حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خير النكاح أيسره نفقة
حسن: رواه أحمد (٢٤٤٧٨) والبزار - كشف الأستار - (١٤١٧) وابن حبان (٤٠٩٥) والحاكم (٢/ ١٨١) وعنه البيهقي (٧/ ٢٣٥) كلهم من حديث أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه الكريم.
الحديث الذي تفضلتم بطلَب شرحه: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ يُمنِ امْرَأَةٍ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرُ رَحِمِهَا».
### أولاً. شرح المفردات
● يُمْنِ: البركة والخير والفضل. والمرأة الميمونة هي التي تتوفر فيها أسباب الخير والبركة.
● تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا: أي سهولة وسرعة تقدم الرجال الصالحين لخطبتها والرغبة في الزواج منها، لِما يُعرف عنها من صلاح وخلق حسن.
● تَيْسِيرُ صَدَاقِهَا: أي أن يكون مهرها معتدلاً غير مُبالغ فيه، مما يُسهّل أمر زواجها ولا يُثقِل كاهل الخاطب.
● تَيْسِيرُ رَحِمِهَا: له معنيان محتملان، وهما متقاربان:
1- سهولة حملها وولادتها، بأن يهون عليها ذلك ولا تعاني مشقات شديدة.
2- صلتها لرحمها، بأن تكون ودودة سهلة في تعاملها مع أقاربها، توصل رحمها وتبرهم.
### ثانياً. شرح الحديث
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم ثلاثة علامات تدل على بركة المرأة وخيريتها ويُمنها، وهي صفات تجعلها زوجةً صالحةً وأماً فاضلةً وعضواً مُباركاً في المجتمع:
1- تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا: المرأة الصالحة ذات الدين والخلق تكون مطلوبة للخِطبة، يتنافس الصالحون في طلب يدها، لأن سمعتها الطيبة وخصالها الحميدة تجعلها محط أنظار أهل الخير. وهذا عكس المرأة التي قد تعيقها تصرفاتها أو سمعتها عن الزواج في وقت مناسب ومن رجل صالح.
2- تَيْسِيرُ صَدَاقِهَا: من بركتها وخيريتها أن لا تكون شَرِهةً طامعة في الماديات، بل تكون معتدلة في طلب المهر، فلا تثقل على زوجها بمطالب مالية باهظة تُعسّر أمر الزواج وتجعله عبئاً. وهذا من تيسير الله تعالى للزوجين، وتخفيفًا لأمر تكاليف الحياة. وقد كان هذا هدي النبي ﷺ وأصحابه، حيث كانت صداق أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات شيئاً يسيراً.
3- تَيْسِيرُ رَحِمِهَا: وهذه العلامة تجمع بين البركة في صحتها الجسدية وخصوبتها، والبركة في أخلاقها ومعاملاتها. فمن يُمنها أن يهون الله عليها مشاق الحمل والولادة والتربية، وأن يهب لها ذرية صالحة. كما أن من يُمنها أن يكون قلبها رحيماً سهلاً، تواصل رحمها وتبر والديها وأقاربها، فتسود المحبة والوئام في محيطها الأسري.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- بيان معايير اختيار الزوجة: يوجه الحديث الراغبين في الزواج إلى النظر إلى هذه الصفات (الصلاح، الاعتدال في المهر، الخلق الحسن) كمعايير للبركة والخير، قبل النظر إلى الأمور المادية والمظاهر الدنيوية الزائلة.
2- ذمّ المغالاة في المهور: الحديث تحذير صريح من المغالاة في المهور والتكالب على الدنيا، الذي قد يحول دون زواج الشباب والفتيات، فيقعون في الحرام. فالبركة في التيسير لا في التعسير.
3- الحث على صلاح المرأة: الحديث حافز للفتاة المسلمة أن تسعى لأن تكون مباركةً حيثما حلت، بأن تتخلق بالأخلاق الحسنة، وتتقي الله في نفسها، وتكون سهلةً لينةً غير متعصبة أو متكبرة.
4- التوكل على الله والبحث عن البركة: يذكرنا الحديث أن نطلب البركة (اليُمن) من الله في كل أمورنا، خاصة في اختيار شريكة الحياة، فليس الجمال أو الغنى هو مقياس السعادة، بل ما يأتي معه من بركة وطاعة لله.
5- الرحمة والعطف صفة أساسية: سواء فُسرت "رحمها" بالولادة أو بصلة الرحم، فإن الحديث يؤكد على centrality الرحمة والعطف في شخصية المرأة الميمونة، فهي أمٌ حنون وزوجةٌ رقيقة وابنةٌ بارّة.
### رابعاً. معلومات إضافية
● درجة الحديث: صححه عدد من العلماء، ومنهم الألباني في "صحيح الجامع" (برقم 1968).
● الخطاب للمجتمع: الحديث رسالة للمجتمع ككل (الآباء والأمهات والخاطبين) ليتعاونوا على التيسير والتخفيف في أمور الزواج، طلباً لبركته واستمراريته.
● اليُمن الحقيقي: اليُمن الحقيقي هو التقوى والصلاح، فمن تكن هذه صفاتها، فقد حازت الخير في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن يبارك في نسائنا وبناتنا، وأن يجعل بيوتهن عامرة بالإيمان والبركة والسعادة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال عروة كما عند البعض: يتيسر رحِمُها للولادة. وقال: وأنا أقول من عندي: من أول شُؤمها أن يكثر صداقها.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وإسناده حسن من أجل الكلام في أسامة بن زيد وهو الليثي غير أنه حسن الحديث وقد روى له مسلم في المتابعات والشواهد، والحاكم لا يرى الفرق بين الأصل والشواهد.
وأما رُوي عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة» فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٤٥٢٩) والحاكم (٢/ ١٧٨) وعنه البيهقي (٧/ ٢٣٥). كلهم من حديث حماد بن سلمة، قال: أخبرني ابن الطفيل بن سَخْبرة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن ابن الطفيل بن سخْبرة هذا لا يعرف من هو. وإن كان سماه الحاكم «عمر» والبيهقي «عمرو» ولم يتابع على ذلك أحد، والصحيح أنه لا يُعرف من هو. وقد يقال: هو عيسى بن ميمون كما في «التهذيب» وكذا سماه القُضاعي في مسند الشهاب (١٢٣) فإن كان هو فهو ضعيف، وإن كان غيره فهو «مجهول» وضعّفه أيضا السخاوي في المقاصد الحسنة (٤٥٣).
وقد وقفت على قصة طريفة لسفيان بن عيينة.
قال يحيى بن يحيى النيسابوري: كنت عند سفيان بن عيينة، إذ جاءه رجل فقال: يا أبا محمد، أشكو إليك من فلانة - يعني امرأته - أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها. فأطرق سفيان مليا، ثم رفع رأسه فقال: لعلك رغبتَ إليها لتزداد بذلك عزا؟ فقال: نعم يا أبا محمد. فقال: من ذهب إلى العز ابتلي بالذل، ومن ذهب إلى المال ابتلي بالفقر، ومن ذهب إلى الدين يجمع الله له العز والمال مع الدين. ثم أنشأ يُحدّثه فقال: كنا إخوةً أربعةً: محمد، وعمران، وإبراهيم، وأنا، فمحمد أكبرنا وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم، فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب، فتزوج من هي
أكبر منه حسبا، فابتلاه الله بالذُّلِّ، وعمران رغب في المال فتزوج من هي أكبر منه مالا فابتلاه الله بالفقر، أخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئا، فنقبت في أمرهما، فقدم علينا معمر بن راشد فشاورتُه، وقصصتُ عليه قصة أخويّ، فذكرني حديث يحيى بن جُعدة وحديث عائشة، فأما حديث يحيى بن جعدة: قال النبي ﷺ: «تنكح المرأة على أربع: دينها، وحسبها، ومالها، وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداه» وحديث عائشة أن النبي ﷺ قال: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة». فاخترتُ لنفسي الدين وتخفيف الظهر اقتداءً بسنة رسول الله ﷺ فجمع اللهُ لي العِزَّ والمالَ مع الدين.
ذكرها المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة سفيان بن عيينة، فهل كان ابن عيينة عنده إسناد آخر لحديث عائشة يرويه معمر بن راشد، أو هو ذكره كحكاية بدون إسناد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 322 من أصل 360 حديثاً له شرح
- 297 حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك
- 298 حتى يذوق الآخر من عسيلتها ما ذاق الأول
- 299 طلاق المرأة ثلاثًا ثم زواجها من رجل آخر ثم رغبتها...
- 300 إذا هاجرت امرأة من أهل الحرب لم تخطب حتى تحيض...
- 301 تزوج المسلم اليهودية والنصرانية
- 302 كيف يستخدمه وهو لا يحل له
- 303 بعث جيشًا إلى أوطاس فلقوا عدوًا فقاتلوهم فظهروا عليهم
- 304 نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم
- 305 حتى يستبرئها امرأة من السبي
- 306 الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
- 307 الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك
- 308 لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله
- 309 عبد تزوج بغير إذن سيده فهو عاهر
- 310 تزوج امرأة على وزن نواة
- 311 امرأة تهب نفسها للنبي وزوّجها لمن معه القرآن
- 312 هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا
- 313 كان الصداق في عهد رسول الله عشرة أواق.
- 314 أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروج
- 315 صداق رسول الله لأزواجه خمسمائة درهم
- 316 تزويج النجاشي أم حبيبة للنبي ﷺ بأربعة آلاف.
- 317 فكانت وليمة رسول الله ﷺ
- 318 ألم أعظم صداقك ألم أعتق أربعين من قومك
- 319 رجل أدب أمة فعلمها فأعتقها وتزوجها فله أجران
- 320 تزويج النبي ﷺ جويرية وأثر عتق مائة أهل بيت
- 321 خير النكاح أيسره
- 322 تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
- 323 لا تغالوا في صداق النساء
- 324 النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا
- 325 قضاء النبي في مهر المتوفى عنها قبل الدخول
- 326 عن عائشة في قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في...
- 327 من كشف خمار امرأة ونظر إليها فقد وجب الصداق
- 328 أولم ولو بشاة
- 329 أولم النبي على زينب بشاة
- 330 أولم النبي على بعض نسائه بمدين من شعير.
- 331 أولم النبي على صفية بسويق وتمر
- 332 عتقها صداقها وجعل الوليمة ثلاثة أيام
- 333 أمر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن
- 334 من كان عنده شيء فليجيء به
- 335 بنى النبي ﷺ بامرأة فأرسلني فدعوت رجالًا إلى الطعام
- 336 إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتِها
- 337 أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها
- 338 رسول الرجل إلى الرجل إذنه
- 339 شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك المساكين
- 340 شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من...
- 341 اللَّهم أنتم من أحب الناس إلي
- 342 اجعل لي طعامًا يكفي خمسة فإني أريد أن أدعو النبي...
- 343 لما عرس أبو أسيد دعا النبي وأصحابه فما صنع لهم...
- 344 الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور
- 345 ليس لي أن أدخل بيتا مزوقا
- 346 الدف والصوت في النكاح فصل بين الحلال والحرام
معلومات عن حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
📜 حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تيسير خطبة المرأة وصداقها ورحمها من يمنها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








