النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

عن عقبة بن عامر أن النبي ﷺ قال لرجل: «أترضى أن أزوجك فلانة؟». قال: نعم، وقال للمرأة: «أترضين أن أزوجك فلانًا» قالت: نعم، فزوج أحدهما صاحبه، فدخل بها الرجل، ولم يفرض لها صداقًا. ولم يعطها شيئًا. وكان ممن شهد الحديبية له سهم خيبر. فلما حضرتْه الوفاةُ قال: إن رسولَ الله ﷺ زوجني فلانة، ولم أفرض لها صداقًا، ولم أُعطها شيئًا. وإني أُشْهِدكم أني أعطيتُها من صداقها سهْمي بخيبر، فأخذتْ سهمًا فباعته بمائة ألف.

صحيح: رواه أبو داود (٢١١٧) وصححه ابن حبان (٤٠٧٢) والحاكم (٢/ ١٨١ - ١٨٢) وعنه البيهقي (٧/ ٢٣٢) كلهم من طريق محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عقبة بن عامر رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:

● أترضى أن أزوجك فلانة؟: أي هل تقبل أن أتولى عقد نكاحك على هذه المرأة؟
● فزوج أحدهما صاحبه: أي عقَد النبي صلى الله عليه وسلم النكاح بينهما.
● لم يفرض لها صداقًا: أي لم يُحدد لها مهرًا معينًا وقت العقد.
● سهم خيبر: نصيبه من غنائم خيبر التي قسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المجاهدين.
● بمائة ألف: أي بِعتْه بمئة ألف درهم.

2. شرح الحديث:

يُخبر الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالوساطة في زواج رجل من امرأة، فسأل الرجل: هل تقبل أن أزوجك هذه المرأة؟ فقال الرجل: نعم. ثم سأل المرأة: هل تقبلين أن أزوجك هذا الرجل؟ فقالت: نعم. فعقد النبي صلى الله عليه وسلم النكاح بينهما دون أن يُحدد مهرًا (صداقًا) في المجلس، ودخل الرجل بزوجته بناء على هذا العقد الصحيح.
ولما حضرت الرجل الوفاة، تذكر أن زواجه تم بدون تحديد صداق، فخشي أن يكون في ذمته حق للزوجة، فأوصى بأن سهمه من غنيمة خيبر هو صداقها، وشهد على ذلك الحاضرين. وقد قبلت الزوجة هذا الصداق، وباعته لاحقًا بمئة ألف درهم.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز تزويج الولي بدون تحديد صداق فوري: حيث يصح النكاح بدون ذكر الصداق في العقد، ويبقى الصداق واجبًا في ذمة الزوج بما يناسب مثيلاتها.
● فضل الوفاء بالذمم والوصية بالحقوق قبل الموت: حرص الرجل على إبراء ذمته قبل وفاته يدل على تقواه وخوفه من حقوق العباد.
● قبول الصداق المتأخر: إذا اتفق الزوجان على صداق بعد العقد والدخول، فهو جائز شرعًا.
● جواز أن يكون الصداق من المنقولات والعقارات: فسهم خيبر من الغنائم له قيمة مالية.
● مكانة النبي صلى الله عليه وسلم كولي ووسيط في النكاح: حيث قام بدور الولي في هذه القصة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على صحة النكاح بدون تسمية المهر في العقد، ويوجب على الزوج مهر المثل (ما يُعطى لمثلها في مجتمعها).
● الزوج في القصة كان من أهل بدر أو الحديبية كما يشير إلى ذلك ذكر خيبر، مما يدل على فضله وصحة نيته.
● قيمة المئة ألف تدل على قيمة الغنائم في ذلك الوقت وبركة ما قسمه النبي صلى الله عليه وسلم.
- يستفاد منه أيضًا وجوب الوفاء بالعهود والذمم وعدم التهاون في حقوق الناس، خاصة قبل الموت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١١٧) وصححه ابن حبان (٤٠٧٢) والحاكم (٢/ ١٨١ - ١٨٢) وعنه البيهقي (٧/ ٢٣٢) كلهم من طريق محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: هو على شرط مسلم وحده، لأن البخاري لم يخرج لمحمد بن سلمة ولا لشيخه خالد بن أبي يزيد، وإنما أخرج لهما مسلم فقط.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

📜 حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ زوج الرجل ولم يفرض لها صداقًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية