أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

عن صُهيب، عن النبيّ ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنةِ الجنَّةَ. قال: يقول اللَّه تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تدْخلنا الجنّة، وتنجيّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب. فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النّظر إلى ربّهم عز وجل».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد اللَّه بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهيب، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن صُهيب، عن النبيّ ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنةِ الجنَّةَ. قال: يقول اللَّه ﵎: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تدْخلنا الجنّة، وتنجيّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب. فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النّظر إلى ربّهم ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه صهيب الرومي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تتحدث عن أعلى نعيم أهل الجنة وأشرفه، وهو النظر إلى وجه الله الكريم.

شرح المفردات:

● تَبْيِضُّ وُجُوهَنَا: أي جعلتها بيضاء نيرة منيرة، من آثار النعيم والرضا، وذلك مقابل سواد وجوه أهل النار.
● تُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ: تخلصنا وتنجينا من عذاب النار.
● يَكْشِفُ الْحِجَابَ: يرفع الحاجز الذي كان يحول بينهم وبين رؤية الله تعالى في الدنيا.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة، وينعمون بما فيها من نعيم مقيم، يتفضل الله تعالى عليهم بسؤالهم: «هل تريدون زيادة على ما أنتم فيه من النعيم؟» فيجيبون مستنكرين، متعجبين: كيف نسأل زيادة وقد مننت علينا بأعظم النعم: نعمة البياض والنجاة من النار، والدخول إلى الجنة؟ فيكشف الله الحجاب، فينظرون إلى وجهه الكريم، فلا يكون في الجنة كلها نعيم أعظم عندهم ولا أحب إلى قلوبهم من هذه اللحظة؛ لحظة النظر إلى ربهم عز وجل.

الدروس المستفادة والعبر:

1- أعلى نعيم في الجنة هو النظر إلى الله تعالى: وهذا يبين أن القلوب مفطورة على محبة خالقها والشوق إلى لقائه، وأن كل نعيم دون ذلك يعتبر دوناً مقارنة بهذه المنزلة.
2- سعة فضل الله وكرمه: فالله تعالى هو الذي يبدأ عباده بالسؤال عن حاجاتهم ويزيدهم من فضله، وهو الغني عن العالمين.
3- استكمال النعيم: نعيم الجنة لا ينقطع بل يتزايد ويكمل بأعلى الدرجات على الإطلاق.
4- بيان كمال شكر أهل الجنة: حيث يعترفون بنعم الله عليهم ويقرون بها، فلا يطمعون في زيادة إلا ما يزيدهم به الله من فضله.
5- إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة: وهذا من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأعينهم، كما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تكييف.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت رؤية الله تعالى في الجنة، وهي أعلى نعيم لأهلها، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
- النظرة إلى الله تعالى لا تشبه أي نظرة، ولا يعلم كيفيتها إلا هو، وهي لا تستلزم التمثيل أو التشبيه، بل نؤمن بها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل.
- يسعى المسلم لهذه الدرجة العالية بالإكثار من الطاعات، واتباع السنة، واجتناب المعاصي، والإخلاص لله في العمل.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم، والفوز برضوانه.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد اللَّه بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهيب، فذكر الحديث.
ورواه أيضًا من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد وزاد: «ثم تلا هذه الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [سورة يونس: ٢٦]».
وقد جاء عن جمع من أهل العلم من الصّحابة والتابعين: أنّ قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قالوا: الزّيادة هي النّظر إلى وجه ربّهم عز وجل، ذكره ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ٤٠٢ - ٤٠٣) وعزاه إلى عدد من أهل العلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 423 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

📜 حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحب شيء إلى أهل الجنة النظر إلى ربهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية