حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد الشَّديد لمانع الزّكاة

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ! مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٦٠)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٠) كلاهما من طريق الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذرّ الغفاريّ، فذكر الحديث.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ! مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، وغيرهم من أئمة العلم.

الحديث:


عن أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي ﷺ وهو جالس في ظل الكعبة. فلما رآني قال: «هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». قال: فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت. فقلت: يا رسول الله! فداك أبي وأمي، من هم؟ قال: «هُمُ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ! مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ».

1. شرح المفردات:


● انْتَهَيْتُ: وصلت واقتربت.
● فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ: في المكان المُظلّل من الكعبة المشرفة.
● الْأَخْسَرُونَ: الأكثر خسارةً في الدنيا والآخرة.
● فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي: دعاء بالتفدية، أي أُقَدِّمُ أبي وأمي فداءً لك.
● لَمْ أَتَقَارَّ: لم أطق الصبر أو لم أتمالك نفسي.
● هَكَذَا وَهَكَذَا: إشارة إلى التصدق والإنفاق في سبيل الله في جميع الجهات.
● مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: أي في جميع الاتجاهات، كناية عن شمولية الإنفاق في وجوه الخير.
● تَنْطَحُهُ: تضربه بقرونها.
● تَطَؤُهُ: تدوسه بأقدامها.
● نَفِدَتْ أُخْرَاهَا: انتهت آخرها.
● عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا: عادت الأولى لتُعذبه مرة أخرى.

2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن أبا ذر رضي الله عنه يصل إلى النبي ﷺ وهو جالس في ظل الكعبة، فلمّا رآه النبي ﷺ قال: «هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». وهذا القول منه ﷺ كان تعجبًا وتحذيرًا من حال فئة معينة ستكون الأكثر خسارةً يوم القيامة.
لم يصبر أبو ذر رضي الله عنه حتى يسأل النبي ﷺ عن هؤلاء الأخسرين، فأجابه النبي ﷺ أنهم «الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا» أي أصحاب الأموال الكثيرة الذين يجمعونها ولا ينفقونها في طاعة الله، إلا من استثناهم النبي ﷺ بقوله: «إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا»، وهي إشارة باليد إلى الحركة التي تدل على التصدق والإنفاق في سبيل الله في جميع الجهات (أمامه، خلفه، يمينه، شماله)، أي أنفق ماله في الخير بلا تقتير.
ثم بيّن النبي ﷺ أن هؤلاء المستثنين قليلون جدًا، فقال: «وَقَلِيلٌ مَا هُمْ!».
بعد ذلك ضرب النبي ﷺ مثلاً عظيمًا لعقوبة من لا يؤدي زكاة ماله من الحيوانات (إبل، بقر، غنم)، حيث وصف كيف أن هذه الحيوانات ستأتي يوم القيامة بشكلها الأعظم والأسمن (أي أقوى مما كانت عليه في الدنيا) وتعذب صاحبها بنطحها ودهسها، وتستمر في تعذيبه كلما انتهت آخرها تعود الأولى، وهذا العذاب يستمر حتى يقضى بين الناس.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحذير شديد من كنز الأموال وعدم إخراج زكاتها: الحديث يظهر خطورة عدم إخراج الزكاة، وأنها من الكبائر التي تُعذّب بها صاحبها يوم القيامة.
● الزكاة تطهير للمال وصاحبه: إخراج الزكاة يُطهّر المال ويُنميه، ويُطهّر صاحبه من الشح والبخل.
● فضل الإنفاق في سبيل الله: الاستثناء في الحديث إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا») يدل على أن من ينفق ماله في الخير ويؤدي زكاته فإنه ناجٍ من هذا الوعيد.
● قلة المنفقين في الخير: قوله ﷺ «وَقَلِيلٌ مَا هُمْ» يُبيّن أن كثيرًا من الناس يغترون بأموالهم ويبخلون، والقليل هم الذين ينفقون في سبيل الله.
● عظمة يوم القيامة وما فيه من أهوال: الحديث يذكرنا بيوم القيامة وعذابه، مما يوج
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٦٠)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٠) كلاهما من طريق الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذرّ الغفاريّ، فذكر الحديث. واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ مختصر.
قوله: «فلم أتقارَّ» أي لم يُمكنني القرار أي لم أستقرّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

  • 📜 حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب