حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إباحة المال من طرق الحلال

عن عمرو بن العاص قال: بعث إليَّ رسول الله ﷺ فقال: «خُذْ عليك ثيابك وسلاحك، ثمّ ائْتني». فأتيتُه وهو يتوضَّأ، فصعَّد في النّظر ثمّ طأطأه فقال: «إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسَلِّمك الله ويُغْنِمك، وأزْعب لك من المال زعبة صالحة».
قال: فقلت: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكني أسلمتُ رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: يا عمرو! نِعمًا بالمال الصَّالح للرجل الصالح».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٧٧٦٣)، والطَّبرانيّ في «الأوسط» (٣٢١٣)، وصحّحه ابن حبَّان (٣٢١٠)، والحاكم (٢/ ٢٣٦) كلّهم من طريق موسي بن عُليّ، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول (فذكره).

عن عمرو بن العاص قال: بعث إليَّ رسول الله ﷺ فقال: «خُذْ عليك ثيابك وسلاحك، ثمّ ائْتني». فأتيتُه وهو يتوضَّأ، فصعَّد في النّظر ثمّ طأطأه فقال: «إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسَلِّمك الله ويُغْنِمك، وأزْعب لك من المال زعبة صالحة».
قال: فقلت: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكني أسلمتُ رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: يا عمرو! نِعمًا بالمال الصَّالح للرجل الصالح».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عمرو بن العاص قال: بعث إليَّ رسول الله ﷺ فقال: «خُذْ عليك ثيابك وسلاحك، ثمّ ائْتني». فأتيتُه وهو يتوضَّأ، فصعَّد في النّظر ثمّ طأطأه فقال: «إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسَلِّمك الله ويُغْنِمك، وأزْعب لك من المال زعبة صالحة». قال: فقلت: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكني أسلمتُ رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «يا عمرو! نِعمًا بالمال الصَّالح للرجل الصالح».

1. شرح المفردات:


● خُذْ عليك ثيابك وسلاحك: البس ثيابك الكاملة واستعد بسلاحك.
● فصعَّد في النّظر ثمّ طأطأه: رفع النبي ﷺ بصره ثم خفضه، وفي هذا إشارة إلى التأمل والتفكر.
● يُسَلِّمك الله: يحفظك الله ويوفقك للعودة سالماً.
● يُغْنِمك: يوفقك للحصول على الغنائم.
● أزْعب لك: أعطيك وأخصص لك.
● زعبة صالحة: حصة طيبة ونصيباً حسناً.
● نِعمًا: كلمة مدح وإقرار على الشيء الطيب.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أرسل إليه يطلب منه الحضور مستعداً بثيابه وسلاحه. فلما حضر، كان النبي ﷺ يتوضأ، فرفع بصره ثم خفضه، ثم أخبره أنه يريد أن يبعثه على رأس جيش، مبشراً إياه بأن الله سيحفظه ويمكنه من الغنائم، وسيعطيه نصيباً طيباً من المال.
فأجابه عمرو بن العاص رضي الله عنه بأنه لم يسلم طمعاً في المال، بل رغبة في الإسلام وطلباً لمرافقة النبي ﷺ. فرد عليه النبي ﷺ مقراً له وممدحاً بأن المال الصالح (الحلال الطيب) نعمة وجزاء للرجل الصالح.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز بشارة القائد لجنوده: من الحكمة أن يبشر القائد جنوده بالخير والنصر والغنيمة لرفع معنوياتهم.
● المال الحلال نعمة: المال المكتسب من الحلال طيب وهو نعمة من الله تعالى يستحق الشكر.
● الإخلاص في العمل: ينبغي للمسلم أن يخلص نيته لله تعالى في كل أعماله، كما فعل عمرو بن العاص رضي الله عنه حين بين أن إسلامه كان لله لا للمال.
● مدح الصالحين: من السنة مدح من يستحق المدح على صفاته الحسنة وأعماله الصالحة.
● الحث على الاستعداد: الأمر بالاستعداد بالسلاح والثياب المناسبة يدل على أهمية الاستعداد في الشؤون العسكرية وغيرها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
- عمرو بن العاص رضي الله عنه من دهاة العرب وذوي الرأي والحكمة، وقد أسلم قبل فتح مكة وأصبح من قادة المسلمين البارزين.
- الحديث يظهر حرص النبي ﷺ على تطمين أصحابه ورفع هممهم، كما يظهر حرص الصحابة على الإخلاص وطلب مرضاة الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧٧٦٣)، والطَّبرانيّ في «الأوسط» (٣٢١٣)، وصحّحه ابن حبَّان (٣٢١٠)، والحاكم (٢/ ٢٣٦) كلّهم من طريق موسي بن عُليّ، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول (فذكره). وإسناده صحيح، وصحّحه الحاكم.
وموسي بن عُليّ -بالتصغير- هو ابن رباح اللّخمي من رجال مسلم، وثَّقه ابن معين وأحمد والنسائي وابن سعد وجماعة.
قال ابن حبَّان: «سمع هذا الخبر عليّ بن رباح عن عمرو بن العاص، وسمعه من أبي القيس بدل عمرو، عن عمرو، والطريقان جميعًا محفوظان».
وقوله: «أزعب زُعبة». بالزَّاي والعين -بمعنى الدّفع، يقال: زعب له من ماله زُعبة- أي دفع له منه دُفعة، والزُّعْب قطعة من المال.
وفي بعض المصادر الحديثية: «أرغب رغبة»، ومعناه مستقيم أيضًا، فكأنَّ بعض الرّواة تصرَّفوا في اللّفظ المأثور، فأتوا بما يتوافق معناه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

  • 📜 حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب