علم الساعة: يؤكد الحديث أن علم الساعة من الغيب الذي استأثر الله به، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34].

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يسمى "حديث جبريل"، وهو من الأحاديث التي جمعت أصول الدين.
- فيه دليل على أن السؤال عن العلم وتعليم الناس من الأمور المحمودة، خاصة إذا كان القصد التعلم والتعليم.
- فيه بيان أن الدين ثلاثة مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وهي متكاملة، فالإسلام الظاهر، والإيمان الباطن، والإحسان высшая степень الإتقان في العبادة.
- قول النبي ﷺ: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" فيه تأكيد على أن علم الساعة خاص بالله، ولا يعلمه أحد إلا هو.
نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين الموحدين المحسنين، وأن يوفقنا لفهم ديننا والعمل به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٥٠)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليّة، عن أبي حيّان التيميّ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.
وفي رواية عند مسلم من حديث عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «سلوني» فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل، فذكر مثله. وقال في آخر الحديث: «هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

📜 حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما الإيمان وما الإسلام وما الإحسان ومتى الساعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية