حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: إنّ في الخيل صدقة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّار». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالإِبِلُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا -وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا- إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَلْحَاءُ وَلا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: «الْخَيْلُ ثَلاثَةٌ هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وَفَخْرًا وَنِوَاءً عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا وَلا رِقَابِهَا فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ».

متفق عليه: رواه مسلم في الزكاة (٩٨٧) عن سويد بن سعيد، حدّثنا حفص بن ميسرة الصّنعانيّ، عن زيد بن أسلم، أنّ أبا صالح ذكوان أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: (فذكره).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّار». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالإِبِلُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا -وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا- إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَلْحَاءُ وَلا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: «الْخَيْلُ ثَلاثَةٌ هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وَفَخْرًا وَنِوَاءً عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا وَلا رِقَابِهَا فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، يحذرنا النبي ﷺ من خطر منع الزكاة، ويبين العقوبة الشديدة التي تنتظر من يبخل بحق الله في ماله. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا: يقصد بذلك إخراج زكاة المال المفروضة شرعًا.
● صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَار: جعلت له ألواح من نار.
● فَيُكْوَى بِهَا: يحرق بها جنبه وجبينه وظهره.
● بُرْدَتْ: بردت.
● بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ: بسط لها أرض مستوية صلبة.
● أَوْفَرَ مَا كَانَتْ: بأكمل ما كانت عليه من العدد.
● فَصِيلاً: ولد الناقة.
● عَقْصَاءُ: التي قرونها ملتوية.
● جَلْحَاءُ: التي لا قرون لها.
● عَضْبَاءُ: مقطوعة القرن أو الأذن.
● وِزْرٌ: إثم وعبء.
● سِتْرٌ: وقاية وستر من النار.
● نِوَاءً: عداوة وبغضاء.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتحذير شديد لمن يملك ذهبًا أو فضة ولا يزكيها، فيوم القيامة تُجعل له صفائح من نار تُحمى في نار جهنم، ثم يكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له، وذلك في يوم مقداره خمسون ألف سنة حتى يقضى بين العباد، ثم يرى مصيره إما إلى الجنة أو إلى النار.
ثم يسأل الصحابة عن الإبل، فيبين النبي ﷺ أن صاحب الإبل الذي لا يزكيها ستعود عليه يوم القيامة بأوفر ما كانت، فتُبطح له على أرض قرقرة (صلبة)، ولا يفقد منها فصيلاً واحدًا، فتدوسه بأخفافها وتعضه بأفواهها، كلما مرت أولها ردت عليه آخرها في ذلك اليوم الطويل.
ثم يسألون عن البقر والغنم، فيجيبهم النبي ﷺ بنفس العقوبة، حيث تعود عليه هذه الأنعام كاملة فتنطحه بقرونها وتدوسه بأظلافها.
أما الخيل فلها حالات ثلاث:
1- خيل وزر: لمن ربطها رياء وفخرًا وبغضًا لأهل الإسلام.
2- خيل ستر: لمن ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ورقابها (أي يتصدق بها أو يستخدمها في الخير).
3- خيل أجر: ولم يذكرها الحديث هنا لكن في روايات أخرى أنها لمن أنفقها في سبيل الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب إخراج الزكاة: فالزكاة ركن من أركان الإسلام، ومنعها من الكبائر.
2- شدة وعيد مانع الزكاة: العقوبة في الآخرة شديدة جدًا تتضمن العذاب بالنار وبما كان يملكه في الدنيا.
3- الجزاء من جنس العمل: كما منع حق الله في ماله، يعذب بنفس المال يوم القيامة.
4- اليوم الطويل: يوم القيامة له مقاييس أخرى، فاليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة يدل على شدة هول ذلك اليوم وعظم العذاب.
5- أهمية النية في الأعمال: كما في حال الخيل، فنية صاحب المال تحول ماله إما إلى نقمة أو نعمة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- الزكاة تطهر المال وتزيده بركة، كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].
- منع الزكاة يؤدي إلى حرمان المجتمع من حقوق الفقراء، وهو سبب لمحق البركة من المال.
أسأل الله أن يعيننا على أداء حقوقه وحقوق عباده، وأن يجعل أموالنا قرة أعيننا لا وبالاً علينا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (٩٨٧) عن سويد بن سعيد، حدّثنا حفص بن ميسرة الصّنعانيّ، عن زيد بن أسلم، أنّ أبا صالح ذكوان أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: (فذكره).
رواه مالك في الجهاد (٣) وعنه البخاريّ في المساقاة (٢٣٧١) عن زيد بن أسلم، بإسناده باختلاف بعض الألفاظ.
قال البيهقيّ: «في الحديث: «ولا ينسى حق الله في ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها». وذلك لا يدل على الزكاة».
وتعقّبه ابن التركمانيّ في: الجوهر النقيّ«بقوله: «بل يدل عليها ظاهر قوله: «ولم ينس حقّ الله في رقابها» مع قرينة قوله في الصحيح في أول الحديث: «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته ...».
وقال ابن الجوزيّ في «التحقيق» (٣/ ٤٣) بعد أن ذكر هذا الحديث واستدل به: «وجوابه من وجهين: أحدهما: أن يريد بالحقّ إعارتها، وحمل المنقطعين عليها، وذلك يكون على وجه النّدب.
والثاني: أن يكون ذلك قد كان واجبًا ثم نُسخ، بدليل قوله: «عفوت لكم عن صدقة الخيل«والعفو إنما يكون عن لازم».
وأمّا ما روي عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «في الخيل السائمة في كلّ فرس دينار» فهو ضعيف.
رواه الدّارقطنيّ (٢٠١٩) قال: أخبرني أحمد بن عبدان الشّيرازيّ فيما كتب إليَّ أن محمد بن موسى الحارثيّ حدّثهم، حدّثنا إسماعيل بن يحيى بن بحر الكرماني، حدثنا الليث بن حماد الإصطخريّ، حدثنا أبو يوسف، عن غُورَك بن الحصْرِم أبي عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه البيهقيّ (٤/ ١١٩). قال الدارقطني: «تفرّد به غورك عن جعفر، وهو ضعيف جدًّا، ومن دونه ضعفاء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

  • 📜 حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عذاب من لا يؤدي زكاة الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب