حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القصاص في السِّنِّ

عن أنس أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها! فقال: «يا أنس، كتاب الله القصاص» فرضي القوم وعفوا، فقال النبي ﷺ: «إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه».
زاد الفرازي، عن حميد، عن أنس: «فرضي القوم وقبلوا الأرش».

صحيح: رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٣) عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني حمد، أن أنسا حدثهم فذكر الحديث.

عن أنس أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها! فقال: «يا أنس، كتاب الله القصاص» فرضي القوم وعفوا، فقال النبي ﷺ: «إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه».
زاد الفرازي، عن حميد، عن أنس: «فرضي القوم وقبلوا الأرش».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أنس أن الربيع (وهي ابنة النضر) كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها! فقال: «يا أنس، كتاب الله القصاص» فرضي القوم وعفوا، فقال النبي ﷺ: «إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه». وزاد الفرازي، عن حميد، عن أنس: «فرضي القوم وقبلوا الأرش».

1. شرح المفردات:


● الربيع: هي ابنة النضر، وعمة أنس بن مالك رضي الله عنهما.
● ثنية جارية: الثنية هي السن الأمامية المقدمة من الأسنان، والجارية هي الصغيرة التي لم تبلغ.
● الأرش: الدية أو التعويض المالي عن الجرح.
● العفو: المسامحة والتخلي عن الحق.
● القصاص: العقوبة بالمثل، أي كسر سنها كما كسرت سن الجارية.
● أقسم على الله لأبره: أي لو حلف على الله تعالى لأنجز الله قسمه.

2. شرح الحديث:


وقع حادث حيث كسرت الربيع (ابنة النضر وعمة أنس بن مالك) سنًا أمامية لجارية صغيرة. فذهب أولياء الجارية إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطالبون بالقصاص (أي كسر سن الربيع مثلما فعلت بجارتهم). وعرضوا عليهم العفو أو قبول الأرش (الدية) فرفضوا أولاً وأصرّوا على القصاص. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص تطبيقًا لحكم الله تعالى.
وهنا ثار أنس بن النضر (وهو عم الربيع، وقيل هو أخوها) غضبًا وحمية، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أتكسر ثنية الربيع؟!" تعجبًا واستنكارًا، ثم حلف بالله الذي بعث النبي بالحق أنهم لن يكسرون سنها.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بتذكير بحكم الله تعالى: «يا أنس، كتاب الله القصاص» أي أن حكم الله تعالى في القرآن هو القصاص، ولا بد من تطبيقه.
فلما رأى أولياء الجارية هذا الموقف النبيل من أنس بن النضر، ودفاعه عن ابنة عمه بحمية وشهامة، رضوا وعفوا، وتركوا القصاص وقبلوا الأرش (الدية).
ف похّن النبي صلى الله عليه وسلم على أنس بن النضر، وقال: «إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه»، أي أن أنسًا من أولياء الله الصالحين الذين إذا حلفوا على أمرٍ يحقق الله قسمهم؛ لصدقهم وإيمانهم.

3. الدروس المستفادة:


● وجوب تطبيق حدود الله: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في تطبيق حكم القصاص، لأنه حكم الله تعالى.
● فضل العفو: مدح النبي صلى الله عليه وسلم أولياء الجارية لأنهم عفوا بعد إصرارهم، وهذا من مكارم الأخلاق.
● مكانة الصالحين: بيان أن لله تعالى أولياء صالحين إذا أقسموا على الله لأبر قسمهم؛ لصدقهم وتقواهم.
● الحمية الشرعية: الدفاع عن الأهل والعشيرة بشرط عدم مخالفة الشرع.
● التأدب مع الشرع: أنس بن النضر رضي الله عنه حين ذكّره النبي بالشرع، تراجع عن غضبه وخضع لحكم الله.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- أنس بن النضر هو عم أنس بن مالك رضي الله عنه، وكان من شهداء أحد، وقد استشهد فيها دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- في الحديث دليل على أن القصاص في الجروح (مثل كسر السن) مشروع في الإسلام، لكن يعفى عنه إذا عفا أولياء المجني عليه.
- قول النبي: «من لو أقسم على الله لأبره» لا يعني أن العبد يجبر الله تعالى، ولكنها منزلة يكرم الله بها عباده الصالحين لاستجابة دعائهم وتحقيق أقسامهم بفضله ورحمته.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بشرعه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٣) عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني حمد، أن أنسا حدثهم فذكر الحديث.
ورواية الفزاري (هو مروان بن معاوية) وصلها البخاري في التفسير (٤٦١١) عن حميد، عن أنس قال: كسرت الربيع وهي عمة أنس بن مالك - ثنية جارية من الأنصار فذكر بقية الحديث مثله.
ووقعت قصة شبيهة في جرح إنسان وهو الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

  • 📜 حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب