حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في القرعة إذا تنازعوا في الولد

روي عن زيد بن أرقم قال: كنت جالسًا عند النبي ﷺ فجاء رجل من اليمن فقال: إن ثلاثة نفر من أهل اليمن أتوا عليًّا يختصمون إليه في ولد، وقد وقعوا على امرأة في طهر واحد، فقال لاثنين: طيبا بالولد لهذا! فغَلَيَا. ثم قال لاثنين: طِيبا بالولد لهذا! فغَلَيَا. فقال: أنتم شركاء متشاكسون، إني مقرع بينكم، فمن قُرع فله الولد، وعليه لصاحبيه ثلثا الدية. فأقرع بينهم فجعله لمن قُرع. فضحك رسول اللَّه ﷺ حتى بدت أضراسه أو نواجذه.

ضعيف: رواه أبو داود (٢٢٦٩) والنسائي (٣٤٨٩) وأحمد (١٩٣٣٩) وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٠٧) وعنه البيهقي (١٠/ ٢٦٧) كلهم من الأجلح، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن الخليل، عن زيد بن أرقم فذكره.

روي عن زيد بن أرقم قال: كنت جالسًا عند النبي ﷺ فجاء رجل من اليمن فقال: إن ثلاثة نفر من أهل اليمن أتوا عليًّا يختصمون إليه في ولد، وقد وقعوا على امرأة في طهر واحد، فقال لاثنين: طيبا بالولد لهذا! فغَلَيَا. ثم قال لاثنين: طِيبا بالولد لهذا! فغَلَيَا. فقال: أنتم شركاء متشاكسون، إني مقرع بينكم، فمن قُرع فله الولد، وعليه لصاحبيه ثلثا الدية. فأقرع بينهم فجعله لمن قُرع. فضحك رسول اللَّه ﷺ حتى بدت أضراسه أو نواجذه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العجيب رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وغيرهم، وصححه جمع من أهل العلم كالألباني.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● جاء رجل من اليمن: أي أتى وقص على النبي ﷺ قصة وقعت.
● أتوا عليًّا: أي ذهبوا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقضي بينهم.
● يختصمون إليه في ولد: يتنازعون ويتقاضون لديه حول نسب طفل.
● وَقَعُوا على امرأة في طُهْر واحد: أي جامعوا المرأة نفسها في فترة طهارة واحدة (أي في دورة شهرية واحدة)، فحملت، ولم يُدرَ من هو الأب الحقيقي.
● طَيِّبا بالولد لهذا: قال علي رضي الله عنه للأولين: تنازلا واقبلوا بأن يكون الولد لهذا الرجل الثالث.
● فَغَلَيَا: غضبا وامتنعا عن القبول وغليت مشاعرهما غيظاً.
● شركاء مُتَشَاكِسون: شركاء متعادون متنازعون.
● مُقَرِّع بينكم: سأجري قرعة بينكم.
● مَن قُرع فله الولد: من خرجت له القرعة نُسب الولد إليه.
● عليه لصاحبيه ثلثا الدية: وعلى من نُسب إليه الولد أن يدفع للرجلين الآخرين تعويضاً مقداره ثلثا دية كاملة (أي دية قتل خطأ) لكل منهما، فمجموع ما يدفعه ثلثا دية + ثلثا دية = أربعة أتساع الدية، وهو مقدار عظيم.

ثانياً. شرح الحديث ومعناه:


1- القصة: حدثت مشكلة عويصة حيث تشارك ثلاثة رجال في إتيان امرأة واحدة في وقت لا يمكن معه تمييز من هو والد الجنين. فلجأوا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خليفة وقاضٍ معروف بحكمته وذكائه.
2- محاولات علي للصلح: حاول علي رضي الله عنه حل النزاع بطرق سلمية، فعرض على كل اثنين أن يتنازلا للثالث مقابل أن يطيبا خاطرهما، لكن كل محاولة باءت بالفشل due to غضب ورفض الأطراف.
3- الحل الجذري (القرعة): لما فشلت محاولات الصلح، أعلن علي رضي الله عنه حكمه العادل وهو إجراء القرعة بينهم. فمن خرجت له القرعة نُسب الولد إليه، وترتب على ذلك حق للرجلين الآخرين، وهو تعويض مالي كبير (ثلثا الدية لكل منهما) لتعويضهما عن فقدان النسب وحقوقهما المحتملة.
4- رد فعل النبي ﷺ: عندما سمع النبي ﷺ هذه القصة وحكمة علي في الحكم، ضَحِكَ حتى بدت أضراسه أو نواجذه. هذا الضحك ليس سخرية، بل هو ضحك إعجاب وفرح واستحسان لبراعة هذا الحكم الذي توصل إليه علي رضي الله عنه، مما يدل على رضا النبي ﷺ عنه وإقراره له.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة القضاء: الحديث يظهر عظمة الفقه الإسلامي وقدرته على حل أعقد المشكلات الاجتماعية بطرق عادلة تحقق الإنصاف وتزيل النزاع.
2- شرعية القرعة: القرعة طريق شرعي للحكم بين المتشابهات والمتشاكسين عندما تعذر معرفة الحق يقيناً، قال تعالى: {وَإِذْ أَلَقَيْتُمْ أَقْلَامَكُمْ لِيَحْكُمَ بَيْنَكُمْ} [آل عمران: 44]، وكانت القرعة من طرق الحكم.
3- الحكمة في إنهاء النزاع:有时 يكون الحل العادل الذي ينهي النزاع ويحقق الاستقرار أفضل من محاولة الوصول للحقيقة المطلقة التي قد تكون مستحيلة. هنا حقق علي رضي الله عنه العدالة النسبية التي ارتضاها الشرع.
4- التعويض المناسب: الحكم لم يقتصر على نسب الولد لأحدهم، بل راعى حقوق الطرفين الآخرين بتعويض مالي كبير يناسب الضياع الذي حصل لهم، مما يجعل الحل شاملاً وعادلاً.
5- بشاشة النبي ﷺ وفرحه بالخير: ضحك النبي ﷺ يدل على بشاشة وجهه وفرحه عندما يرى أصحابه يبتكرون حلولاً within إطار الشرع تحقق المصلحة وترضي الأطراف.
6- اجتهاد الصحابة: يظهر الحديث مكانة الصحابة رضي الله عنهم وفقههم، حيث كانوا يجتهدون في حوادث لم يرد فيها نص صريح، ويأتون بالأحكام التي تحقق مقاصد الشريعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحكم من علي رضي الله عنه هو اجتهاد منه في واقعة عينية، وليس فيه نص قرآني أو حديث مباشر، مما يظهر سعة أفق الفقه الإسلامي.
- بعض الفقهاء استدل به على مشروعية "القافة" (أي المتخصصين في معرفة النسب بالشبه)، لكنها هنا لم تُجدِ نفعاً.
- الدية المذكورة هي دية كاملة (مائة من الإبل أو ما يعادلها في ذلك الزمان)، وثلثاها مقدار كبير، مما يجعل الفائز بالقرعة يدفع ثمناً باهظاً مقابل انتساب الولد إليه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويشرح صدورنا للحكمة والعدل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٢٦٩) والنسائي (٣٤٨٩) وأحمد (١٩٣٣٩) وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٠٧) وعنه البيهقي (١٠/ ٢٦٧) كلهم من الأجلح، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن الخليل، عن زيد بن أرقم فذكره.
والأجلح هو ابن عبد اللَّه بن حُجيّة في حديثه لين غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقد خالف سلمة بن كهيل أنه قال: سمعت الشعبي يحدث عن أبي الخليل أو ابن أبي الخليل أن ثلاثة نفر اشتركوا في طهر فذكر نحوه. ولم يذكر زيد بن أرقم، ولم يرفعه.
رواه أبو داود (٢٢٧١) والنسائي (٣٤٩٢) والبيهقي (١٠/ ٢٦٧) كلهم من هذا الوجه.
قال النسائي بعد أن ذكر المرفوع من عدة طرق في الكبرى (٣/ ٣٨٠): «هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد، وحديث سلمة بن كهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب».
وسأل عبد الرحمن أباه عن حديث الأجلح عن الشعبي فقال: «قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديث سلمة بن كهيل» «العلل» (١/ ٤٠٢) وكذا الدارقطني في العلل وكذا أعله أيضًا المنذري في مختصر أبي داود بالأجلح والبيهقي وغيرهم ونقل عن ابن عدي قول البخاري في عبد اللَّه بن الخليل الحضرمي عن زيد بن أرقم عن النبي ﷺ في القرعة لم يتابع عليه.
ثم قال البيهقي: وأصح ما روي في هذا الباب حديث سلمة بن كهيل عن الشعبي عن أبي الخليل أو ابن الخليل، عن علي موقوفا. انتهى.
وقد قيل للإمام أحمد في حديث زيد هذا؟ فقال: «حديث القافة أحب إليّ وقد تكلم بعضهم في إسناده» ذكره الخطابي في معالمه.
وقال الحافظ ابن القيم: ذهب أحمد ومالك إلى تقديم حديث القافة على القرعة. ولم يقل أبو حنيفة بواحد من الحديثين، لا بالقرعة ولا بالقافة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

  • 📜 حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب