حديث: أفضل الحج العج والثج
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضل التلبية
حسن: رواه أبو يعلى (٥٠٨٢) عن أبي هشام الرّفاعيّ، حدثنا أبو أسامة، حدثنا أبو حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال (فذكره).

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة وغيرهم، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الحج: العج والثج»، ثم فسره بقوله: «أما العج فالتلبية، وأما الثج فنحر البُدن»، حديث عظيم يجمع جوهر العبادة في الحج بين القول والفعل، والدعاء والذبح، والمناجاة والتقرب.
أولاً. شرح المفردات:
● العج: هو رفع الصوت بالتلبية والذكر والدعاء، مأخوذ من العَجيج وهو الصوت المرتفع، لكنه في الشرع مقيد بما هو مشروع دون إزعاج أو رياء.
● الثج: هو إسالة الدماء بالذبح والنسك، وهو يشمل نحر الهدي والضحايا تقرباً إلى الله تعالى.
● البُدن: جمع بدنة، وهي الإبل والبقر، وتطلق على ما يُهدى ويُذبح في الحج تقرباً إلى الله.
ثانياً. شرح الحديث:
بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل ما في الحج هو الجمع بين العج والثج، أي بين الذكر باللسان والذبح بالجوارح، بين المناجاة والتقرب، بين الدعاء والعمل.
● أما العج (التلبية): فهي شعار الحجاج، وهي قول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". وهي تجمع بين التوحيد والانقياد، والذكر والابتهال. ورفع الصوت بها سنة للرجال، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يرفعون أصواتهم بها، مما يدل على إعلان التوحيد وإظهار العبودية.
● وأما الثج (نحر البدن): وهو ذبح الهدي والأضاحي تقرباً إلى الله تعالى، وإطعام الفقراء والمحتاجين، وهو من أعظم القربات التي تُظهر الشكر لله والتقرب إليه بما أمر، كما قال تعالى: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ [الحج: 37].
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- الجمع بين القول والعمل: فالحج لا يكون كاملاً إلا بالجمع بين الذكر والعبادة العملية، فالتلبية ذكرٌ وقول، والذعب عبادةٌ عملية، وهذا من كمال الإسلام.
2- إظهار الشعائر: فرفع الصوت بالتلبية وإراقة الدماء في النسك من إعلان الدين وإظهار العبودية لله.
3- التقرب إلى الله بجميع أنواع العبادة: فالحج يجمع بين العبادة البدنية والمالية، وبين الخضوع القلبي واللساني.
4- التواضع والانكسار بين يدي الله: فالتلبية تذكير بالاستجابة لله، والذبح تذكير بالطاعة والتضحية.
رابعاً. فوائد إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن الحج ليس مجرد أفعال جسدية فحسب، بل هو روحانية وذكر وتقرب إلى الله بالقول والعمل.
- ينبغي للحاج أن يكثر من التلبية منذ إحرامه حتى يبدأ الرمي، وأن يحرص على ذبح الهدي إن كان قارناً أو متمتعاً، أو يذبح الأضحية إن كان مفرداً.
- ينبغي أن يستحضر في التلبية معنى الاستجابة والانقياد، وفي الذبح معنى التقرب والتضحية في سبيل الله.
أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام والحج والنسك، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يجعلنا من المقبولين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي الإسناد أبو هشام وهو محمد بن يزيد بن محمد الرفاعي ضعّفه النسائيّ، ووثقه الدارقطنيّ
إلا أنه توبع.
فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة بإسناده كما في «المطالب العالية» (١٢٧٣). وأبو حنيفة هو النعمان بن ثابت الإمام الفقيه المشهور.
ويشهد له حديث أبي بكر الصديق أن النبيّ ﷺ سئل أي الحجّ أفضل؟ قال: «العجّ والثجّ».
رواه الترمذيّ (٨٢٧)، وابن ماجه (٢٩٤٢) وصححه ابن خزيمة (٢٦٣١)، والحاكم (١/ ٤٥١) وعنه البيهقيّ (٥/ ٤٢) كلّهم من طريق محمد بن إسماعيل بن فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر الصديق، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح».
وأعلّه الترمذيّ بالانقطاع فقال: «حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك، عن الضّحاك بن عثمان، ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع».
قال الأعظمي: ورواه البيهقيّ (٥/ ٤٢ - ٤٣) من طريق أبي نعيم ضرار بن صرد، حدّثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر، فذكر الحديث.
وزاد فيه «سعيد بن عبد الرحمن» فصار الإسناد متصلًا، ولكن قال الترمذيّ: «أخطأ فيه ضرار وعزاه إلى الإمام أحمد». وقال البخاريّ: «هو خطأ. قال: فقلت: قد رواه غيره عن أبي فديك أيضًا مثل روايته. فقال: لا شيء، إنما رووه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه: عن سعيد بن عبد الرحمن. ورأيته يضعف ضرار بن صرد» انتهى.
وكذلك رجّح الدارقطني في «العلل» (١/ ٢٧٩ - ٢٨٠) الرواية المنقطعة على المتصلة.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عمر، قال: قام رجل إلى النبيّ ﷺ فقال: من الحاجُّ؟ يا رسول الله! قال: «الشعثُ التَّفل». فقام رجل آخر فقال: أيّ الحجّ أفضل؟ قال: «العجُّ والثجُّ». فقام رجل آخر فقال: ما السبيل؟ يا رسول الله! قال: «الزّاد والراحلة».
رواه الترمذيّ (٢٩٩٨)، وابن ماجه (٢٨٩٦)، والبيهقي (٥/ ٥٨) كلّهم من حديث إبراهيم بن يزيد المكيّ، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزوميّ، عن ابن عمر، فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزيّ المكيّ، وقد تكلّم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه».
قال الأعظمي: بل إبراهيم بن يزيد الخوزيّ ضعيف جدًا، وقد رماه البعض بالكذب، وليس كما قال الترمذيّ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 188 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 163 لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ
- 164 حجة رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج
- 165 ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة
- 166 الإحرام من البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله ﷺ
- 167 صلى النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين
- 168 إهلال رسول الله ﷺ من ذي الحليفة حين استوت به...
- 169 نهي النبي ﷺ عن لبس المزعفر الذي يردع على الجلد
- 170 صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ
- 171 ابن عمر إذا صلى الغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت
- 172 صلى النبي الظهر أربعًا والعصر بذي الحليفة ركعتين
- 173 صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ
- 174 أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا
- 175 لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل
- 176 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
- 177 لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...
- 178 لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه
- 179 لبيك إله الحق لبيك
- 180 لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا
- 181 موسى واضعًا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية
- 182 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 183 نُصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا
- 184 أمرني جبريل أن آمر أصحابي برفع الصوت بالتلبية
- 185 أمرني جبريل أن أعلن بالتلبية
- 186 ارفعوا أصواتكم بالتلبية فإنها من شعائر الحج
- 187 مَنْ لَبَّى لَبَّى مَعَهُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ وَالمَدَرُ
- 188 أفضل الحج العج والثج
- 189 كان النبي ﷺ يبيت بذي طوى ويصلي الصبح ويغتسل
- 190 رَكِبَ الْفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ غَدَاةَ جَمْعٍ
- 191 لم أزل ألبي حتى رميت الجمرة
- 192 عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ
- 193 أفضت مع النبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى...
- 194 أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي...
- 195 من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة
- 196 من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل...
- 197 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ
- 198 مَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ فَلْيَحِلَّ
- 199 عائشة تبكي في الحج ويقول لها النبي افعلي ما يفعل...
- 200 بِمَ أَهَلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟
- 201 طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ
- 202 من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة
- 203 من لم يكن معه هدي فليحل
- 204 كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ
- 205 قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ يُلَبُّونَ بِالْحَجِّ
- 206 اجْعَلُوا إِهْلالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْي
- 207 العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة
- 208 أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ
- 209 لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ
- 210 من لم يكن معه الهدي فليطف بالبيت ويحل بعمرة
- 211 لبيك اللهم لبيك بالحج فأمرنا رسول الله فجعلناها عمرة
- 212 قَدِمَ النَّبِيُّ وَأَصْحَابُهُ صُبْحَ رَابِعَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
معلومات عن حديث: أفضل الحج العج والثج
📜 حديث: أفضل الحج العج والثج
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أفضل الحج العج والثج
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أفضل الحج العج والثج
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أفضل الحج العج والثج
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








