حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إجابة الدعوة إلى وليمة العُرس

عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله ﷺ قال: «إذا دعي أحدكم إلى وليمةٍ فليأتِها».
وفي لفظ: «إذا دعي أحدكم إلى وليمة عُرس فليُجِبْ».
وفي آخر: «إذا دعا أحدُكم أخاه فليَجِبْ عُرسا كان أو نحوه».

متفق عليه: رواه مالك في النكاح (٤٩) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله ﷺ قال: «إذا دعي أحدكم إلى وليمةٍ فليأتِها».
وفي لفظ: «إذا دعي أحدكم إلى وليمة عُرس فليُجِبْ».
وفي آخر: «إذا دعا أحدُكم أخاه فليَجِبْ عُرسا كان أو نحوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث وفروقه:


الحديث الذي ذكره السائل جاء بعدة روايات، جميعها في الصحيحين وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال:
1. «إذا دُعي أحدكم إلى وليمةٍ فليأتِها».
2. وفي رواية: «إذا دُعي أحدكم إلى وليمة عُرس فليُجِبْ».
3. وفي رواية أخرى: «إذا دعا أحدُكم أخاه فليَجِبْ عُرسا كان أو نحوه».

أولاً. شرح المفردات:


● دُعي: أُصيب بدعوة، أي طُلِب منه الحضور.
● وليمة: هي الطعام الذي يُصنع للعرس خاصة، وأصل الوليمة من الولم، وهو الجمع. وقيل: هي طعام العرس.
● فليأتِها: أي فليحضرها ويشهدها.
● فليُجِبْ: من الإجابة، أي فليستجب للدعوة ويحضر.
● عُرس: هو الزفاف واجتماع الزوجين، وطعامه يسمى وليمة.
● أو نحوه: أي أو ما يشبهه من الدعوات إلى الطعام لغير العرس، كالخِتان، والعقيقة، والبناء الجديد، ونحو ذلك.

ثانياً. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يأمر المسلم بأن يستجيب لدعوة أخيه المسلم إذا دعاه إلى طعام، خاصة وليمة العرس، وفي الرواية الثالثة يعمم الحكم لكل دعوة إلى طعام، سواء كانت لعرس أو لغيره.
والوليمة هي طعام العرس، وقد سميت بذلك لأنها تجمع الناس. والإجابة إليها من السنن المؤكدة، وهي من حق المسلم على أخيه، كما في الحديث: «حق المسلم على المسلم ست...» وذكر منها: «وإذا دعاك فأجبه».
والحكمة من الأمر بإجابة الدعوة:
1. إظهار الفرح والسرور بالمناسبة للمسلم، وإدخال السرور على قلبه.
2. تقوية أواصر المحبة والألفة بين المسلمين.
3. مشاركة المسلم أخاه في أفراحه، وهذا من كمال الأخوة الإيمانية.
4. إغاظة أهل الباطل، وإظهار شعار المسلمين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- وجوب إجابة دعوة الوليمة على الصحيح من أقوال العلماء: وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وقال الحنفية: هي سنة مؤكدة. والصحيح الوجوب إذا لم يكن هناك عذر شرعي.
2- الوليمة سنة: فقد كان النبي ﷺ يوجبها ويحض عليها، وكان يصنعها عند زواجه، وقد قال للعروس عبد الرحمن بن عوف: «أولم ولو بشاة».
3- عموم الدعوات: الحديث دل على أن الإجابة لا تختص بوليمة العرس، بل تشمل كل دعوة إلى طعام، كما في الرواية: «عُرسا كان أو نحوه». فيدخل فيه دعوة الختان، والعقيقة، والبناء الجديد، ورد الغائب، وغير ذلك من المناسبات.
4- شروط وجوب الإجابة:
- أن يكون الداعي مسلماً.
- أن يكون الطعام حلالاً طيباً.
- ألا يكون في المجمع معصية.
- ألا يكون هناك عذر شرعي يمنع من الحضور.
5- الأعذار المبيحة للتخلف عن إجابة الدعوة:
- أن يكون هناك مانع شرعي، كالمرض، أو السفر.
- أن يكون المدعو صائماً نافلة، فيجوز له أن لا يحضر، أو يحضر ولا يأكل.
- أن يكون في الوليمة منكرات، كاختلاط الرجال بالنساء، أو غناء محرم، أو معازف، فلا يجوز الحضور.
- أن يكون الداعي فاسقاً معلناً بفسقه، وخيف على المدعو من صحبته.
- أن يكون هناك عداوة أو تشاحن بين المدعو وغيره من المدعوين.
6- آداب إجابة الدعوة:
- المبادرة إلى الإجابة.
- الدعاء للداعي بالبركة.
- الأكل من حيث يأكل الداعي.
- عدم الإكثار من الأكل والتأذي به.
- الدعاء للداعي بعد الطعام كما ورد: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة».

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام ويسره، وحثه على التواصل الاجتماعي.
- ينبغي للمسلم أن يكون متبعاً لا مبتدعاً، فلا يتخلف عن الدعوة بدون عذر شرعي.
- من تخلف عن الدعوة بدون عذر فقد عصى الله ورسوله، وأساء إلى أخيه المسلم.
- ينبغي للداعي أن يتسامح في دعوة الناس، ولا يتحرج من دعوة الفقراء والمساكين، اقتداء بالنبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في النكاح (٤٩) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. ورواه البخاري في النكاح (٥١٧٣)، ومسلم في النكاح (٩٦: ١٤٢٩) كلاهما من طريق مالك، به، مثله. واللفظان الآخران عند مسلم: (الأول من طريق عبد الله، والثاني من طريق أيوب كلاهما عن نافع، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

  • 📜 حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب