حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الوليمة أكثر من يوم

عن أنس قال: أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاثا، يُبني عليه بصفية بنت حيي. فدعوتُ المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع، فألقى فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته.

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥٠٨٥) عن قتيبة، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاثا، يُبني عليه بصفية بنت حيي. فدعوتُ المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع، فألقى فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاثاً، يُبني عليه بصفية بنت حيي. فدعوتُ المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع، فألقى فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته."


1. شرح المفردات:


● أقام: بقي ومكث.
● يُبني عليه: أي يتم زواجه بها وتكون في عصمته.
● صفية بنت حيي: هي أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، كانت من سبايا خيبر، وأسلمت وحَسُن إسلامها.
● الوَلِيمة: الطعام الذي يُصنع عند الزواج دعوةً للأهل والأقارب.
● الأنطاع: (مفردها نِطَع) وهي أوعية كبيرة تُصنع من الجلد.
● الأَقِط: لبن مجفف ومملح يُستخدم في الطعام.
● السَّمْن: دهن اللبن أو الزبد.


2. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعد فتح خيبر، تزوج بالسيدة صفية رضي الله عنها، وأقام في الطريق بين خيبر والمدينة ثلاثة أيام ليكتمل الزواج ويتمم أمره.
ثم دعا النبي ﷺ المسلمين إلى وليمة زواجه، والتي كانت بسيطة جداً، لا تحتوي على خبز أو لحم، بل كانت مكونة من تمر وأقط وسمن، ووُضعت في أنطاع (أوعية جلدية) وقدَّمها للناس.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● الاستحباب بإقامة وليمة الزواج: فقد دعا النبي ﷺ المسلمين إلى طعام زواجه، وهذا دليل على استحباب الوليمة وإظهار الفرح بالزواج.
● التواضع وعدم التكلف: لم يُعِدّ النبي ﷺ طعاماً فاخراً، بل اكتفى بما هو متاح وبسيط، مما يدل على أن الإسلام يرفض التبذير والتكلف في الأمور.
● قيمة القناعة والاكتفاء باليسير: الطعام كان بسيطاً لكنه كافٍ ومفيد، مما يعلمنا القناعة وعدم الاستخفاف بالأشياء البسيطة.
● جواز الزواج من الأسيرات إذا أسلمن: وكانت صفية من سبايا خيبر، فأعتقها النبي ﷺ وجعل عتقها صداقها، ثم تزوجها بعد إسلامها.
● إظهار نعمة الزواج وشكر الله عليها: بالدعوة إلى الطعام والفرح بالزواج.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- السيدة صفية رضي الله عنها كانت ابنة زعيم يهود بني النضير، وقد أسلمت وحَسُن إسلامها، وكانت من أفقه نساء النبي ﷺ.
- الحديث يدل على أن الوليمة لا يشترط فيها أن تكون طعاماً فاخراً، بل المقصود هو إظهار الفرح وإطعام الناس ولو بشيء قليل.
- في هذا الحديث بيان لسنّة النبي ﷺ في التواضع وعدم الترفع في أمور الدنيا.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من المتأسين به في حسن خلقه وتواضعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٨٥) عن قتيبة، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس فذكره.
وأما ما روي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «طعام أول يوم حق، وطعام اليوم الثاني سنة، وطعام اليوم الثالث سمعة، ومن سمّع سمّع الله به» فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١٠٩٧) والبيهقي (٧/ ٢٦٠) كلاهما من حديث محمد بن موسى الحرشي، ثنا زياد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
قال الترمذي: «حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث زياد بن عبد الله، وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير.
وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يذكر عن محمد بن عُقبة قال: قال وكيع: زياد بن عبد الله مع شرفه، يكذب في الحديث». انتهى.
كذا وقع في نسخة الترمذي، وكذا نقله أيضا ابن حجر في تهذيب التهذيب (٣/ ٣٧٦ - ٣٧٧) في
ترجمة زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي العامري. ثم تعقبه فقال: الذي في تاريخ البخاري عن ابن عقبة، عن وكيع: زياد أشرف من أن يكذب في الحديث. وكذا ساقه الحاكم أبو أحمد في الكني بإسناده إلى وكيع، وهو الصواب، ولعله سقط من رواية الترمذي»لا«: «وكان فيه مع شرفه لا يكذب في الحديث، فتتفق الروايات». انتهى.
ولكن خلاصة القول فيه أنه ضعيف، ضعّفه ابن معين، وعلي بن المديني، وابن سعد، والنسائي، وقال ابن حبان: «كان فاحش الخطأ، كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد«، وقال البيهقي: «حديث البكائي غير قوي».
ورواه أيضا من حديث بكر بن خنيس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس أن النبي ﷺ لما تزوج أم سلمة أمر بالنطع فبسط، ثم ألقى عليه تمرا وسويقا. فدعا الناس فأكلوا وقال: «الوليمة في أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رئاء وسمعة».
قال البيهقي: بكر بن حُنين تكلموا فيه».
وكذلك لا يصح ما رواه أبو داود (٣٧٤٥) وأحمد (٢٠٣٢٤) والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٤٢٥) كلهم من حديث همام، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن رجل أعور من ثقيف، كان يقال له: معروفا - أي: يثنى عليه خيرا، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان، فلا أدري ما اسمه - أن النبي ﷺ قال: «الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، واليوم الثالث سمعة ورياء».
وفيه عبد الله بن عثمان الثقفي مجهول، وزهير بن عثمان مختلف في صحبته، فقال البخاري: «لم يصح إسناده، ولا يعرف لزهير صحبة».
ورواه عبد الرزاق (١٩٦٦٠) عن الحسن مرسلا.
قال البيهقي (٧/ ٢٦١) بعد أن نقل قول البخاري: «وقال ابن عمر وغيره عن النبي ﷺ إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب، ولم يخص ثلاثة أيام ولا غيرها، وهذا أصح».
وفي معناه أحاديث أخرى أضعف من هذه.
تمسك بهذه الأحاديث من قال بجواز الوليمة أكثر من يوم بل بوب البخاري بقوله: «حق إجابة الوليمة والدعوة، ومن أولم سبعة أيام ونحوه، ولم يوقت النبي ﷺ يوما ولا يومين».
وهو يشير إلى ما أخرجه ابن أبي شيبة (١٧٤٤٨) من طريق حفصة بنت سيرين قالت: لما تزوج أبي سيرينُ دعا أصحابَ رسول الله سبعة أيام، فلما كان يوم الأنصار دعاهم ودعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهما، فكان أُبَيٌّ صائما، فلما طعموا دعا أبيّ بنُ كعب، وأمّن القومُ.
ورواه عبد الرزاق (١٩٦٥) وفيه: «ثمانية أيام».
وذهب إلى هذا المالكية، فقال القاضي عياض: أستحب أصحابنا لأهل السعة كونها أسبوعا.
قال: وقال بعضهم: محله إذا دعا في كل يوم من لم يدع قبله، ولم يكرر عليهم.
وفي المغني (١٠/ ١٩٤): إذا صُنِعَت الوليمة أكثر من يوم جاز، وإذا دعي في اليوم الأول وجبت الإجابة، وفي اليوم الثاني تستحب الإجابة، وفي اليوم الثالث لا تستحب. قال أحمد: الأول يجب، والثاني إن أحب، والثالث فلا. وهكذا مذهب الشافعي. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 333 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

  • 📜 حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب