حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من غرس غرسًا فأكل من ثمره إنسان أو دابة كانت له فيه صدقة

عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يغرس غرسًا إِلَّا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكل الطّير فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إِلَّا كان له صدقة».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٥٢) عن ابن نمير، حَدَّثَنَا أبيّ، حَدَّثَنَا عبد الملك، عن عطاء، عن جابر، فذكره.

عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يغرس غرسًا إِلَّا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكل الطّير فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إِلَّا كان له صدقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● يغرس غرسًا: يزرع زرعًا أو شجرًا مثمرًا.
● له صدقة: له أجر مثل أجر الصدقة.
● سُرق منه: ما سُرق من ثمره أو زرعه بغير حق.
● أكل السبع: ما التهمه الحيوان المفترس كالذئب أو الأسد.
● أكل الطير: ما التهمته الطيور من الثمار.
● لا يرزؤه أحد: لا ينقصه أحد أو ينتقص منه شيئًا. والرزء: النقصان والأخذ.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل الزرع والغرس، وأن المسلم إذا غرس غرسًا أو زرع زرعًا، فإن كل ما ينتج عن هذا الغرس يكون له فيه أجر وثواب، حتى لو لم ينتفع به هو شخصيًا. فما أكله هو أو أهله منه فهو صدقة، وما سُرق منه بغير حق فهو في ميزان حسناته، وما أكلته الحيوانات أو الطيور منه فهو أيضًا صدقة له. فلا يضيع عليه أي جزء من هذا الغرس، بل كل ما يحدث له يصبح سببًا في زيادة أجره وثوابه عند الله تعالى.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على الزرع والغرس: فهو من الأعمال الصالحة التي تدخل في عمارة الأرض، والتي يحبها الله ورسوله.
2- سعة فضل الله وكرمه: حيث يجعل الله تعالى للمسلم الأجر والثواب في كل ما يصيب غرسه، حتى في الأمور التي يبدو أنه خسارة أو ضرر.
3- استمرار الأجر بعد الموت: فالغرس والزرع من الأعمال الجارية التي ينتفع بها المسلم بعد موته، ما دام الناس أو الحيوانات ينتفعون به.
4- التيسير على الأمة ورفع الحرج: فحتى إذا سُرق من زرعه أو أكلته الدواب، فإن الله يعوضه بالأجر، فلا يحزن على ما فاته.
5- الإسهام في نشر الخير والمنفعة: فالغرس ينفع الناس والحيوانات والطير، وهو هكذا فيه إحياء للأرض وإضافة للخير في المجتمع.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الأعمال الصالحة لا تقتصر على العبادات المحضة، بل تشمل كل ما ينفع الناس والحيوان، مما يدل على شمولية الإسلام واهتمامه بجميع مناحي الحياة.
- ينبغي للمسلم أن يستشعر النية الصالحة في كل عمل يعمله، حتى في الأمور الدنيوية مثل الزراعة، ليكون له أجر وثواب.
- من يغرس أو يزرع ثم يتصدق بما يخرج منه، فإن أجره مضاعف؛ أجر الغرس وأجر الصدقة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٥٢) عن ابن نمير، حَدَّثَنَا أبيّ، حَدَّثَنَا عبد الملك، عن عطاء، عن جابر، فذكره.
وفي رواية أبي الزُّبير، عن جابر: «أنَّ النَّبِيّ ﷺ دخل على أمّ مبشر الأنصاريِّة في نخل لها» فذكر الحديث.
وفي رواية عمرو بن دينار، أنَّه سمع جابر بن عبد الله يقول: «دخل النَّبِيّ ﷺ على أمّ معبد حائطًا، فقال: يا أمّ معبد ...» فذكر الحديث.
ثمّ جمع مسلم رواية هؤلاء كلّهم فقال: «حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا حفصة بن غياث.
ح وحدثنا أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن أبي معاوية.
ح وحدثنا عمرو الناقد، حَدَّثَنَا عمار بن محمد.
ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا ابن فضيل.
كلّ هؤلاء عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
زاد عمرو في روايته عن عمار، وأبو كريب في روايته عن أبي معاوية، فقالا: عن أمّ مبشّر.
وفي رواية ابن فضيل: عن امرأة زيد بن خارجة.
وفي رواية إسحاق، عن أبي معاوية قال: ربما قال: عن أم مبشر، عن النَّبِيّ ﷺ -وربما لم يقل-، وكلّهم قالوا: عن النَّبِيّ ﷺ بنحو حديث عطاء، وأبي الزُّبير، وعمرو بن دينار». انتهى.
قال الأعظمي: أمّ مبشّر اسمها جهينة بنت صيفيّ، هي امرأة زيد بن حارثة، ولكن أم معبد امرأة أخرى، ولعلّ القصّة وقعتْ مرّتين مرّة في حائط أم مبشّر، وأخرى في حائط أمّ معبد.
وأمّا ما رُوي عن معاذ بن أنس مرفوعًا: «من بني بنيانًا من غير ظلم، ولا اعتداء، أو غرس غرسًا في غير ظلم ولا اعتداء، كان له أجر جارٍ ما انتفع به من خلق الله تبارك وتعالي» فإسناده ضعيف.
رواه الإمام أحمد (١٥٦١٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ (٤١٠) كلاهما من حديث ابن لهيعة -وقرنه الطبرانيّ بيحيى بن أيوب- كلاهما عن زبّان بن فايد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام إِلَّا أنه توبع، زبّان بن فايد -بالفاء- البصريّ، تكلّم فيه جمهور أهل العلم وضعّفوه، منهم: أحمد، وابن معين، والنسائيّ، وغيرهم.
وأطلق عليه الحافظ القول بأنه «ضعيف» وليّن فيه أبو حاتم القول، فقال: «صالح». الجرح والتعديل (٣/ ٦١٦).
وأمّا الحافظ الهيثميّ فقال في «المجمع» (٣/ ١٣٤): «وفيه زبّان وثَّقه أبو حاتم، وفيه كلام». وقال أيضًا (٤/ ٧٠): «وفيه زبان بن فايد ضعَّفه أحمد وغيره، ووثَّقه أبو حاتم»
فنقل توثيق أبي حاتم له مطلقًا هكذا لا يوافق قوله: «صالح» فتنبه.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢/ ٣٧) عند كلامه على مراتب الرواة في الجرح والتعديل: «وإذا قيل: صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار».
وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يغرس مسلم غرْسًا، ولا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان، ولا طائر، ولا شيء إِلَّا كان له أجر».
رواه الطبرانيّ في الأوسط (٨٩٨٢) عن المقدام، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن يوسف، قال: حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٣٤): «وإسناده حسن».
وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام معروف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 246 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

  • 📜 حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له صدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب