حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن أحقَّ ما أُكرم عليه الرجلُ ابنتُه أو أختُه

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: أيما امرأةٍ نكحت على صداقٍ أو جِباء، أو عِدة قبل عصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعطيه، وأحق ما أُكرِمَ عليه الرجلُ ابنتُه أو أختُه».

حسن: رواه أبو داود (٢١٢٩) وابن ماجه (١٩٥٥) والنسائي (٣٣٥٣) وأحمد (٦٧٠٩) كلهم من حديث ابن جريج، قال: قال عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: أيما امرأةٍ نكحت على صداقٍ أو جِباء، أو عِدة قبل عصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعطيه، وأحق ما أُكرِمَ عليه الرجلُ ابنتُه أو أختُه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبي الشريف الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم:

نص الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيما امرأةٍ نكحت على صداقٍ أو جِباء، أو عِدة قبل عصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعطيه، وأحق ما أُكرِمَ عليه الرجلُ ابنتُه أو أختُه».


1. شرح المفردات:


● نكحت: تزوجت.
● صداق: المهر المعجل الذي يدفع عند العقد.
● جِباء: (بكسر الجيم) هو المهر المؤجل الذي يؤجل دفعه إلى وقت معين.
● عِدة: الوعد بشيء معين كهدية أو منفعة.
● عصمة النكاح: اكتمال عقد الزواج وصحته، بحيث يصبح الزواج ملزماً ويحل الاستمتاع.
● أُعطيه: الشخص الذي وُعد بهذا العطاء بعد العقد.
● أُكرِمَ عليه: أُكرم وأُحسن إليه.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الأحكام المتعلقة بالهبات والوعود التي تُقدّم عند الزواج، فيقول:
● «أيما امرأة نكحت على صداق أو جِباء، أو عِدة قبل عصمة النكاح فهو لها»: أي إذا وُعدت المرأة بمهر (معجل أو مؤجل) أو هبة أو عطية قبل اكتمال عقد النكاح، فإن هذا الحق يكون لها هي، ولا يجوز لأحد أن يسلبها إياه أو يتحكم به دون رضاها.
● «وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعطيه»: أما إذا حصل الوعد بالعطية أو الهبة بعد اكتمال العقد، فإنه يكون من حق الشخص الذي وُعد بهذا العطاء (كالزوج أو غيره)، وليس بالضرورة أن يكون للمرأة.
● «وأحق ما أُكرِمَ عليه الرجلُ ابنتُه أو أختُه»: ثم يختم النبي ﷺ الحديث بتوجيه تربوي مهم، فيذكر أن من أفضل وأولى ما يُكرم عليه الرجل ويحسن إليه هم ابنته أو أخته، وذلك بإكرامهن وحسن معاملتهن وتأمين حاجاتهن، خاصة في شؤون الزواج والمعيشة.


3. الدروس المستفادة:


1- احترام حقوق المرأة المالية: الحديث يؤكد على وجوب الوفاء بالوعود والعهود للمرأة، خاصة فيما يتعلق بالمهر والنفقة، وأنه لا يجوز التحايل عليها أو حرمانها من حقها.
2- التمييز بين الحقوق قبل العقد وبعده: ما يُعطى قبل العقد فهو حق خالص للمرأة، وما بعد العقد قد يكون لغيرها، مما يدل على دقة التشريع الإسلامي في تنظيم الحقوق والالتزامات.
3- الحث على الإحسان إلى النساء: يوجه النبي ﷺ الرجال إلى الإحسان إلى بناتهم وأخواتهم، وذلك بتحمل مسؤولياتهن وتأمين حاجاتهن وحسن معاملتهن، مما يعكس رعاية الإسلام للمرأة وتكريمها.
4- التأكيد على أهمية النية والإخلاص: الإكرام هنا ليس مادياً فقط، بل يشمل المعاملة الحسنة والرعاية الاجتماعية والنفسية، مما يعزز القيم الأسرية.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب أحكام النكاح والهبات، ويستدل به الفقهاء على وجوب الوفاء بالوعود الخاصة بالمهر.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي، وابن ماجه، وهو حسن.
- يعتبر من الأحاديث التي تُظهر عدل الإسلام ورعايته لحقوق المرأة، بدءاً من مرحلة الخطبة والزواج وانتهاءً بالحياة الأسرية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٢٩) وابن ماجه (١٩٥٥) والنسائي (٣٣٥٣) وأحمد (٦٧٠٩) كلهم من حديث ابن جريج، قال: قال عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قال البخاري وغيره: «ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب».
لكن تابعه الحجاج بن أرطاة فرواه عن عمرو بن شعيب بإسناده ولفظه: «ما استحل به فرج المرأة من مهر أو عدة فهي لها، وما أكرم به أبوها أو أخوها أو وليها بعد عقدة النكاح فهو له، وأحقُّ ما أُكرِمَ الرجلُ به ابنتُه أو أختُه». رواه البيهقي (٧/ ٢٤٨) والحجاج بن أرطاة فيه كلام. ولكن بمجموع الإسنادين يصير الحديث حسنا.
وأما المعنى فقال بعض أهل العلم: يُحمل هذا الحديث على أن الولي لو اشترط لنفسه مالًا سوى المهر فهو له، وأما المهر فهو حق للمرأة، وقد رُوي عن علي بن حسين أنه زوّج ابنتَه رجلًا، واشترط لنفسه عشرةَ آلاف درهم.
ومن العادات والعُرف تبادل الهدايا بين الطرفين، وهو إن لم يكن من الشروط الفاسدة فلا حرجَ في ذلك. ومنه تجهيزُ الرجل ابنتَه من الأسرّة، والأواني المنزلية، وغيرها كما جاء في الحديث الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 358 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

  • 📜 حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب