يوجز الصلاة ويكملها

حديث: يوجز الصلاة ويكملها

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يُوجز الصّلاة ويكملُها.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٠٦)، ومسلم في الصّلاة (٤٦٩) كلاهما من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس فذكره واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يُوجز الصّلاة ويكملُها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، نصه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوجِزُ الصَّلاَةَ وَيُكْمِلُهَا" هو حديث عظيم يجمع بين الحكمتين: مراعاة حال المأمومين، والحرص على كمال العبادة.

أولاً. شرح المفردات:

● يُوجِزُ: من الإيجاز، وهو القصد والاعتدال وعدم الإطالة. أي كان يقصر في مدة الصلاة ويخفف في قراءتها وأركانها.
● الصَّلاةَ: المقصود بها هنا الصلوات المفروضة، وخاصة صلاة الجماعة.
● يُكْمِلُهَا: أي يحافظ على جميع أركانها وواجباتها وسننها، فيؤديها تامة كاملة غير ناقصة، بحيث لا يخل بشيء من واجباتها أو سننها.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس، فإنه يخفف في الصلاة ويقصر في قراءتها وقيامها وركوعها وسجودها، مع حرصه التام على إتمامها وإكمالها بجميع أركانها وواجباتها على الوجه المشروع، دون أن ينقص منها شيئاً. فهو إيجاز مع إكمال، لا إيجاز مع إخلال.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- مراعاة حال المأمومين: من أهم سنن الإمامة مراعاة أحوال المصلين خلف الإمام، خاصة الضعيف والمريض وذا الحاجة. فالإطالة الشديدة قد تشق على بعضهم وتنفرهم من الجماعة.
2- الجمع بين الحكمتين: إكمال الصلاة بإقامة أركانها، والإيجاز بعدم الإطالة المفرطة. فالكمال ليس في طول الصلاة، بل في إتقانها مع التخفيف المناسب.
3- القدوة في القيادة الروحية: النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الأئمة كيف يوازنون بين حق الله في إقامة الصلاة على وجهها المشروع، وحق العباد في عدم المشقة عليهم.
4- بيان سماحة الإسلام ويسره: الدين يسر، والصلاة ينبغي أن تؤدى بخشوع وحضور قلب، والقلوب تملّ مع الإطالة المفرطة.
5- فقه الإمامة: يستحب للإمام أن يقرأ بما تيسر من القرآن مع مراعاة الإتيان بالطمأنينة في الأركان، والقراءة بما لا يشق على الناس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في باب "قصر الصلاة" للمرضى أو المسافرين، ولكنه هنا في معنى آخر وهو التخفيف في الصلاة مع الإتيان بها كاملة.
- يستحب للإمام أن يخفف الصلاة إذا علم أن في المأمومين من له حاجة، أو ضعيف، أو مريض.
- الإيجاز لا يعني الإخلال بالطمأنينة، فالطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تسقط.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٠٦)، ومسلم في الصّلاة (٤٦٩) كلاهما من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس فذكره واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم: «كان يُوجز في الصلاة ويُتم».
ورواه أيضًا عن قتادة، عن أنس قال: «إن رسول الله ﷺ كان من أخفِّ الناس صلاة في تمام».
والمراد بالإيجاز مع الإكمال: الإتيان بأقل ما يمكن من الأركان والأبعاض.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 515 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوجز الصلاة ويكملها

📜 حديث: يوجز الصلاة ويكملها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يوجز الصلاة ويكملها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يوجز الصلاة ويكملها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يوجز الصلاة ويكملها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية