حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في استحباب رفع الصوت بالتلبية

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَرُحْنَا إِلَى مِنًى أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٤٧) عن عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا داود (هو ابن أبي هند)، عن أبي نضرة (هو المنذر بن مالك بن قطعة)، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَرُحْنَا إِلَى مِنًى أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن جانباً من هدي النبي ﷺ في حجة الوداع، وتحديداً مسألة "القران" بين الحج والعمرة وما يتعلق به من أحكام.

أولاً. شرح المفردات:


● نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا: أي نُهِلُّ ونلبي بالحج بصوت عالٍ وجهر. والصراخ هنا بمعنى رفع الصوت بالتلبية، وليس الصراخ المعروف بالاستغاثة.
● أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً: أي أمرنا أن نحلّ من إحرامنا بالحج إلى إحرام العمرة، فنقوم بأعمال العمرة (الطواف والسعي) ثم نحلق أو نقصر، وبذلك نتحلل من إحرامنا بالكامل.
● إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ: الاستثناء هنا مهم، فمن كان معه الهدي (الشاة أو البعير أو البقرة التي يُساق لتُذبح في الحرم) لم يُأمر بالتحلل، بل بقي على إحرامه.
● يَوْمُ التَّرْوِيَةِ: هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وسُمي بذلك لأن الحجاج كانوا يتروون فيه من الماء ويستقون له استعداداً ليوم عرفة.
● وَرُحْنَا إِلَى مِنًى: أي توجهنا وخرجنا إلى منى.
● أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ: أي أعدنا الإهلال والتلبية بالحج من جديد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن واقعة في حجة الوداع، حيث خرجوا مع النبي ﷺ وهم محرمون بالحج فقط (أي مهلين بالحج مفردين له). فلما وصلوا إلى مكة، أمرهم النبي ﷺ أن يتحللوا من إحرام الحج ويجعلوه عمرة، فيطوفوا ويسعوا ويقصروا ويحلوا من كل شيء، إلا من كان قد ساق الهدي معه من المدينة، فإنه يبقى على إحرامه (وهذا يسمى "قارناً" لأنه جمع بين الحج والعمرة).
ثم لما جاء اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)، وخرجوا إلى منى لأداء مناسك الحج، أهلّوا بالحج من جديد (أي أحرم من كان قد تحلل بالعمرة، وأما القارن فبقي على إحرامه).
هذه الحادثة هي أصل مسألة "التمتع" في الحج، حيث يتمتع الحاج بأداء العمرة كاملة في أشهر الحج ثم يحل منها، ثم في يوم الثامن يحرم بالحج من جديد.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- يُسر الشريعة ورفع الحرج: في هذا الأمر النبوي تيسير عظيم على الصحابة، حيث حلوا من إحرامهم واستمتعوا بحياتهم العادية حتى يوم الحج، بدلاً من أن يظلوا months في إحرامهم. وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة.
2- اتباع أمر النبي ﷺ ولو خالف ظاهر الأمر الأول: الصحابة خرجوا مهلين بالحج، ثم أمرهم النبي ﷺ بتغيير ذلك والتحلل إلى عمرة، فامتثلوا لأمره دون تردد. وهذا درس في الانقياد الكامل لشرع الله ورسوله.
3- تفاضل الأعمال بحسب النية والقدرة: من ساق الهدي لم يُأمر بالتحلل، فبقاءه على إحرامه أفضل في حقه لكونه قارناً، بينما التحلل كان أفضل لغيره. وهذا يبيّن مراعاة الشريعة للظروف المختلفة.
4- بيان صورة من صور النسك (التمتع): الحديث يوضح بشكل عملي كيف يكون حج التمتع، وهو أن يُحرم بالعمرة أولاً في أشهر الحج، فيؤديها ويحل منها، ثم يحرم بالحج في عامه ذلك من موضعه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الجمع بين الحج والعمرة" وأحكام كل من الإفراد والقران والتمتع.
- العمل بهذا الحديث هو مذهب جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة وبعض المالكية، وهو القول الراجح في استحباب التمتع لمن لم يسق الهدي.
- يُستفاد من الحديث أيضاً مشروعية رفع الصوت بالتلبية للرجال، وهو من سنن الإحرام.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٤٧) عن عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا داود (هو ابن أبي هند)، عن أبي نضرة (هو المنذر بن مالك بن قطعة)، عن أبي سعيد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 182 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

  • 📜 حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب