حديث: لا تغالوا في صداق النساء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الغلاء في المهور

عن أبي العَجْفاء السُّلمي قال: خطبنا عمر فقال: ألا لا تغالوا بصُدق النساء، فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا، أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي ﷺ. ما أصدق رسولُ الله ﷺ امرأةً من نسائه، ولا أُصدِقتْ امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية.

حسن: رواه أبو داود (٢١٠٦) والنسائي (٣٣٤٩) والترمذي (١١١٤) وابن ماجه (١٨٨٧) وأحمد (٣٤٠) وصححه ابن حبان (٤٦٢٠) والحاكم (٢/ ١٧٥ - ١٧٦) والبيهقي (٧/ ٢٣٤) كلهم من حديث محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي فذكره.

عن أبي العَجْفاء السُّلمي قال: خطبنا عمر فقال: ألا لا تغالوا بصُدق النساء، فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا، أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي ﷺ. ما أصدق رسولُ الله ﷺ امرأةً من نسائه، ولا أُصدِقتْ امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو العجفاء السلمي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر فقال: "ألا لا تغالوا بصداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي ﷺ. ما أصدق رسول الله ﷺ امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية."

شرح المفردات:


● لا تغالوا: لا تبالغوا وتزيدوا في المهور أكثر من اللازم.
● بصداق النساء: المهر الذي يدفعه الرجل للزوجة عند الزواج.
● مكرمة في الدنيا: شيء يوجب الشرف والرفعة في الدنيا.
● تقوى عند الله: طاعة وقربة إلى الله تعالى.
● أولاكم بها: أولى الناس وأحقهم بفعل هذا الشيء.
● أوقية: وحدة وزن، والوقية تساوي أربعين درهماً، فالثنتا عشرة أوقية تساوي أربعمائة وثمانين درهماً من الفضة.

شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي أبو العجفاء السلمي أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب في الناس ونهاهم عن المغالاة في مهور النساء، أي أن يبالغوا في زيادة مقدار المهر إلى حد يصبح عبئاً على الرجل وعائقاً أمام الزواج.
ثم استدل عمر رضي الله عنه بحجة قوية وهي أن النبي ﷺ وهو أفضل الخلق وأكرمهم على الله، لم يغال في مهور نسائه أو بناته، بل كان مهرهن محدوداً ومعقولاً. فلو كان المغالاة في المهر من الأمور التي توجب الشرف في الدنيا أو تكون قربة إلى الله، لكان النبي ﷺ أولى الناس بفعلها، لكنه لم يفعل ذلك، مما يدل على أن المغالاة في المهر ليست من الدين ولا من الكرم المحمود.
وذكر عمر رضي الله عنه أن أعلى مهر دفعه النبي ﷺ لأي من زوجاته أو دفعه لأي من بناته عند زواجهن لم يتجاوز اثنتي عشرة أوقية، وهي أربعمائة وثمانين درهماً من الفضة، وهو مبلغ معقول في ذلك الوقت.

الدروس المستفادة:


1- تحذير من المغالاة في المهور: هذا الحديث يحذر من ظاهرة المغالاة في المهور التي تجعل الزواج صعباً على الشباب، وتثقل كاهل الرجل بالديون، وقد تؤدي إلى تأخر الزواج أو عزوف الشباب عنه.
2- الاقتداء بالنبي ﷺ: يجب على المسلمين الاقتداء برسول الله ﷺ في كل أمور حياتهم، بما في ذلك أمور الزواج والمهور، وعدم ابتداع عادات تخالف هديه وسنته.
3- التيسير في أمور الزواج: من حكمة الشريعة الإسلامية التيسير على الناس وعدم إلقاء المشاق عليهم، والزواج ينبغي أن يكون سهلاً ميسراً حتى ينتشر ويقوم به الناس.
4- المهر ليس مقياساً للكرامة: ليس المهر الغالي دليلاً على كرامة المرأة أو مكانتها، بل الكرامة الحقيقية تكون بالتقوى والأخلاق، والمهر المعقول هو ما كان وفق السنة وقدرة الرجل.
5- الحكمة من تحديد المهر: المهر في الإسلام حق للزوجة، لكنه ليس غاية في ذاته، بل هو رمز للتعاون والتفاهم بين الزوجين، والمغالاة فيه تنافي هذه الحكمة.

معلومات إضافية:


- المقدار المذكور في الحديث (12 أوقية) يعادل حوالي 480 درهماً من الفضة، وقيمته اليومية تقدر بحوالي 1300 ريال سعودي تقريباً (حسب وزن الفضة الحالي)، وهو ليس مبلغاً كبيراً مقارنة ببعض المبالغ الخيالية التي يطلبها الناس اليوم.
- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي وابن ماجه في سننهما، وصححه الألباني.
- ينبغي للآباء وأولياء الأمور أن يتقوا الله في بناتهم، ولا يغالوا في المهور، بل يطلبوا المهر المعتدل الذي لا يشق على الخاطب، حتى يتمكن الشباب من الزواج وتعم البركة في المجتمع.
نسأل الله أن يوفقنا للاقتداء بسنة نبيه ﷺ، وأن يسهل أمور الزواج للشباب والفتيات، ويحفظ المجتمع من الآفات والعادات المخالفة للشريعة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٠٦) والنسائي (٣٣٤٩) والترمذي (١١١٤) وابن ماجه (١٨٨٧) وأحمد (٣٤٠) وصححه ابن حبان (٤٦٢٠) والحاكم (٢/ ١٧٥ - ١٧٦) والبيهقي (٧/ ٢٣٤) كلهم من حديث محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي فذكره.
ووقع في بعض طرق الحديث قال ابن سيرين: نُبئت، ولكن جاء التصريح بالسماع في طرق أخرى فزال الانقطاع.
وزاد بعضهم: وإن الرجل ليثقّل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه ويقول: قد كلفتْ إليك على القرية، أو عرَق القربة.
وكنت رجلًا عربيا مولدًا ما أدري ما علَقُ القربة؟
قال الترمذي: «حسن صحيح. وأبو العجفاء اسمه: هرِم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل أبي العَجْفاء السلمي، فإنه مختلف فيه. فوثّقه ابن معين والدارقطني ولكن قال البخاري: «في حديثه نظر»، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. وجرحُهم هذا مجمل، فيقدم توثيق من وثّقه، فمثله يحسن حديثه إذا لم يُخالف، ولم يأت في حديثه ما يُنكر عليه.
وأما قول الحافظ ابن حجر: «مقبول» فالحق أنه «صدوق» وهو لا يحتاج إلى المتابعة.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد - وأبو العُجْفاء السلمي اسمه: هَرِم بن حيّان، وهو من الثقات، ونقل عن عبد الرحمن بن مهدي: «أن اسمه هرم».
وتعقبه الذهبي فقال: «بل هرم بن نسيب».
وأما ما روي عن الشعبي قال: خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء، فإنه يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسولُ الله ﷺ، أو سبق إليه إلا جعلتُ فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل، فعرضت له امرأة من قريش، فقالت: يا أمير المؤمنين، أكتاب الله تعالى أحقُّ أن يُتّبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله تعالى فما ذاك؟ قالت: نهيتَ الناس آنفا أن يغالوا في صداق النساء والله تعالى يقول في كتابه: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا﴾ [النساء: ٢٠] فقال عمر رضي الله عنه: «كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثا، ثم رجع إلى المنبر، فقال للناس: إني كنت نَهيتُكم أن تغالوا في صداق النساء، ألا فليفعلْ رجل في ماله ما بدا له. فهو ضعيف.
رواه البيهقي (٧/ ٢٣٣) من حديث سعيد بن منصور - وهو في سننه (١/ ١٦٦) قال: ثنا هُشيم، ثنا مجالد، عن الشعبي فذكره.
قال البيهقي: «هذا منقطع». يعني أن الشعبي لم يدركْ عمر بن الخطاب.
وروي من وجه آخر عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر بن الخطاب: «لا تغالوا في مهور النساء». فقالت امرأة: ليس ذلك لك يا عمر، إن الله يقول: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا﴾ [النساء: ١٠] قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله (فلا يحل لكم أن تأخذوا منه شيئا)، فقال عمر: إن امرأة خاصمت عمر، فخصمته.
رواه عبد الرزاق (١٠٤٢٠) عن قيس بن الربيع.
وقيس بن الربيع ضعيف باتفاق أهل العلم.
وأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الكوفي المقرئ ثقة ثبت، ولأبيه صحبة، إلا أنه لم يدرك عمر بن الخطاب.
ورُوي عن عمر بن الخطاب أيضا أنه قال: لقد خرجت أنا أريد أن أنهى عن كثرة مهور النساء حتى قرأت هذه الآية ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا﴾ [النساء: ٢٠] رواه سعيد بن منصور في سننه (١/ ١٦٧) والبيهقي وقال: «هذا مرسل جيد».
وفي الباب أحاديث لا تصح:
منها: ما رُوي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «خيرهن أيسرهن صداقًا» رواه ابن حبان في صحيحه (٤٠٣٤) والعقيلي في الضعفاء (٤٩٩) والطبراني في الكبير (١١/ ٧٨) كلهم من حديث رجاء بن الحارث، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٨١): وفيه رجاء بن الحارث ضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
قال الأعظمي: وهو كما قال. فقد نقل العقيلي عن البخاري قال: رجاء بن الحارث حديثه ليس بالقائم. وقال العقيلي: «وهو لا يتابع عليه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تغالوا في صداق النساء

  • 📜 حديث: لا تغالوا في صداق النساء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تغالوا في صداق النساء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تغالوا في صداق النساء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تغالوا في صداق النساء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب