حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن نكاح ما نكح الآباء ُ

عن البراء بن عازب قال: بينا أنا أطوف على إبل لي ضلّت، إذ أقبل ركب، أو
فوارس، معهم لواء. فجعل الأعراب يطوفون بي لمنزلتي من النبي ﷺ إذ أتوا قبة. فاستخرجوا منها رجلًا فضربوا عنقه. فسألت عنه فذكروا أنه أعرس بامرأة أبيه.

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٥٦) وأحمد (١٨٦٠٩) والطحاوي في شرحه (٣/ ١٤٩) وسعيد بن منصور (٩٤٣) كلهم من حديث مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب فذكره مثله.

عن البراء بن عازب قال: بينا أنا أطوف على إبل لي ضلّت، إذ أقبل ركب، أو
فوارس، معهم لواء. فجعل الأعراب يطوفون بي لمنزلتي من النبي ﷺ إذ أتوا قبة. فاستخرجوا منها رجلًا فضربوا عنقه. فسألت عنه فذكروا أنه أعرس بامرأة أبيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وسأقوم بشرحه وبيان دروسه على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● أطوف على إبل لي ضلّت: أي أبحث عنها وأتتبعها؛ لأنها شردت وضاعت.
● ركب، أو فوارس: الركب هم جماعة من الركبان، والفوارس هم الفرسان.
● لواء: راية أو علم.
● يطوفون بي: يحيطون بي ويقتربون مني.
● لمنزلتي من النبي ﷺ: بسبب مكانتي ومنزلتي القريبة من النبي صلى الله عليه وسلم.
● قبة: خيمة.
● أعرس بامرأة أبيه: أي تزوج امرأة أبيه بعد وفاته.


2. شرح الحديث:


يحدثنا البراء بن عازب رضي الله عنه أنه كان يبحث عن إبله الضالة، فإذا بجماعة من الفرسان أو الركبان يقبلون ومعهم لواء (راية)، فلما رأوه عرفوه وأحاطوا به؛ لأنه كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المعروفين، ثم ذهبوا إلى خيمة (قبة) وأخرجوا منها رجلاً فضربوا عنقه (أي قتلوه). فسأل البراء عن سبب قتله، فأخبروه أن الرجل قد تزوج امرأة أبيه بعد وفاته.
وهذا الفعل (التزوج بامرأة الأب) يعتبر من كبائر الذنوب ومنكرًا عظيمًا في الشريعة الإسلامية، لأنه منافٍ للحياء ومخالف للأخلاق الفاضلة، وقد ورد الوعيد الشديد على مثل هذا الفعل في القرآن والسنة.


3. الدروس المستفادة:


● تحريم نكاح امرأة الأب: وهذا مما أجمع عليه العلماء، وهو من المحرمات المؤبدة، كما قال الله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} [النساء: 22]. فالفعل فاحشة ومقت من الله وسوء طريق.
● إقامة الحدود على المرتدين وأهل الكبائر: يظهر من الحديث أن هؤلاء الفرسان كانوا من المسلمين الذين أقاموا الحد على هذا الرجل؛ لارتكابه هذه الجريمة الأخلاقية العظيمة.
● مكانة الصحابة: حيث عرف الأعراب منزلة البراء بن عازب رضي الله عنه وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم، فالتفوا حوله لأجل ذلك.
● الشجاعة في إنكار المنكر: حيث لم يتردد أولئك الفرسان في إقامة الحد على هذا الرجل، مما يدل على غيرة المسلمين على حرمات الله.
● التأكيد على حفظ الأنساب والأخلاق: فالشريعة جاءت لحماية الأعراض وصيانة الأخلاق.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا يطبقون الحدود على من يستحقها، حتى في البوادي والأماكن البعيدة.
- ليس كل حد يجب أن يقيمه الإمام أو الحاكم فقط، بل إذا وجد من يمكنه إقامة الحق ولم يكن هناك فتنة، فإنه يُشرع ذلك.
- يجب التفريق بين حد الزنا (الذي له شروط وإجراءات محددة) وبين عقوبة التعزير على الذنوب التي لا حد فيها، لكن هذا الفعل من الكبائر التي قد تصل إلى الردة أو تستوجب أشد العقوبات.
- ينبغي التنبيه إلى أن إقامة الحدود يجب أن تكون تحت سلطة شرعية، وفي ظل وجود القضاء الشرعي، حتى لا يفتح الباب للفوضى.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٥٦) وأحمد (١٨٦٠٩) والطحاوي في شرحه (٣/ ١٤٩) وسعيد بن منصور (٩٤٣) كلهم من حديث مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب فذكره مثله. إلا عند أحمد: «دخل بأم امرأته».
وإسناده صحيح. ومطرف هو ابن عبد الله الشخير، وأبو الجهم هو سليمان بن أبي الجهم مولى البراء.
وقد قيل: إن قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: ٢٢] نزل في منظور بن زبّان، خلف على امرأة أبيه، واسمها مليكة.
وقد قيل: وهو الذي أرسل إليه رسولُ الله ﷺ خال البراء بن عازب في قتله.
وقيل: إنه غير ذلك، لأن منظور بن زبان بني في عهد أبي بكر الصديق، وإنه وجده في البحرين، فأقدمه المدينة، وفرق بينه وبين امرأة أبيه، وأراد عمر أن يقتله فحلف بالله أنه ما علم أن الله حرم ذلك فتركهـ.
وأعلّه المنذري في مختصر أبي داود بكثرة اختلافه، وسكت بدون بيان الترجيح.
وأهل العلم يعلمون أن كثرة المخارج لا تُعل الحديث، وقد روي عن بعض السلف: إذا ما جاء الحديث من مائة وجه ما فقهناه.
ولذا رد الحافظ ابن القيم على المنذري بعد أن ساق كلامه كاملًا. فقال: وهذا كله يدل على أن الحديث محفوظ، ولا يوجب هذا تركهـ بوجه. ثم قال: فأي علة في هذا توجب ترك الحديث؟ والحديث له طرق حسان يؤيد بعضها بعضا ثم ذكر هذه الطرق. انتهى ملخصا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 263 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

  • 📜 حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أتى امرأة أبيه فاقتلوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب