حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد الشَّديد لمانع الزّكاة

عن جَابِر بْن عَبْدِ الله الْأَنْصَارِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ قَطُّ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَسْتَنُّ عَلَيْهِ بِقَوَائِمِهَا وَأَخْفَافِهَا، وَلَا صَاحِبِ بَقَرٍ، لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِقَوَائِمِهَا وَلَا صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا لَيْسَ فِيهَا جَمَّاءُ وَلَا مُنْكَسِرٌ قَرْنُهَا وَلَا صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يَفْعَلُ فِيهِ حَقَّهُ إِلَّا جَاءَ كَنْزُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُهُ فَاتِحًا فَاهُ فَإِذَا أَتَاهُ فَرَّ مِنْهُ فَيُنَادِيهِ خُذْ كَنْزَكَ الَّذِي خَبَأْتَهُ فَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ فَإِذَا رَأَى أَنْ لَا بُدَّ مِنْهُ سَلَكَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَيَقْضَمُهَا قَضْمَ الْفَحْلِ».

صحيح: رواه مسلم في الزّكاة (٩٨٨) من طريق عبد الرزّاق، أخبرنا ابنُ جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاريّ، فذكر الحديث.

عن جَابِر بْن عَبْدِ الله الْأَنْصَارِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ قَطُّ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَسْتَنُّ عَلَيْهِ بِقَوَائِمِهَا وَأَخْفَافِهَا، وَلَا صَاحِبِ بَقَرٍ، لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِقَوَائِمِهَا وَلَا صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يَفْعَلُ فِيهَا حَقَّهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَ مَا كَانَتْ وَقَعَدَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا لَيْسَ فِيهَا جَمَّاءُ وَلَا مُنْكَسِرٌ قَرْنُهَا وَلَا صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يَفْعَلُ فِيهِ حَقَّهُ إِلَّا جَاءَ كَنْزُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُهُ فَاتِحًا فَاهُ فَإِذَا أَتَاهُ فَرَّ مِنْهُ فَيُنَادِيهِ خُذْ كَنْزَكَ الَّذِي خَبَأْتَهُ فَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ فَإِذَا رَأَى أَنْ لَا بُدَّ مِنْهُ سَلَكَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَيَقْضَمُهَا قَضْمَ الْفَحْلِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، يحمل تحذيرًا شديدًا لأصحاب الأموال والمواشي من التقصير في حقوقها، ويبين جانبًا من أهوال يوم القيامة وعقوبة من فرط في هذه الحقوق.

أولاً. شرح المفردات:


● حَقَّهَا: المقصود به الحقوق الواجبة تجاه هذه الحيوانات، من إطعامها عند الجوع، وسقيها عند العطش، وعدم تحميلها ما لا تطيق، وأداء زكاتها إن كانت بلغت النصاب.
● بِقَاعٍ قَرْقَرٍ: الأرض المستوية الصلبة الواسعة، والقرقرة هي الصوت الذي يصدر من حوافر الإبل عند السير على الأرض الصلبة.
● تَسْتَنُّ: ترفع أصواتها (للإبل).
● تَنْطَحُهُ: تضربه بقرونها (للأبقار والغنم).
● تَطَؤُهُ: تدوسه بأقدامها.
● جَمَّاء: التي لا قرن لها.
● مُنْكَسِرٌ قَرْنُهَا: التي انكسر قرنها.
● شُجَاعًا أَقْرَعَ: الحية الخبيثة التي ليس على رأسها شعر (كناية عن شدتها وفتكتها).
● يَقْضَمُهَا: يعضها بقوة، كعض الفحل (وهو الذكر من الإبل).

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل صاحب إبل أو بقر أو غنم لم يؤد الحقوق الواجبة عليها في الدنيا، فإن هذه الحيوانات ستأتي يوم القيامة بشكلها الكامل المهيب، أكثر عددًا وأقوى مما كانت عليه في الدنيا، لتشهد عليه بتقصيره وتأخذ حقها منه.
● للإبل: ستأتيه وتدوسه بأخفافها وأقدامها.
● للأبقار: ستأتيه وتنطحه بقرونها وتدوسه بأقدامها.
● للغنم: ستأتيه بنفس الطريقة، وليس ضمنها من لا يقدر على النطح (لا جماء ولا مكسورة القرن)، لتكون عقوبته أشد.
● لصاحب الكنز (المال): وهو من يبخل بماله ولا يؤدي حقه من زكاة وإنفاق في سبيل الله، فإن هذا المال سيتمثل له يوم القيامة في أشد الصور إرهابًا، كأفعى شديدة تطلب منه أن يأخذ كنزه الذي بخل به، فإذا حاول الهروب نادته، وإذا أضطر وأدخل يده في فمها قضمتها بعنف.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- التذكير بيوم القيامة وأهواله: الحديث يصور مشهدًا من مشاهد الحساب والعقاب، ليكون عبرة للمؤمنين.
2- الحث على الرحمة بالحيوان: الإسلام دين الرحمة، وقد أوجب الرفق بالحيوان وحرم تعذيبه أو إهماله.
3- تحذير شديد من منع الزكاة والبخل بالمال: بيان أن عقوبة مانع الزكاة والبخيل تكون بهذا المال نفسه يوم القيامة.
4- المسؤولية عن الأموال والمواشي: الإنسان مسؤول عن كل ما under يده، وسيحاسب على تفاصيله.
5- أن الجزاء من جنس العمل: كما فرط صاحب المال في حق الله في ماله، جاء عقابه من جنس عمله بهذا المال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وعظم موقعه.
- الحقوق الواجبة على صاحب المواشي لا تقتصر على الزكاة، بل تشمل أيضًا حقوقًا related برعايتها وعدم إيذائها.
- هذا الحديث يندرج تحت باب "الوعيد" الذي يخوف الله به عباده ليرجعوا إلى الطاعة.
نسأل الله أن يعيننا على أداء حقوقه وحقوق خلقه، وأن يحفظنا من عذاب يوم القيامة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزّكاة (٩٨٨) من طريق عبد الرزّاق، أخبرنا ابنُ جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاريّ، فذكر الحديث.
قوله: «بقاع قرقر» أي بموضع مستو واسع، وأصله الموضع المنخفض الذي يستقر فيه الماء، ويجمع على قيعة وقيعان.
قوله: «ليس فيها جمّاء» الجمّاء من الشّاة هي التي لا قرن لها.
وقوله: «شجاعًا أقرع» هو ذكر الحية الذي تمعّط شعره لكثرة سُمِّه.
قوله: «فيقضمها» أي يأكلها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

  • 📜 حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب