صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ بن جبل يُصَلِّي مع النبي ﷺ، ثم يرجع
فيومُّ قومَه، فصَلَّى العِشاءَ فقرأ بالبقرة، فانصرف الرجلُ، فكأن معاذًا تناول منه، فبلغ النبيَّ ﷺ فقال: «فتَّان فتَّان فتَّان» (ثلاث مِرار) أو قال: «فاتنا فاتنا فاتنا» وأمره بسورتين من أوسطِ المفصَّل. قال عمرو: لا أحفظهما.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٠١)، ومسلم في الصلاة (٤٦٥) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله به، واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان معاذ بن جبل يُصَلِّي مع النبي ﷺ، ثم يرجع فيؤمُّ قومَه، فصَلَّى العِشاءَ فقرأ بالبقرة، فانصرف الرجلُ، فكأن معاذًا تناول منه، فبلغ النبيَّ ﷺ فقال: «فتَّان فتَّان فتَّان» (ثلاث مِرار) أو قال: «فاتنا فاتنا فاتنا» وأمره بسورتين من أوسطِ المفصَّل. قال عمرو: لا أحفظهما.
(رواه البخاري ومسلم)

الشرح الوافي:

# 1. شرح المفردات:

● يؤم قومه: يقودهم في الصلاة إمامًا.
● تناول منه: انتقده أو عاتبه.
● فتان: من الفتنة، أي مَن يُسبب فتنة للمصلين بالإطالة.
● فاتنا: من الفوت، أي مَن يفوت مصلحة المصلين بالتطويل.
● أوسط المفصل: السور القصيرة المتوسطة الطول في جزء المفصَّل (من سورة ق إلى سورة الناس).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يصلي مع النبي ﷺ ثم يعود إلى قومه في المدينة (بني سلمة) ليكون إمامًا لهم. وفي ليلةٍ صلى بهم صلاة العشاء وقرأ سورة البقرة (وهي أطول سور القرآن) مما أدى إلى انصراف أحد المصلين أثناء الصلاة لشدة الإطالة، فلامه معاذ. بلغ الخبر النبي ﷺ فأنكر عليه ذلك بشدة، ووصفه ثلاث مرات بأنه "فتان" أو "فاتن"؛ لأنه سبب بفعله فتنةً للمصلين أو فوتَ مصلحتهم. ثم أمره النبي ﷺ أن يقرأ في الصلاة بسورتين متوسطتين من المفصل (مثل: سورة الأعلى والغاشية، أو الشمس والليل، ونحوها).

# 3. الدروس المستفادة:

● مراعاة حال المصلين: على الإمام أن يراعي ظروف المصلين (كضعيفهم ومريضهم وذا الحاجة) ولا يطيل عليهم.
● تحذير من الإطالة المفرطة: الإطالة الشديدة قد تنفّر الناس من الصلاة أو تسبب مشقةً تنافي مقاصد الشريعة في التيسير.
● الأمر بالاقتصاد في الصلاة: النبي ﷺ وجه معاذًا إلى القراءة بسور قصيرة متوسطة تناسب صلاة العشاء.
● النقد البنّاء: النبي ﷺ لم يترك الخطأ بل نبه عليه بلطف مع التوجيه العملي.
● تفاضل الأعمال بالحكمة: ليس طول القراءة هو المطلوب لذاته، بل الأفضل ما كان خاليًا من المشقة والمفسدة.

# 4. معلومات إضافية:

● حكمة النهي عن الإطالة: الشريعة جاءت بتحقيق المصالح ودرء المفاسد، والإطالة الشديدة قد تُثقل على الناس فتفوت مقصود الصلاة من الخشوع والاجتماع.
● ما يُقرأ في الصلوات: السنة أن تكون قراءة الإمام بقدر معتدل، فيمكن التطويل أحيانًا إذا علم رغبة المصلين، ولكن الغالب الاعتدال.
● الترجيح بين الروايات: قوله "فتان" (بكسر التاء) أشهر، ومعناه: أنت تفتن الناس بإطالتك، وقوله "فاتن" (بفتح التاء) يعني: أنت تفوت مصلحتهم.
● السور المناسبة: أوسط المفصل مثل: (الْعَلَقِ، وَالْتِينِ، وَالْإِنْشِقَاقِ، وَالْبُرُوجِ) ونحوها، وهي سور ليست طويلة ولا قصيرة جدًا.

الخلاصة:

الحديث يعلمنا that while longer recitation in prayer is virtuous, it should not come at the expense of the congregation's comfort and convenience. The Prophet ﷺ emphasized the importance of moderation and consideration for others, especially in congregational prayers. Imam should strive to make the prayer spiritually uplifting without causing undue hardship.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٠١)، ومسلم في الصلاة (٤٦٥) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله به، واللفظ للبخاري.
وفي لفظ مسلم: فانحرف الرجل فسَلَّم، ثم صلَّى وحده وانصرف. فقالوا له: أنافَقْتَ؟ يا فلان! قال: لا والله! ولآتينَّ رسولَ الله ﷺ فلأُخْبِرنَّه. فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! إنا أصحابُ نواضِح نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلَّى معك العشاءَ، ثم أتى فافتتح بسورة البقرة. فأقبل رسول الله ﷺ على معاذ فقال: «يا معاذ أفتَّان أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا». قال سفيان: فقلت لعمرو: إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال: «اقرأ في ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، و﴿وَالضُّحَى﴾، و﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾، و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾» فقال عمرو: نحو هذا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 514 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

📜 حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة معاذ بالبقرة في العشاء وأمر النبي بسورتين من المفصل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية