ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

عن عائشة أنها زَفّتْ امرأةً من الأنصار، فقال نبي الله ﷺ: «يا عائشة، ما كان معكم من لهو، فإن الأنصار يُعجبهم اللَّهْو».

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥١٦٢) عن الفضل بن يعقوب، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها أنها زَفَّتْ امرأةً من الأنصار، فقال نبي الله ﷺ: «يا عائشة، ما كان معكم من لهو، فإن الأنصار يُعجبهم اللَّهْو».

1. شرح المفردات:

● زَفَّتْ: أي أهدَتْ وأعانَتْ في تزويجها، أو شاركت في حفل زفافها ومراسم العرس.
● اللَّهْو: هنا يُقصد به ما يكون من غناءٍ حلال، أو ضرب بالدف، أو كلمات طيبة تُقال في الفرح، مما لا يشتمل على محرم؛ كالغناء الفاحش أو المعازف المحرمة. وهو من اللهو المباح الذي يُظهر الفرح والسرور في المناسبات.

2. شرح الحديث:

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُشارك في تزويج امرأة من الأنصار، وفي هذه المناسبة السعيدة لاحظ النبي ﷺ أنهم لم يكونوا يمارسون شيئًا من اللهو المباح الذي اعتاده الأنصار في أفراحهم.
فناداها النبي ﷺ قائلاً: «يا عائشة، ما كان معكم من لهو؟» أي: لماذا لا يكون معكم شيء من اللهو المباح في هذا العرس؟ ثم بيَّن السبب بقوله: «فإن الأنصار يُعجبهم اللَّهْو»، أي أنهم يحبون إظهار الفرح والسرور في مثل هذه المناسبات بما أباحه الشرع من غناءٍ عفيف أو دفٍّ ونحوه.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز إظهار الفرح في الأعراس: يُستفاد من الحديث مشروعية إظهار السرور والفرح في مناسبة الزواج، بما يتناسب مع العادات المباحة.
● مراعاة عادات الناس في المباحات: النبي ﷺ راعى عادة الأنصار في حبهم للهو المباح، مما يدل على أهمية مراعاة أحوال الناس وعاداتهم في الأمور المباحة.
● التيسير في المناسبات: الإسلام دين يسر، ولا يتعارض مع الفرح البريء، بل يشجعه ما دام في إطار الشرع.
● التوازن بين العبادة والفرح: لا مانع من الجمع بين الفرح المباح والعمل الصالح، فليس من الضروري أن تكون المناسبات جادة بشكل مطلق.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على سماحة النبي ﷺ ومرونته في الأمور الاجتماعية، كما يُبيِّن حسن تعامله مع أصحابه ومعرفة طبائعهم.
- المقصود باللهو هنا هو ما كان بالدف والغناء المباح الذي ليس فيه كلمات فاحشة أو معازف محرمة، كما ورد في أحاديث أخرى بإباحة الدف في الأعراس والأفراح.
- يستحب للمسلمين في أعراسهم أن يظهروا الفرح بالطرق المشروعة، ويجتنبوا ما حرَّم الله من غناء فاحش أو اختلاط أو معازف محرمة.

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ على فهم السلف الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٦٢) عن الفضل بن يعقوب، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 348 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

📜 حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية