كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

عن جابر بن عبد الله، قال: كُنَّا لَا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلاثِ مِنًى، فَرَخَّصَ لَنَا النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «كُلُوا وَتَزَوَّدُوا». فَأَكَلْنَا وَتَزَوَّدْنَا. قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقَالَ حَتَّى جِئْنَا المَدِينَةَ؟ قَالَ: لَا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧١٩)، ومسلم في الأضاحي (١٩٧٢) كلاهما من طريق ابن جريج، حَدَّثَنَا عطاء (هو ابن أبي رباح)، قال: سمعت جابر بن عبد الله، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وسأشرحه لك على النحو التالي:

1. شرح المفردات:

● بُدْنِنَا: جمع "بدنة"، وهي الإبل التي تُهدى أو تُنحر في الحج، وسُميت بذلك لعظم بدنها وسمنها.
● فَوْقَ ثَلاثِ مِنًى: أي أكثر من ثلاثة أيام في منى. والمقصود أنهم كانوا لا يأكلون من لحوم الهدي بعد اليوم الثالث من أيام التشريق (اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة).
● فَرَخَّصَ لَنَا: أباح لنا وأذن.
● «كُلُوا وَتَزَوَّدُوا»: أمر منهم بالأكل من اللحم وأخذ الزاد منه للسفر.
● حَتَّى جِئْنَا المَدِينَةَ: هل استمر الإذن بالأكل والتزود طوال الطريق حتى وصولهم إلى المدينة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن الصحابة كانوا في بداية الإسلام يعتقدون أنه لا يجوز لهم الأكل من لحوم الهدي والأضاحي بعد اليوم الثالث من أيام منى (أي بعد انتهاء أيام التشريق)، فكانوا يتركونها أو يتصدقون بها كلها. فجاءهم النبي ﷺ وأباح لهم هذا المنع، وأمرهم بأن يأكلوا منها ويتزودوا لها في أسفارهم بعد انقضاء أيام النحر. وفعل الصحابة ذلك امتثالاً لأمره ﷺ.
ثم يسأل جابرُ العالم عطاءً (وهو عطاء بن أبي رباح، أحد كبار التابعين وعلمائهم) للاستيضاح: هل كان هذا الإذن مقتصراً على أيام منى فقط، أم أنه استمر حتى وصولهم إلى المدينة في سفرهم؟ فأجابه عطاء بأن الإذن لم يستمر إلى المدينة، بل كان في منى فقط، أي أن الأكل والتزود كان مباحاً خلال وجودهم في منى وفي طريق عودتهم، ولكن ليس المقصود أن يستمروا في الأكل منها حتى وصولهم إلى المدينة كأنه حد زمني أقصى، بل المقصود رفع الحرج عنهم في الأكل والتزود خلال فترة الحج.

3. الدروس المستفادة منه:

● رفع الحرج ويسر الشريعة: حيث رفع النبي ﷺ عن الصحابة المشقة والمنع الذي كانوا يعتقدونه، وجاء بالرخصة والتيسير.
● جواز الأكل والتزود من لحوم الهدي والأضاحي: خلافاً لما كان يعتقده بعض الصحابة أول الأمر.
● اتباع السنة وترك الآراء المخالفة لها: حيث ترك الصحابة رأيهم وامتثلوا لأمر النبي ﷺ.
● استمرار الرخصة إلى انتهاء الحج والسفر: حيث فهم الصحابة أن الإذن يشمل أيام منى وأيام سفرهم back.
● حرص السلف على فهم النصوص بدقة: حيث سأل جابر عطاءً للتفقه في مدى استمرار الرخصة، مما يدل على دقتهم في فهم الأحكام.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "الرخص الشرعية" ورفع الحرج الذي لم يكن مشروعاً أصلاً.
- استدل العلماء به على جواز الأكل من الهدي والتضحية ومدة ذلك، وأنه يباح الأكل منها والتزود خلال أيام النحر وأيام التشريق.
- كان المنع الذي اعتقده الصحابة أولاً منسوخاً بهذا الحديث، فأصبح الحكم الجواز والرخصة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنة سيد المرسلين.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٧١٩)، ومسلم في الأضاحي (١٩٧٢) كلاهما من طريق ابن جريج، حَدَّثَنَا عطاء (هو ابن أبي رباح)، قال: سمعت جابر بن عبد الله، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 242 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

📜 حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية