حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن الصدقة تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء
حسن: رواه أبو داود (١٦٢٥)، وابن ماجه (١٨١١) كلاهما من طريق إبراهيم بن عطاء بإسناده، مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن حصين، عن أبيه، أنّ زيادًا، أو بعض الأمراء بعث عمران بن حصين على الصّدقة. فلما رجع قال لعمران: أين المال؟ قال: وللمال أرسلتني؟ أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله ﷺ، ووضعناها حيث كنّا نضعها على عهد رسول الله ﷺ.
1. شرح المفردات:
● مولى عمران بن حصين: أي تابعي أو خادم أو معتق لدى الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه.
● بعث: أرسل.
● على الصدقة: أي جعله مسئولاً عن جمع زكاة الأموال (صدقة الفرض).
● أين المال؟: استفهام عن مكان الأموال التي جُمعت.
● وللمال أرسلتني؟: استنكار من عمران؛ كأنه يقول: هل غرضك من إرسالي هو جمع المال فقط دون مراعاة الأحكام الشرعية؟
● أخذناها من حيث كنا نأخذها: أي جَبَيناها من الأغنياء الذين تجب عليهم الزكاة حسب الشروط الشرعية.
● ووضعناها حيث كنا نضعها: أي صرفناها في مصارفها الشرعية الثمانية التي ذكرها الله تعالى في سورة التوبة.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يروي قصة الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه حينما أرسله أحد الأمراء (ربما زياد بن أبيه أو غيره) لجباية أموال الزكاة.
فلما عاد عمران، سأله الأمير: أين المال؟ – متوقعاً أن يسلمه الأموال التي جمعها.
فاستنكر عمران هذا السؤال، قائلاً: ألأجل المال أرسلتني؟ – أي أنا لم أُرسل لجمع المال فقط، بل لأداء فريضة شرعية لها ضوابط وأحكام.
ثم بين عمران أنه تصرف وفق هدي النبي ﷺ، فقال:
"أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله ﷺ":
أي أنه أخذ الزكاة من الأغنياء الذين بلغت أموالهم النصاب، وحال عليها الحول، ولم يأخذها من غير المستحقين للزكاة، أو بطريقة غير شرعية.
"ووضعناها حيث كنا نضعها على عهد رسول الله ﷺ":
أي أنه صرفها في المصارف الثمانية المذكورة في قوله تعالى:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [التوبة: 60].
فلم يحتفظ بها لنفسه، ولم يسلمها للأمير ليفعل بها ما يشاء، بل وزعها على مستحقيها مباشرة كما كان يفعل في عهد النبي ﷺ.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الإخلاص في العمل: عمران بن حصين لم ينفذ الأمر لمجرد الطاعة العمياء، بل نفذه وفق الضوابط الشرعية، وبيّن أن القصد هو تطبيق الشرع لا مجرد جمع المال.
2- اتباع السنة: يجب في جميع العبادات والمعاملات الرجوع إلى هدي النبي ﷺ، وعدم الابتداع أو الخروج عن المنهج النبوي.
3- الحكمة في التعامل مع الأمراء والحكام: عمران لم يرفض الأمر، بل نفذه بطريقة شرعية، ثم بين للمسئول أن تصرفه كان وفق الشرع، مما يدل على الجمع بين الطاعة في المعروف والإنكار بالحكمة.
4- أهمية توزيع الزكاة في مصارفها الشرعية: لا يجوز تحويل أموال الزكاة إلى خزينة الدولة أو صرفها في غير مصارفها المحددة شرعاً إلا بإذن الشرع.
5- الشفافية والمسؤولية: عمران كان واضحاً في رده، مما يدل على أهمية التوضيح وعدم التلاعب بأموال المسلمين.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● عمران بن حصين صحابي جليل، كان من فقهاء الصحابة، وقد استعمله النبي ﷺ على بعض الأعمال، فكان حريصاً على متابعة السنة.
- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا حريصين على تطبيق الشرع حتى تحت حكم غير مثالي (كزياد بن أبيه الذي كان والياً في عهد معاوية وكانت سيرته فيها بعض المآخذ).
- يستدل به العلماء على أن عامل الزكاة لا يجب عليه تسليم المال إلى الإمام إذا خاف أن لا يوزعه في مصاره، بل له أن يوزعه بنفسه إن كان أهلاً لذلك.
- الحديث رواه أبو داود في سننه، وحسنه بعض أهل العلم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنة نبيه ﷺ رداً جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة البصريّ فإنه حسن الحديث.
وأما ما رُوي عن أبي جحيفة، قال: قدم علينا مصدّق النبيّ ﷺ فأخذ الصدقة من أغنيائنا فجعلها في فقرائنا، وكنت غلامًا يتيمًا، فأعطاني منها قلوصًا. فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٦٤٩) عن علي بن سعيد الكنديّ الكوفيّ، حدّثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة في «صحيحه» (٢٣٦٢)، وأشعث هو ابن سوار الكنديّ النجار ضعف، ضعّفه جمهور أهل العلم، قال ابن حبان: «كان فاحش الخطأ كثير الوهم».
وقال ابن خزيمة: «باب إعطاء اليتامى من الصدقة إذا كانوا فقراء -إن ثبت الخبر، فإن في
النفس من أشعث بن سوار. وإن لم يثبت هذا الخبر فالقرآن كان في نقل خبر الخاص فيه، قد أعلم الله في محكم تنزيله أنّ للفقراء قسم (كذا والصّواب: قسمًا) في الصدقات. فالفقير كان يتيمًا أو غير يتيم فله في الصدقة قسم بنص الكتاب».
قال الأعظمي: لا خلاف بين أهل العلم بأنّ اليتيم من المسلمين له حق في الصّدقات، بل قد يكون هو أولى من غيره، وإنما الخلاف في ثبوت هذا الخبر.
والظّاهر من أحاديث الباب أن الصّدقة تؤخذ من أغنياء البلد وتردّ على فقراء البلد، ولا تُنقل من بلد إلى بلد آخر إلّا لضرورة قصوى، وعليه جمهور أهل العلم، ولكن لو نقلها إلى بلد آخر أجزأ ذلك وسقط الواجب عنه.
وقوله: «قلوصًا» بفتح القاف: الناقة الشّابة، ويُجمع على قِلاص -بكسر القاف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 15 ما يسرني أن لي أحدا ذهبا
- 16 هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ
- 17 بشير الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم
- 18 فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله
- 19 من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته
- 20 تأتي الإبل على صاحبها إذا لم يعط فيها حقها تطؤه...
- 21 تأتي الإبل التي لم تعط الحق منها تطأ صاحبها بأخفافها
- 22 يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ
- 23 إِيَّاكَ وَأَخْفَافَ الْإِبِلِ وَأَظْلَافَ الْغَنَمِ
- 24 صاحب الإبل الذي لا يفعل فيها حقها
- 25 مَنْ أدَّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرُّه
- 26 مَا مِنْ رَجُلٍ لَهُ مَالٌ لَا يُؤَدِّي حَقَّ مَالِهِ
- 27 آكل الربا وموكله وشاهداه إذا علماه ملعونون على لسان محمد
- 28 إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ...
- 29 من ترك بعده كنزًا مثِّل له يوم القيامة شجاعًا أقرع
- 30 صاحب الإبل الذي لا يؤدِّي حقّها يطؤه بأخفافها يوم القيامة
- 31 منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين
- 32 في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون
- 33 بشر الكانزين برضف يحمى في نار جهنم
- 34 اختلاف أبي ذر ومعاوية في تفسير آية الكنز
- 35 أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك
- 36 ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول
- 37 خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني
- 38 من استفاد مالًا فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول
- 39 صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم
- 40 أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
- 41 من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه
- 42 فريضة الصدقة التي فرض رسول الله على المسلمين
- 43 ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة
- 44 ليس فيما دون خمسة من الإبل شيء
- 45 صلاة الظهر في عهد رسول الله ﷺ وتفاصيلها.
- 46 كتاب صدقة الإبل والغنم الذي كتبه رسول الله ﷺ
- 47 ربع العشور من كل أربعين درهما درهم
- 48 في كل خمس من الإبل السائمة شاة إلى أربع وعشرين
- 49 من كل ثلاثين تبيعًا أو تبيعة
- 50 فريضة الصدقة في الغنم من أربعين إلى عشرين ومائة شاة
- 51 هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله على المسلمين
- 52 لا تأخذ من راضع لبن ولا تجمع بين مفرق ولا...
- 53 ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة
- 54 صدقة الرقة من كل أربعين درهمًا درهمًا
- 55 عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم
- 56 لا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم
- 57 تؤخذ صدقات أهل البادية على مياههم وبأفنيتهم
- 58 يسم النبي ﷺ إبل الصدقة
- 59 تسمية الشاة في آذانها
- 60 تَعُدُّ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْلَةِ وَلا تَأْخُذُهَا
- 61 في الرقة ربع العشر
- 62 حدود النصاب في زكاة الإبل والفضة والزرع
- 63 ليس فيما دون خمسة أواق من الورق صدقة
- 64 ليس فيما دون خمس أواق صدقة
معلومات عن حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
📜 حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








