حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما روي في القرعة إذا تنازعوا في الولد
ضعيف: رواه أبو داود (٢٢٦٩) والنسائي (٣٤٨٩) وأحمد (١٩٣٣٩) وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٠٧) وعنه البيهقي (١٠/ ٢٦٧) كلهم من الأجلح، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن الخليل، عن زيد بن أرقم فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العجيب رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وغيرهم، وصححه جمع من أهل العلم كالألباني.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● جاء رجل من اليمن: أي أتى وقص على النبي ﷺ قصة وقعت.
● أتوا عليًّا: أي ذهبوا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقضي بينهم.
● يختصمون إليه في ولد: يتنازعون ويتقاضون لديه حول نسب طفل.
● وَقَعُوا على امرأة في طُهْر واحد: أي جامعوا المرأة نفسها في فترة طهارة واحدة (أي في دورة شهرية واحدة)، فحملت، ولم يُدرَ من هو الأب الحقيقي.
● طَيِّبا بالولد لهذا: قال علي رضي الله عنه للأولين: تنازلا واقبلوا بأن يكون الولد لهذا الرجل الثالث.
● فَغَلَيَا: غضبا وامتنعا عن القبول وغليت مشاعرهما غيظاً.
● شركاء مُتَشَاكِسون: شركاء متعادون متنازعون.
● مُقَرِّع بينكم: سأجري قرعة بينكم.
● مَن قُرع فله الولد: من خرجت له القرعة نُسب الولد إليه.
● عليه لصاحبيه ثلثا الدية: وعلى من نُسب إليه الولد أن يدفع للرجلين الآخرين تعويضاً مقداره ثلثا دية كاملة (أي دية قتل خطأ) لكل منهما، فمجموع ما يدفعه ثلثا دية + ثلثا دية = أربعة أتساع الدية، وهو مقدار عظيم.
ثانياً. شرح الحديث ومعناه:
1- القصة: حدثت مشكلة عويصة حيث تشارك ثلاثة رجال في إتيان امرأة واحدة في وقت لا يمكن معه تمييز من هو والد الجنين. فلجأوا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خليفة وقاضٍ معروف بحكمته وذكائه.
2- محاولات علي للصلح: حاول علي رضي الله عنه حل النزاع بطرق سلمية، فعرض على كل اثنين أن يتنازلا للثالث مقابل أن يطيبا خاطرهما، لكن كل محاولة باءت بالفشل due to غضب ورفض الأطراف.
3- الحل الجذري (القرعة): لما فشلت محاولات الصلح، أعلن علي رضي الله عنه حكمه العادل وهو إجراء القرعة بينهم. فمن خرجت له القرعة نُسب الولد إليه، وترتب على ذلك حق للرجلين الآخرين، وهو تعويض مالي كبير (ثلثا الدية لكل منهما) لتعويضهما عن فقدان النسب وحقوقهما المحتملة.
4- رد فعل النبي ﷺ: عندما سمع النبي ﷺ هذه القصة وحكمة علي في الحكم، ضَحِكَ حتى بدت أضراسه أو نواجذه. هذا الضحك ليس سخرية، بل هو ضحك إعجاب وفرح واستحسان لبراعة هذا الحكم الذي توصل إليه علي رضي الله عنه، مما يدل على رضا النبي ﷺ عنه وإقراره له.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- حكمة القضاء: الحديث يظهر عظمة الفقه الإسلامي وقدرته على حل أعقد المشكلات الاجتماعية بطرق عادلة تحقق الإنصاف وتزيل النزاع.
2- شرعية القرعة: القرعة طريق شرعي للحكم بين المتشابهات والمتشاكسين عندما تعذر معرفة الحق يقيناً، قال تعالى: {وَإِذْ أَلَقَيْتُمْ أَقْلَامَكُمْ لِيَحْكُمَ بَيْنَكُمْ} [آل عمران: 44]، وكانت القرعة من طرق الحكم.
3- الحكمة في إنهاء النزاع:有时 يكون الحل العادل الذي ينهي النزاع ويحقق الاستقرار أفضل من محاولة الوصول للحقيقة المطلقة التي قد تكون مستحيلة. هنا حقق علي رضي الله عنه العدالة النسبية التي ارتضاها الشرع.
4- التعويض المناسب: الحكم لم يقتصر على نسب الولد لأحدهم، بل راعى حقوق الطرفين الآخرين بتعويض مالي كبير يناسب الضياع الذي حصل لهم، مما يجعل الحل شاملاً وعادلاً.
5- بشاشة النبي ﷺ وفرحه بالخير: ضحك النبي ﷺ يدل على بشاشة وجهه وفرحه عندما يرى أصحابه يبتكرون حلولاً within إطار الشرع تحقق المصلحة وترضي الأطراف.
6- اجتهاد الصحابة: يظهر الحديث مكانة الصحابة رضي الله عنهم وفقههم، حيث كانوا يجتهدون في حوادث لم يرد فيها نص صريح، ويأتون بالأحكام التي تحقق مقاصد الشريعة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحكم من علي رضي الله عنه هو اجتهاد منه في واقعة عينية، وليس فيه نص قرآني أو حديث مباشر، مما يظهر سعة أفق الفقه الإسلامي.
- بعض الفقهاء استدل به على مشروعية "القافة" (أي المتخصصين في معرفة النسب بالشبه)، لكنها هنا لم تُجدِ نفعاً.
- الدية المذكورة هي دية كاملة (مائة من الإبل أو ما يعادلها في ذلك الزمان)، وثلثاها مقدار كبير، مما يجعل الفائز بالقرعة يدفع ثمناً باهظاً مقابل انتساب الولد إليه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويشرح صدورنا للحكمة والعدل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
والأجلح هو ابن عبد اللَّه بن حُجيّة في حديثه لين غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقد خالف سلمة بن كهيل أنه قال: سمعت الشعبي يحدث عن أبي الخليل أو ابن أبي الخليل أن ثلاثة نفر اشتركوا في طهر فذكر نحوه. ولم يذكر زيد بن أرقم، ولم يرفعه.
رواه أبو داود (٢٢٧١) والنسائي (٣٤٩٢) والبيهقي (١٠/ ٢٦٧) كلهم من هذا الوجه.
قال النسائي بعد أن ذكر المرفوع من عدة طرق في الكبرى (٣/ ٣٨٠): «هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد، وحديث سلمة بن كهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب».
وسأل عبد الرحمن أباه عن حديث الأجلح عن الشعبي فقال: «قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديث سلمة بن كهيل» «العلل» (١/ ٤٠٢) وكذا الدارقطني في العلل وكذا أعله أيضًا المنذري في مختصر أبي داود بالأجلح والبيهقي وغيرهم ونقل عن ابن عدي قول البخاري في عبد اللَّه بن الخليل الحضرمي عن زيد بن أرقم عن النبي ﷺ في القرعة لم يتابع عليه.
ثم قال البيهقي: وأصح ما روي في هذا الباب حديث سلمة بن كهيل عن الشعبي عن أبي الخليل أو ابن الخليل، عن علي موقوفا. انتهى.
وقد قيل للإمام أحمد في حديث زيد هذا؟ فقال: «حديث القافة أحب إليّ وقد تكلم بعضهم في إسناده» ذكره الخطابي في معالمه.
وقال الحافظ ابن القيم: ذهب أحمد ومالك إلى تقديم حديث القافة على القرعة. ولم يقل أبو حنيفة بواحد من الحديثين، لا بالقرعة ولا بالقافة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 360 حديثاً له شرح
- 63 تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين
- 64 تزوج النبي عائشة وهي بنت سبع سنين
- 65 زواج النبي من عائشة وسودة بعد وفاة خديجة
- 66 ثلاثة لهم أجران
- 67 تزوجت يا جابر
- 68 بارك الله لك، أولم ولو بشاة
- 69 على الخير والبركة وعلى خير طائر
- 70 بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير
- 71 بارك الله فيكم وبارك لكم
- 72 مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة
- 73 تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال
- 74 تزويج الثيب بغير رضاها ورد النبي ﷺ نكاحها
- 75 الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ
- 76 لا تنكح البكر حتى تستأذن
- 77 رسول الله يدعو الله أن يذهب بالغيرة
- 78 تستأمر الجارية وإنها تستحي
- 79 البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها
- 80 إذن البكر صماتها
- 81 اليتيمة لا تنكح إلا بإذنها
- 82 تُستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت
- 83 تستأمر اليتيمة في نفسها فإن صمتت فهو إذنها
- 84 الأيم أولى بأمرها واليتيمة تستأمر في نفسها
- 85 نهي المرأة عن طلب طلاق أختها
- 86 نهى رسول الله عن التلقي وبيع المهاجر للأعرابي
- 87 إن هذه الأقدام بعضها من بعض
- 88 أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
- 89 نهي الخطبة على خطبة المسلم
- 90 لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه
- 91 نصيحة النبي لفاطمة بنت قيس بعد طلاقها
- 92 شُمي عوارضها وانظري إلى عُرقوبيها
- 93 طلاق ثلاثًا وليس لها نفقة وعليها العدة
- 94 اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك
- 95 اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم
- 96 امرأة جاءت إلى رسول الله لأهب لك نفسي
- 97 فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا
- 98 إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها
- 99 اذهب فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما
- 100 إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما...
- 101 زنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق
- 102 العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع
- 103 أمرني رسول الله ﷺ أن أصرف بصري عن نظر الفجاءة
- 104 لا تتبع النظرة النظرة
- 105 لا تتبع النظر النظر
- 106 زوّجني ابنتك لجلبيب
- 107 زوجي أبو زرع فما أبو زرع
- 108 أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما
- 109 امرأتي لا تمنع يد لامس
- 110 امرأة لا تدفع يد لامس
- 111 حببت إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
- 112 لعب عائشة بالبنات في حضور النبي
معلومات عن حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
📜 حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقْرِعُوا بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








