من كان عنده شيء فليجيء به

حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

عن أنس بن مالك قال: أعتق النبي ﷺ صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير، وتزوجها فأصبح عرُوسا فقال: «من كان عنده شيء فليجيء به». قال: وبسط نِطْعًا قال: فجعل الرجل يجيء بالأقط، وجعل الرجلُ يجيء بالتمر، وجعل الرجلُ يجيء بالسمن فحاسوا حيسا. فكانت وليمة رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (٨٤: ١٣٦٥) كلاهما من حديث إسماعيل ابن علية قال: حدثنا عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس فذكره في سياق طويل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من سيرة النبي ﷺ الشخصية وأخلاقه الكريمة في معاملته لأهله وأصحابه. وإليكم الشرح الوافي لهذا الحديث:

1. شرح المفردات:

● أعتق: حررها من الرق وجعلها حرة.
● صفية بنت حيي: هي أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، كانت من سبايا يهود بني قريظة، أبوها حيي بن أخطب سيد بني النضير.
● سيد قريظة والنضير: أي كانت ابنة سيد هذين البطنين من اليهود.
● أصبح عروسًا: أي صار في حالة الفرح والزفاف.
● نطعًا: بساط من الجلد.
● الأقط: لبن مجفف.
● حاسوا حيسًا: خلطوا التمر والأقط والسمن ليكون طعامًا للوليمة.
● وليمة: الطعام الذي يُصنع في العرس.

2. شرح الحديث:

يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ أعتق السيدة صفية رضي الله عنها - بعد أن وقعت في الأسر - وتزوجها تكريمًا لها، وجعلها أمًا للمؤمنين. وفي صباح اليوم التالي للدخول بها، أراد النبي ﷺ أن يقيم وليمة للعرس، فدعا أصحابه قائلًا: «من كان عنده شيء فليجيء به»، فلم يطلب من أحد أن يُحضر طعامًا معينًا، بل ترك الأمر للطاعة والتكافل بين الصحابة.
فبُسط نطع (بساط من الجلد) وجعل كل صحابي يأتي بما تيسر عنده من الطعام: فمنهم من جاء بالأقط (اللبن المجفف)، ومنهم من جاء بالتمر، وآخرون بالسمن، فخلطوا هذه الأطعمة معًا وصنعوا منها "حيسًا" وهو طعام لذيذ كان معروفًا عند العرب. فكانت هذه الوليمة البسيطة هي وليمة رسول الله ﷺ في زواجه بأم المؤمنين صفية.

3. الدروس المستفادة منه:

● التيسير في الولائم وعدم التكلف: فقد قدم النبي ﷺ وليمة بسيطة من ما تيسر لدى الصحابة، دون إسراف أو تبذير.
● التكافل الاجتماعي: حيث شارك الصحابة رضي الله عنهم في إعداد الوليمة كلٌ بما يستطيع.
● رفع المكانة وتحرير الرقاب: فأعتق النبي ﷺ صفية وتزوجها مما يظهر رحمة الإسلام بالمرأة وإكرامها.
● القدوة في التواضع: فوليمة النبي ﷺ كانت من أبسط ما يكون، مع أنه كان بإمكانه طلب ما يشاء، لكنه قدّر الظروف وعلم الصحابة الاعتدال.
● جواز إقامة الوليمة ولو كانت بسيطة: فلا يشترط فيها الإكثار من الطعام، بل المقصود إظهار الفرح وإعلان النكاح.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- السيدة صفية رضي الله عنها كانت من ذرية نبي الله هارون عليه السلام، فكان النبي ﷺ يكرمها ويقول: «إن صفية بنت حيي، وإن أباها من نبي الله هارون».
- هذا الزواج كان له أثر كبير في رفع مكانة السيدة صفية وإدخال السرور عليها بعد ما أصابها من حزن بسبب مقتل أبيها وزوجها في الحرب.
- الحديث يدل على مشروعية الوليمة في العرس، وأنها سنة نبوية، ولكن بدون إسراف.
- فيه بيان لحكمة النبي ﷺ في اختياره لصفية؛ حيث إنه بزواجه منها أدخل السرور على قلبها وكسب بذلك قلبًا جديدًا للإسلام.
فالحمد لله الذي جعلنا من أمة هذا النبي الكريم، وصلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (٨٤: ١٣٦٥) كلاهما من حديث إسماعيل ابن علية قال: حدثنا عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس فذكره في سياق طويل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 334 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

📜 حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان عنده شيء فليجيء به

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية