حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنْ كان الولي هو الخاطب فعليه أن يعدل في الصداق

عن عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: ٣] قالت: هي اليتيمة في حجر وليها، فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها، فنهوا عن نكاحهن، إلا أن يُقسطوا لهن في إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء.
قالت عائشة: ثم استفتي الناس رسول الله ﷺ بعد: فأنزل الله عز وجل: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾ [النساء: ١٢٧] قالت: فبين الله في هذه أن اليتيمة إذ كانت ذات جمال ومال، ورغبوا في نكاحها، ولم يُلحقوها بسنتها بإكمال الصداق، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها، والتمسوا غيرها من النساء. قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحِوها إذا رغبوا فيها إلا أن يُقسِطوا لها الأوفى من الصداق، ويُعطوها حقها.

متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٦٣) ومسلم في التفسير (٦: ٣٠١٨) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنه سأل عائشة فأخبرته.

عن عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: ٣] قالت: هي اليتيمة في حجر وليها، فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها، فنهوا عن نكاحهن، إلا أن يُقسطوا لهن في إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء.
قالت عائشة: ثم استفتي الناس رسول الله ﷺ بعد: فأنزل الله ﷿: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾ [النساء: ١٢٧] قالت: فبين الله في هذه أن اليتيمة إذ كانت ذات جمال ومال، ورغبوا في نكاحها، ولم يُلحقوها بسنتها بإكمال الصداق، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها، والتمسوا غيرها من النساء. قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحِوها إذا رغبوا فيها إلا أن يُقسِطوا لها الأوفى من الصداق، ويُعطوها حقها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: ٣]:

1. شرح المفردات:


● اليتيمة: هي الفتاة التي مات أبوها وهي صغيرة، وتكون تحت رعاية وليها (قريبها المسؤول عنها).
● في حجر وليها: أي تحت رعايته ومسؤوليته.
● يرغب في جمالها ومالها: يريد الزواج بها لما تمتلكه من جمال أو ثروة.
● بأدنى من سنة نسائها: أي يريد أن يدفع لها مهرًا أقل مما تستحقه عادةً من المهور.
● يُقسطوا: يعدلوا ويوفوا الحق.
● إكمال الصداق: دفع المهر الكامل الذي تستحقه.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يوضح سبب نزول الآية الكريمة، حيث كان بعض الأولياء يتزوجون اليتيمات اللاتي تحت رعايتهم، ولكنهم يبخسون حقهن في المهر، فيدفعون لهن مهرًا أقل مما تستحقه مثيلاتهن من النساء، طمعًا في جمالهن أو أموالهن. فنهى الله تعالى عن ذلك إلا إذا أقسطوا لهن وأعطوهن المهر الكامل. ثم أمر الله تعالى من يخاف ألا يعدل مع اليتيمة أن ينكح غيرهن من النساء.
ثم يشير الحديث إلى أن الناس استفتوا رسول الله ﷺ بعد ذلك في شأن اليتيمات، فنزلت الآية الأخرى: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾ [النساء: ١٢٧]، والتي بينت أن بعض الأولياء إذا كانت اليتيمة قليلة المال أو الجمال، تركوا الزواج بها وطلبوا غيرها، فكذلك لا يجوز لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها (لجمالها أو مالها) إلا إذا أعطوها حقها كاملاً من المهر.

3. الدروس المستفادة:


● العدل مع الضعفاء: يجب على الولي أن يعدل مع اليتيمة ويحفظ حقوقها، خاصة أنها تحت رعايته ولا تستطيع المطالبة بحقها.
● تحريم استغلال السلطة: يحرم على الولي أن يستغل سلطته على اليتيمة ليبخسها حقها في المهر أو غيره.
● التوجيه إلى الحلال: إذا خاف الإنسان ألا يعدل في حالة معينة، فالأولى له أن يبتعد عنها ويبحث عن الحلال الذي لا شبهة فيه.
● مراعاة المشاعر والحقوق: الإسلام يراعي مشاعر الضعفاء ويحفظ حقوقهم، خاصة اليتامى الذين فقدوا معيلهم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يظهر مدى عناية الإسلام باليتامى والضعفاء، وحمايتهم من استغلال القوي.
- كما يظهر حرص الصحابة على فهم القرآن الكريم وتطبيقه بشكل صحيح، حيث سأل عروة بن الزبير عائشة رضي الله عنها عن تفسير هذه الآية.
- هذا الحديث من رواية عائشة رضي الله عنها، وهي من أكثر الصحابة رواية للحديث وعلمًا بتفسير القرآن، خاصة فيما يتعلق بالأحكام الشخصية والزوجية.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على العدل والرحمة بالضعفاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوصايا (٢٧٦٣) ومسلم في التفسير (٦: ٣٠١٨) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنه سأل عائشة فأخبرته. واللفظ للبخاري، ولفظ
مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 326 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

  • 📜 حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب