حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر الأئمةِ بتخفيف الصّلاة

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النبي ﷺ قال له: «أُمَّ قومَك» قال قلت: يا رسول الله! إني أجد في نفسي شيئًا، قال: «ادْنُه» فجلَّسني بين يديه، ثم وضع
كفَّه في صَدْري بين ثدْييَّ. ثم قال: «تحوَّل» فوضعها في ظهري بين كتِفيَّ، ثم قال: «أُمَّ قومَك، فمن أم قوما فليخفِّفْ، فإن فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليصلِّ كيف شاء».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٦٨) عن محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي فذكره.

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النبي ﷺ قال له: «أُمَّ قومَك» قال قلت: يا رسول الله! إني أجد في نفسي شيئًا، قال: «ادْنُه» فجلَّسني بين يديه، ثم وضع
كفَّه في صَدْري بين ثدْييَّ. ثم قال: «تحوَّل» فوضعها في ظهري بين كتِفيَّ، ثم قال: «أُمَّ قومَك، فمن أم قوما فليخفِّفْ، فإن فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليصلِّ كيف شاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أُمَّ قومَك». قال قلت: يا رسول الله! إني أجد في نفسي شيئًا. قال: «ادْنُه». فجلَّسني بين يديه، ثم وضع كفَّه في صَدْري بين ثدْييَّ. ثم قال: «تَحَوَّل». فوضعها في ظهري بين كتِفيَّ، ثم قال: «أُمَّ قومَك، فمن أم قوما فليخفِّفْ، فإن فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليصلِّ كيف شاء».


1. شرح المفردات:


● أُمَّ قومَك: أي كن إمامًا لقومك في الصلاة، وتقدم لهم.
● أجد في نفسي شيئًا: أشعر في قللي ترددًا أو ثقلًا أو وسوسة حول قدرتي على الإمامة.
● ادْنُه: تقدم مني واقترب.
● وَضَع كفَّه في صَدْري: وضع يده الشريفة على صدره.
● بين ثدْييَّ: أي على صدره، في موضع القلب.
● تَحَوَّل: انقلب واغير وضعيتك (ليضع يده على ظهره).
● بين كتِفيَّ: أي على ظهره في أعلى منتصفه.
● فليخفِّفْ: أي ليخفف في الصلاة، فلا يطيل في القراءة والقيام والركوع والسجود.
● ذا الحاجة: الشخص الذي لديه شغل أو حاجة ملحة تنتظره.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ولاه إمامة قومه في الصلاة. فاستأذنه واعترف له بأنه يجد في نفسه ترددًا ووسوسة حول تحمل هذه المسؤولية. فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم للاقتراب منه، وجلسه بين يديه، ثم وضع يده المباركة على صدره، ثم على ظهره، وهو فعل له دلالة الرحمة والبركة وطمأنة القلب. ثم أكد عليه أمر الإمامة، ووصاه بتخفيف الصلاة عند إمامة الناس، وذكر له أسباب ذلك، وهي وجود فئات تحتاج إلى الرأفة والرفق في الصلاة. ثم بين أن المصلي منفردًا له أن يطيل في صلاته كما يشاء.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- جواز طلب الولاية والامتناع عنها خوفًا من عدم القيام بحقها: وهذا من باب الورع وخشية التقصير، وهو خلق محمود.
2- حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته: حيث استجاب لشكوى الصحابي ولم يزجره، بل عامله برفق وعناية.
3- بركة يده صلى الله عليه وسلم وفضْل لمسه: فقد كان من هديه وضع يده على من يعلمه أو يدعو له، تفاؤلًا وطلبًا للبركة وطردًا للوسوسة.
4- أهمية التخفيف في الصلاة للإمام: وهذا من أعظم آداب الإمامة، وهو أمر مؤكد في السنة.
5- حكمة التخفيف ومراعاة حال المأمومين: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أسباب التخفيف، وهي:
* الكبير: الشيخ الكبير في السن الذي قد يثقل عليه طول القيام.
* المريض: الذي يحتاج إلى التخفيف لمرضه.
* الضعيف: الذي لا طاقة له بالطول.
* ذا الحاجة: الذي قد يكون عليه دين أو شغل عاجل، فيشغله طول الصلاة عن قضائه.
6- الفرق بين صلاة الإمام والمنفرد: للمنفرد أن يطيل في صلاته كما يشاء، بخلاف الإمام الذي ينبغي له أن يراعي حال من خلفه.
7- أن الإمام نائب عن القوم وقائد لهم: فعليه أن يحمل همومهم ويشعر باحتياجاتهم.
8- استحباب استشارة أهل الخبرة والفضل في الأمور: كما فعل عثمان رضي الله حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● سبب الحديث: كان عثمان بن أبي العاص من أصغر الصحابة سنًا عندما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف بعد فتحها، وجعله إمامًا لهم.
● الوسوسة المقصودة: قيل إن الوسوسة التي كان يشعر بها كانت خوفًا من عدم إتقان الإمامة أو من حدوث خطأ فيها، وليس شكًا في الدين.
● حكم التخفيف: التخفيف في الصلاة سنة مؤكدة للإمام، وتركها مع الإطالة المفرطة مكروه، وقد يؤدي إلى تنفير الناس عن الصلاة الجماعة.
● ضابط التخفيف: أن تكون الصلاة تامة غير ناقصة، بحيث يأتي بالواجبات والمستحبات دون إفراط في الطول. والاعتدال هو الأصل.
● موضع وضع اليد: فيه إشارة إلى طمأنة القلب (بوضعه على الصدر) وتقوية العزم (بوضعه بين الكتفين).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٦٨) عن محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن سعيد بن المسيب قال: حدَّث عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عَهِد إليَّ رسول الله ﷺ: «إذا أمَمْتَ قومًا فأخفَّ بهم الصلاة».
وذلك عندما أمَّره على الطائف كما في رواية ابن ماجه (٩٨٧) من طريق مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص.
وفي حديث أبي داود (٥٣١) طلب من النبي ﷺ أن يجعله إمامًا لقومه فقال: «أنت إمامهم، واقد بأضعفهم». انظر للمزيد: كتاب الأذان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 517 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

  • 📜 حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أُمَّ قومَك فمن أم قوما فليخفف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب