حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سؤال جبريل عن الإيمان، والإسلام، والإحسان

عن يحيى بن يَعْمُر قلت لابن عمر: «إنّ عندنا رجالًا يزعمون أن الأمر بأيديهم فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا؟ ! فقال: أخبرهم أنّى منهم بريء، وأنّهم منى براءُ، ثم قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ ﷺ فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ فقال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: «نعم» قال: صدقت، قال: فما الإحسان؟ قال: «تخشى اللَّه تعالى كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنه يراك» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: «نعم» قال: صدقت، قال: فما الإيمان؟ قال: «تؤمن باللَّه وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث من بعد الموت، والجنة والنار، والقدر كلّه» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: «نعم» قال: صدقت.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٨٥٦) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عليُّ بن زيد، عن يحيى بن يَعْمُر، فذكره.

عن يحيى بن يَعْمُر قلت لابن عمر: «إنّ عندنا رجالًا يزعمون أن الأمر بأيديهم فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا؟ ! فقال: أخبرهم أنّى منهم بريء، وأنّهم منى براءُ، ثم قال: جاء جبريل ﵇ إلى النبيِّ ﷺ فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ فقال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: «نعم» قال: صدقت، قال: فما الإحسان؟ قال: «تخشى اللَّه تعالى كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنه يراك» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: «نعم» قال: صدقت، قال: فما الإيمان؟ قال: «تؤمن باللَّه وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث من بعد الموت، والجنة والنار، والقدر كلّه» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: «نعم» قال: صدقت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه هو جزء من حديث جبريل الطويل المشهور، وهو من الأحاديث الأساسية التي تبين أركان الدين الإسلامي. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطلب:

أولاً. شرح المفردات:


● "الأمر بأيديهم": أي أن فعل الطاعات وترك المعاصير هو خيارهم المحض، بمعنى أنهم يعتقدون أن الإرادة البشرية مستقلة تماماً عن إرادة الله وقدرته.
● "بريء": أي تبرأ من عقيدتهم وأفعالهم.
● "براء": جمع بريء، أي هم يتبرؤون مني وأنا أتبرأ منهم.
● "تعبد الله لا تشرك به شيئاً": توحيد الله بالعبادة وعدم صرف أي نوع منها لغير الله.
● "تخشى الله تعالى كأنك تراه": الخشية هنا بمعنى الخوف المقرون بالتعظيم والإجلال، والمراقبة لله في السر والعلن.
● "القدر كله": الإيمان بكل ما قدره الله وقضاه من خير وشر، والإيمان بأن علم الله أزلي، وأنه كتب المقادير، وأن مشيئته نافذة، وأنه خالق كل شيء.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بسؤال يحيى بن يعمر لابن عمر عن قوم يقولون بأن الإنسان حر تماماً في أفعاله، لا علاقة لإرادة الله وقدرته بها (وهي عقيدة القدرية أو المعتزلة في بداياتها)، فغضب ابن عمر غضباً شديداً لهذه العقيدة الفاسدة، وتبرأ من أصحابها، واستدل على بطلانها بحديث جبريل عليه السلام.
ثم ذكر ابن عمر القصة الشهيرة حيث جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ليعلم الصحابة دينهم.
1- سؤال عن الإسلام: فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه القيام بالشعائر الظاهرة وهي أركان الإسلام الخمسة: الشهادتان، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت.
2- سؤال عن الإيمان: فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه التصديق القلبي الجازم بأركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
3- سؤال عن الإحسان: فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أعلى مراتب الدين، وهو مراقبة الله في كل حال، بأن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
وفي نهاية كل جواب، كان جبريل عليه السلام يصدق النبي صلى الله عليه وسلم ويقول "صدقت"، مما يؤكد صحة ودقة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- بطلان عقيدة القدرية: الذي ينكرون علم الله الأزلي وقدرته المطلقة على كل شيء، وأن أفعال العباد تقع بمشيئة الله تعالى وقدرته، كما جاء في أركان الإيمان. وهذا هو الرد المباشر على السؤال الأول في الحديث.
2- التفريق بين الإسلام والإيمان: الإسلام هو الاستسلام الظاهري لله بالعمل، أما الإيمان فهو الاستسلام الباطني بالقلب والتصديق. وقد يجتمعان وقد يفترقان. ولهذا كان المنافقون مسلمين في الظاهر، لكنهم ليسوا مؤمنين في الباطن.
3- مراتب الدين: الحديث يبين أن الدين ثلاث مراتب:
* الإسلام: وهو المرتبة الأساسية الظاهرة.
* الإيمان: وهو المرتبة التي تتعلق بالاعتقاد والباطن.
* الإحسان: وهو أعلى المراتب، وهو إتقان العبادة ومراقبة الله في كل شيء.
4- أهمية التعليم بطريقة السؤال والجواب: حيث أتى جبريل عليه السلام في صورة معلم ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابة ليعلمهم.
5- شمولية الدين: حيث شمل الحديث الجوانب العملية (الإسلام)، والاعتقادية (الإيمان)، والروحية الأخلاقية (الإحسان).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يعد من أحاديث الأصول العظيمة، حتى قال بعض العلماء: "لو ضُربت إليه أكباد الإبل كان rightاً"، أي جديراً بالسفر لطلبه.
- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- فيه إثبات صفة الكلام لله تعالى، حيث كلم جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
- فيه دليل على عقيدة أهل السنة والجماعة في القدر، والتي تتوسط بين الجبرية (الذين يقولون إن العبد مجبور على أفعاله) والقدرية (الذين ينكرون القدر أصلاً). فأهل السنة يؤمنون بأن للعبد إرادة ومشيئة، ولكنها تحت مشيئة الله تعالى وقدرته، كما قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا فهم دينه، والعمل به، والاستقامة عليه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٨٥٦) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عليُّ بن زيد، عن يحيى بن يَعْمُر، فذكره. وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، لكنه توبع.
فقد رواه أحمد أيضًا (٥٨٥٧) عن عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، بمثله، وزاد في آخره: «وكان جبريل عليه السلام يأتي النّبيَّ ﷺ في صورة دحية» وهذا إسناد صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

  • 📜 حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب