حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإحسان في القصاص

عن الحسن البصري قال: جاءه رجل فقال: إن عبدًا له أبق، وإنه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده. فقال ال

حسن: حدثنا سمرة قال: فما خطب النبي ﷺ إلا أمر فيها بالصدقة، ونهى فيها عن المثلة.

عن الحسن البصري قال: جاءه رجل فقال: إن عبدًا له أبق، وإنه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده. فقال ال

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي أشرت إليه هو من الآثار المنقولة عن الإمام الحسن البصري رحمه الله، وهو أحد كبار التابعين وعلماء المسلمين، وقد روي هذا الأثر في عدة مصادر معتمدة منها "مصنف عبد الرزاق" و"مصنف ابن أبي شيبة".

شرح المفردات:


● عبدًا له أبق: أي أن له عبدًا قد هرب منه (الأَبْقُ هو الهارب من سيده).
● نذر: أي قطع على نفسه عهدًا ووعدًا بإلزام نفسه بشيء غير لازم أصلاً.
● إن قدر عليه: إذا تمكن منه وأمسكه.

شرح الحديث:


جاء رجل إلى الإمام الحسن البصري يشكو أن له عبدًا هاربًا، وقد نذر (أي حلف وتعهد) أنه إذا قدر على هذا العبد وأمسكه فإنه سيقطع يده! فاستفتى الإمام في حكم هذا النذر.
والجواب الذي ذكره الحسن البصري -ولم يذكر في سؤالك لكنه مكمل للقصة- هو أن ينصح هذا الرجل بعدم الوفاء بنذره هذا، لأنه نذر معصية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه" (رواه البخاري). فالنذر في معصية لا يجوز الوفاء به، بل يجب كفارته.

الدروس المستفادة:


1- تحريم الإقدام على النذر في المعصية: فلا يجوز للإنسان أن ينذر شيئاً محرماً، كالضرب أو الجرح أو القطع أو أي أذى محرم.
2- وجوب كفارة النذر إذا كان في معصية: فمن نذر نذر معصية فلا يجوز له أن يفعله، وعليه كفارة يمين.
3- الحكمة من مشورة العلماء: فالرجل لم يقدم على تنفيذ نذره بل سأل العالم، وهذا من علامات الخير والورع.
4- الرحمة بالعبيد والخدم: فالإسلام حرم إيذاء الإنسان حتى لو كان عبداً مملوكاً، فكيف بقطع يده! وهذا من رحمة الإسلام وعدالته.

معلومات إضافية:


- كفارة النذر في المعصية هي كفارة يمين، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
- هذا الأثر يدل على مكانة الإمام الحسن البصري العلمية، حيث كان مرجعاً للناس في زمانه.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب النذر вообще إلا في الخير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن النذر ويقول: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل" (متفق عليه).
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

حدثنا سمرة قال: فما خطب النبي ﷺ إلا أمر فيها بالصدقة، ونهى فيها عن المثلة.
صحيح: رواه أحمد (٢٠١٣٦) عن هشيم، حدثنا حميد، عن الحسن فذكره.
وفيه دليل لمن يقول: إن الحسن سمع من سمرة غير حديث العقيقة أيضا، لأن الأصل وهو كان عنده كتاب سمعه من سمرة - فيروي منه في أوقات متفرقة.
وقد رُوي هذا الحديث بألوان مختلفة. فمنها ما رواه أبو داود (٢٦٦٧) عن محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الهيّاج بن عمران بن الفضل البصري، أن عمران أبق له غلام، فجعل الله عليه لئن قدر عليه ليقطعن يده، فأرسلني لأسأل له، فأتيت سمرة بن جندب فسألته فقال: كان نبي الله يحثنا على الصدقة، وينهانا عن المثلة، وأتيت عمران بن حصين فسألته فقال: كان رسول الله ﷺ يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة.
وهذا إسناد حسن، فإن الهياج بن عمران بن الفضل وثّقه ابن سعد وابن حبان والعجلي، وهو «صدوق». وفيه تصريح الحسن من سماع هذا الحديث من سمرة بن جندب وعمران بن حصين.
ورواه الإمام أحمد (١٩٨٤٤) من طريق قتادة به نحوه.
وفي الباب ما رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعف الناس قتلة أهل الإيمان». رواه أبو داود (٢٦٦٦) وابن ماجه (٢٦٨١، ٢٦٨٢) وأحمد (٣٧٢٨) وابن حبان (٥٩٩٤) وابن الجارود في المنتقي (٨٤٠) وابن أبي شيبة (٩/ ٤٢٠) وابن أبي عاصم في الديات (٢٢٩) كلهم من طريق المغيرة بن مقسم الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن هُني بن نويرة، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
واضطرب في إسناده اضطرابا كثيرًا فمنهم من أدخل بين مغيرة الضبي وإبراهيم النخعي «شباك الضبي» والصواب ما رواه شعبة، عن ابن مقسم الضبي بدون ذكر شباك الضبي، وإن كان قد اختلف على شعبة أيضا كما قال الدارقطني في العلل (٥/ ١٤٢).
كما أنه روي موقوفا على ابن مسعود.
رواه ابن أبي شيبة (٩/ ٤٢٠) عن حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم أنه مر على ابن مُكعبر، وقد قطع زياد يديه ورجليه فقال: سمعت عبد الله يقول: إن أعفَّ الناسِ قتلةً أهلُ الإيمان».
ورواه عبد الرزاق (١٠/ ٢٢) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال ابن مسعود: «إن أعف الناس فتلة أهل الإيمان».
والموقوف أشبه بالصواب لثقة رجاله، والمرفوع مداره على هني بن نويرة وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان وقال أبو داود: «كان من العباد» دليل على أنه لم يتعاهد الحديث، ولكن رواه البعض بإسقاط «هني بن نويرة» وهذا كله يجعل المرفوع مضطربا. والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

  • 📜 حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب