حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاستخارة في الخِطْبة

عن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، حدثه عن أبيه، عن جده أبي أيوب أن رسول اللَّه ﷺ قال: «اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صلِّ ما كتب اللَّه لك، ثم احمد ربّك، ومجّده ثم قل: اللهمّ إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، فإن رأيت في فلانة -تسميها باسمها- خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدُرها لي، وإن كان غيرُها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي ذلك».

حسن: رواه أحمد (٢٣٥٩٧) وابن خزيمة (١٢٢٠) وابن حبان (٤٠٤٠) والحاكم (١/ ٣١٤) والبيهقي (٧/ ١٤٧ - ١٤٨) وابن المنذر في الأوسط (٨/ ٢٣٣) كلهم من طريق ابن وهب، أخبرني حيوة، أن الوليد بن الوليد أخبره، أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب حدثه بإسناده ومعناه.

عن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، حدثه عن أبيه، عن جده أبي أيوب أن رسول اللَّه ﷺ قال: «اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صلِّ ما كتب اللَّه لك، ثم احمد ربّك، ومجّده ثم قل: اللهمّ إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، فإن رأيت في فلانة -تسميها باسمها- خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدُرها لي، وإن كان غيرُها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي يرشدنا إلى أدب من آداب طلب الزواج والدعاء فيه:

الحديث:


عن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، حدثه عن أبيه، عن جده أبي أيوب أن رسول اللَّه ﷺ قال: «اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صلِّ ما كتب اللَّه لك، ثم احمد ربّك، ومجّده ثم قل: اللهمّ إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، فإن رأيت في فلانة -تسميها باسمها- خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدُرها لي، وإن كان غيرُها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي ذلك».


1. شرح المفردات:


● اكتم الخطبة: أي استر أمر خطبة المرأة ولا تُظهِره للناس؛ لئلا يُسبق إليها، أو يحصل حرج إذا لم تتم.
● أحسن وضوءك: أي أتم الوضوء وأكمله بإسباغه على الأعضاء مع التدقيق في غسلها.
● صلِّ ما كتب الله لك: أي أدِّ ما فرض الله عليك من الصلوات، أو صلِّ ركعتين بنية الاستخارة أو الدعاء.
● احمد ربك ومجده: أي ابدأ بحمد الله والثناء عليه، وتنزيهه عن النقائص.
● علّام الغيوب: أي العالم بكل ما خفي وظهر، ولا يخفى عليه شيء.
● فاقدُرها لي: أي اجعلها مقدورة لي ويسرها لي.
● فاقض لي ذلك: أي احكم به لي واقضه لي.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ من يريد الزواج إلى عدة آداب روحية وعملية:
● كتمان الخطبة: وذلك من الحكمة؛ حتى لا يعلم الناس بأمر الخطبة فيحصل التداخل أو القيل والقال، أو يُسبق إليها، أو يحصل حرج إذا لم تتم. وهو من التعفف وحسن التدبير.
● الوضوء والصلاة: الوضوء يطهر الظاهر والباطن، والصلاة فيها مناجاة لله تعالى وتقرب إليه، وهيأه لسؤاله ودعائه.
● حمد الله والثناء عليه: وهذا أدب مع الله تعالى أن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه، مما يزيد في قبول الدعاء.
● الدعاء بالمحتوى المذكور: وهو جوهر الحديث، حيث يعترف العبد بعجزه عن معرفة المصالح وقدرتها، ويوكل الأمر إلى الله العالم بالغيب، فيدعو بأن يختار له الله الزوجة الصالحة التي فيها الخير لدينه ودنياه وآخرته. فإن كانت التي خطبها هي الخير فليقدرها له، وإن كانت غيرها خيراً فليقضها له.


3. الدروس المستفادة:


- استحباب كتمان الخطبة حتى لا يحصل تداخل أو حرج.
- أهمية الطهارة والصلاة قبل الدعاء في الأمور المهمة.
- أدب الدعاء بحمد الله والثناء عليه أولاً.
- التسليم لله تعالى في اختيار الزوجة، والاعتراف بقدرة الله وعلمه وكمال علمه بالمصالح.
- طلب الزوجة الصالحة التي تعين على الدين والدنيا والآخرة.
- التفويض لله في الاختيار؛ لأن الإنسان قد يجهل مصلحته.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على مشروعية دعاء الاستخارة في أمر الزواج وغيره من الأمور المهمة.
- يستحب للرجل أن يتحرى الصلاح في المرأة، كما قال ﷺ: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» (متفق عليه).
- الدعاء الوارد في الحديث يجمع بين الاستخارة والاستشارة، فينبغي للعبد أن يجمع بين الدعاء ومشورة أهل الخبرة والصلاح.
- هذا الدعاء من أسباب السعادة في الزواج؛ لأن الله هو الذي يختار لعبده ما فيه الخير.
أسأل الله أن يوفقنا للعمل بسنّة نبيه، وأن يرزقنا الزوجات الصالحات والذريات الطيبات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٥٩٧) وابن خزيمة (١٢٢٠) وابن حبان (٤٠٤٠) والحاكم (١/ ٣١٤) والبيهقي (٧/ ١٤٧ - ١٤٨) وابن المنذر في الأوسط (٨/ ٢٣٣) كلهم من طريق ابن وهب، أخبرني حيوة، أن الوليد بن الوليد أخبره، أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب حدثه بإسناده ومعناه.
قال الحاكم: «هذه سنة صلاة الاستخارة عزيزة تفرد بها أهل مصر، ورواته عن آخرهم ثقات، ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: فيه أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري هذا هو المعروف، ولكن أبو أيوب الصحابي المشهور ليس هو جده، بل هو جده لأمه عمرة، وإنما جده هو صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري. ولذا ترجمه المزي بقوله: أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري المدني. وأم خالد بن صفوان: عميرة بنت أبي أيوب الأنصاري.
وإسناده حسن من أجل أيوب بن خالد وهو من رجال مسلم حسن الحديث في الشواهد، وأبوه من رجال التعجيل، ووثقه ابن حبان، ولم يجرّحه أحدٌ وهو من التابعين، ولحديثه أصل ثابت كما سبق.
وفي الباب أحاديث أخرى انظر: كتاب الاستخارة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

  • 📜 حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب