حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد الشَّديد لمانع الزّكاة

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ. قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ، قَالَ: يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ».

صحيح: رواه النسائيّ (٢٤٨١) عن الفضل بن سهل، قال: حَدَّثَنَا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ. قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ، قَالَ: يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي تفضلت بطلبه شرحه هو حديث عظيم من أحاديث الوعيد، يحذرنا النبي ﷺ فيه من خطر منع الزكاة، وسأشرحه لك بفضل الله على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● الراوي: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
● المروي عنه: رسول الله ﷺ.
● مصدره: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1403)، والإمام مسلم في صحيحه (رقم 991)، وغيرهما من أصحاب الكتب المعتمدة.

### ثانياً. شرح المفردات
● لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ: أي يمتنع عن إخراج حق الله المفروض في ماله، وهو الزكاة.
● يُخَيَّلُ إِلَيْهِ: يُصوَّر له ويُتَمَثَّل أمام عينيه يوم القيامة بشكل مرعب.
● شُجَاعًا أَقْرَعَ:
● الشُّجَاع: هو ذكر الحية، وهو أفعى شديدة السمية.
● الأَقْرَع: الذي سقط شعر رأسه من شدة السم، وهو صفة للحية المخيفة التي لا شعر على رأسها (كناية عن شدّة فتكها وشراستها).
● لَهُ زَبِيبَتَانِ:
● الزَّبِيبَتَان: هما انتفاخان في مؤخرة رأس الأفعى، يشبهان حبتَي الزبيب، وهما موضع السمّ والشرر.
● فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ: يلتف حول عنقه ويشده بإحكام كالطوق (القيد في العنق).
● يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ: أي ينادي عليه ذلك المخلوق المخيف قائلاً: أنا مالك الذي كنزته ومنعت حق الله فيه.

### ثالثاً. شرح المعنى الإجمالي للحديث
يخبرنا النبي ﷺ عن صورة مفزعة وعذاب أليم ينتظر من بخل بماله ومنع زكاته المفروضة عليه. ففي يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء، سيُحشر هذا المال الذي لم تُخرج زكاته على شكل أفعى سمينة شديدة السمية، ذات رأس أقرع مخيف وفم يقطر سماً، فتتجه نحو صاحبها، وتلتف حول عنقه وتعضه وتخنقه، وهي تردد عليه: "أنا كنزك الذي جمعته وكنت تبخل به وتحرص عليه في الدنيا، وأمنعت حق الفقراء والمساكين فيه".
إنها عقوبة تناسب الجريمة؛ فكما أن هذا الإنسان قد جعل ماله شغله الشاغل في الدنيا، ووضع عليه قفل البخل والحرص، فإن هذا المال سيكون سبب شقائه وعذابه في الآخرة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظم خطر منع الزكاة: هذا الحديث من أشد الوعيد في حق مانع الزكاة، فهو ليس مجرد إثم عادي، بل هو من الكبائر التي توعّد الله ورسوله صاحبها بهذا العذاب المهين.
2- المال أمانة وابتلاء: المال ليس ملكاً حقيقياً للإنسان، بل هو أمانة استودعه الله إياها ليمتحن بها طاعته، فمن أدى حق الله فيه نجا، ومن بخل به هلك.
3- حقيقة التكريم بالمال: التكريم الحقيقي ليس في جمع المال وكنزه، بل في إنفاقه في طاعة الله ومرضاته، وإخراج حقه الذي فرضه الله فيه.
4- التحذير من البخل والطمع: الحديث تحذير شديد من داء البخل والشح، الذي يقسي القلب ويورد صاحبه المهالك في الدنيا والآخرة.
5- إثبات بعث الأجساد والحساب: الحديث يصور مشهداً من مشاهد يوم القيامة، مما يثبت حقيقة البعث والنشور والحساب والجزاء، الذي يغفل عنه الكثيرون.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● حكم مانع الزكاة: من أنكر وجوب الزكاة أصلاً فهو كافر مرتد عن الإسلام. أما من أقر بوجوبها ولكن بخل بها وتكاسل عن إخراجها مع اعترافه بالفرضية، فهو عاصٍ وآثم إثماً عظيماً، وواقع في كبيرة من كبائر الذنوب، ويخشى عليه من هذا الوعيد.
● الزكاة تطهير للمال والنفس: ليست الزكاة مجرد إخراج مال، بل هي تطهير للمال من الشوائب، وتزكية للنفس من داء البخل والشح، وهي سبب لنماء المال وبركته في الدنيا قبل الآخرة.
● الترغيب في الإنفاق: في مقابل هذا الوعيد، جاءت نصوص كثيرة ترغب في الإنفاق وتبشر المتصدقين بالأجر العظيم، كقوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276].
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء حقوقه، وأن يطهر أموالنا وأنفسنا، ويباعد بيننا وبين معصيته وعذابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٢٤٨١) عن الفضل بن سهل، قال: حَدَّثَنَا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (٢٢٥٧)، ورواه من طريق أبي النّضر هاشم بن القاسم بإسناده نحوه.
ورواه الإمام أحمد (٥٧٢٩) من وجه آخر عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، بإسناده، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

  • 📜 حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب