حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من تصدق بفضل ماله

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قَالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ المَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ المَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ
يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٨٤) من طرق عن يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير اللّيثِيّ، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قَالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ المَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ المَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ
يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السحابة. فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثه».

١. شرح المفردات:


● بفلاة من الأرض: في صحراء أو برية واسعة خالية من العمران.
● سحابة: غيمة تحمل المطر.
● حَرَّةٍ: أرض ذات حجارة سوداء بركانية.
● شَرْجَةٌ: قناة صغيرة للسقي أو مجرى للماء.
● الشِّرَاج: جمع شرجة، وهي القنوات الصغيرة لتوزيع الماء.
● اسْتَوْعَبَتْ: شربت وأخذت كل الماء.
● مِسْحَاتِهِ: جمع مسحة، وهي المجرفة أو الأداة التي يحول بها الماء في الأرض.
● يُحَوِّلُ الْمَاءَ: يوجه الماء إلى أماكن محددة في الحديقة.

٢. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن قصة عجيبة لرجل كان يسير في صحراء واسعة، فسمع صوتًا من سحابة يأمرها أن تسقي حديقة لرجل معين باسمه. فتعجب الرائي وتتبع السحابة حتى رأها تفرغ ماءها في أرض حرة، ثم يتدفق الماء عبر قناة صغيرة حتى يصل إلى حديقة. هناك وجد رجلاً يعمل في حديقته، فسأله عن اسمه فإذا هو الاسم نفسه الذي سمعه من السحابة. بعد أن أخبره الرائي بما سمع، شرح له صاحب الحديقة سبب هذا التشريف الإلهي، وهو أنه يتصرف في غلتها بطريقة مرضية لله تعالى: يتصدق بثلث، ويأكل مع عياله ثلثًا، ويعيد استثمار الثلث الأخير في الأرض.

٣. الدروس المستفادة منه:


● إثبات كرامات الأولياء: الحديث من أعظم الأدلة على صدق كرامات الأولياء التي يجريها الله على أيديهم، وهي منة من الله تعالى لعباده الصالحين.
● بركة الصدقة والإحسان: بيان عظيم أثر الصدقة والإحسان في جلب البركة والرزق، حتى إن الله تعالى يتولى بنفسه تدبير أمور العبد المحسن.
● التوازن في الإنفاق: الحكمة في توزيع الرزق: جزء لله (صدقة)، جزء للنفس والعيال (قوام الحياة)، وجزء للاستثمار والتطوير (إعادة الإنتاج).
● التسخير الإلهي للطبيعة: الله تعالى الذي يسخر الكون لعباده الصالحين، فالسحاب والماء وغيرها من المخلوقات تسير بأمره وتطيع أوامره.
● العلانية في الطاعة: عمل هذا الرجل كان خفيًا لا يراه الناس، ولكن الله أظهره ورفع ذكره في السماوات، فالعمل الخفي لله تعالى قد يظهره الله ليكون عبرة للناس.
● الاهتمام بالزرع والعمل: الجمع بين العمل الدنيوي (الزراعة) والعمل الأخروي (الصدقة) هو منهج متكامل في حياة المسلم.

٤. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالترغيب في الصدقة والإحسان.
● الشراج والحرة من معالم جغرافية الحجاز، مما يدل على أن القصة حدثت في تلك المنطقة.
● الحديث يدل على أن الأعمال الصالحة قد تكون سببًا في نزول الرحمة والبركة من السماء، حتى في أمور الدنيا.
● فيه إشارة إلى أهمية النية في العمل، فصاحب الحديقة لم يكن يعلم أن الله يذكر اسمه في السماوات، ولكن عمله الخالص كان سببًا في ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين المتصدقين، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٨٤) من طرق عن يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير اللّيثِيّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي رواية أخرى عنده أيضًا: وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السَّبيل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

  • 📜 حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب